الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يؤكد مختصون في مجال التربية والتعليم، بأن التلاميذ قد يسجلون التحاقهم بالمدارس فعلًا لكنهم لا يكتسبون المهارات الأساسية المطلوبة في الحياة العملية ويقصد بها مهارة التحاور والكتابة، ناهيك عن الاستماع ولعل أبرز الأسباب التي تعرقل هذا الدور المهم الذي تختص به المدرسة هي النزاعات والصراعات فضلا عما سببته جائحة كورونا، بحسب ما تضمنه تقرير للبنك الدولي، وبالرغم من المجهودات التي قام بها ممارسو التربية لاسيما الاعتماد على تكنولوجيا الاتصال الحديثة في التدريس عن بعد إلا أن فعاليتها لم تكن بالنجاعة المطلوبة، ما خلف قصورا في مجال تكوين رأس المال البشري، خصوصا وأن ضعف التعلم له تأثيرات مباشرة في الإنتاجية الاقتصادية مستقبلا والتحول الرقمي وصناعة المعرفة بشكل تلقائي.
إيناس كبير
وكان البنك الدولي قد تطرق سنة 2019، إلى معضلة فقر التعلم، وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال دون سن العاشرة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لا يتحكمون في مهارة القراءة بلغتهم الأصلية، كما يجد المتعلم نفسه أمام أزمة أخرى وهي الفاقد التعليمي، ويعني المهارات والمعلومات التي يفقدها بفعل خلل يصيب العملية التعليمية أو بسبب انقطاعها.
صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية
اللغة الفصيحة عصب العلوم
تحمل اللّغة مُحدّدة في مجال القراءة، مجموعة من العلوم الأخرى، فهي أساس المنطق، والرياضيات والفلسفة، والتمكن منها يعني النجاح في التحكم في العلم وأداء الفرد في مختلف الميادين الاقتصادية والمعرفية، بحسب ما قاله رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد للنصر، على هامش الملتقى الوطني الأول حول "فقر التعلم"، مضيفا بأنه من المهم إعادة النظر في المنظومة التربوية وتصحيح الأخطاء الشائعة في اللغة التي يتداولها المتعلمون والمعلمون على حد سواء، فضلا عن استخدام اللّغة الراقية ورفع مستوى الأداء والابتعاد عن الدارج الذي يعلم الرداءة، فاللغة الفصيحة هي التي تجمع كل أفراد المجتمع، وتلعب دورا مهما في فهم ماضيهم وحاضرهم واستشراف مستقبلهم، ويتحصل عليها المتعلم من النصوص الراقية العالية والشعر القديم، فضلا عن قراءة الكتب الرفيعة التي تُعلي من قيمة اللغة العربية، فتُحسِّن من أداء التلميذ في نطق العبارات، وفهمها وإعادة توظيفها في تواصله مع الآخر، إلى جانب تلقي مصطلحات أخرى جديدة تُثري رصيده اللّغوي، وأوضح بأن المدرسة تسهر على تحقيق هذه العملية خصوصا في سنوات التعلم الأولى، بما تعطيه من إبداع في استراتيجيات التعليم، وكفاءة المعلم الذي يساعد على تجاوز الهشاشة اللغوية ونقل معرفة جيدة.
ويعيش التلميذ اليوم هدرا لغويا حسبه، و يرتبط ذلك بعدم الاحتكام إلى قواعد اللغة الضابطة للسان المتحدث، بل يحفظ كلمات منفصلة عن مصادر مختلفة لاسيما المعتمدة داخل البيت و التي تكون مقتبسة من لغات مختلفة، وهو ما يضاعف من حدة مشكلة فقر التعلم، الذي يؤثر على بلبلة الألسنة والقدرة على التفاعل في أي اختصاص، كما ذكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، مشاكل أخرى تضعف المنظومة التربوية، ويكون فقر التعلم سببا فيها مثل التسرب المدرسي و تزايد الأمية و ضعف المناعة العلمية والقابلية للغزو الثقافي، ناهيك عن عدم تحقق التحول الرقمي واستحالة الوصول إلى التقدم الأكاديمي.
تجسيد السياستين التربوية واللغوية للحد من فقر التعلم
وعن حالة الجزائر، قال بلعيد بأن الدراسات الميدانية والاحصائيات الدقيقة التي قدمها تقرير البنك الدولي حول فقر التعلم في دول شمال إفريقيا، كشفت جملة من المشاكل التي تعرقل إتقان التلميذ للمهارات الأساسية، منها القراءة بأكثر من أربعة أخطاء، إلى جانب الكتابة بأسلوب غير مميز، وعدم القدرة على المحاورة، وهو ما أظهرته أيضا المسابقات الوطنية الخاصة بالقراءة والكتابة، مثل أقلام بلادي، تحدي القراءة العربي وبعض المسابقات الجهوية، وأرجع ذلك إلى الاهتمام بالكم على حساب النوع في عملية التعليم.
كما أكد بلعيد، على ضرورة استعمال لغة البلد الأصلية في التواصل مع الطفل خصوصا في مراحله الأولى، فضلا عن استخدامها في عملية التعلم، للحفاظ عليها مما وصفه بكوليرا اللغات التي أدت إلى موت 25 لغة عبر العالم، بسبب الصراع اللغوي وتأثيرات العولمة، مشيرا إلى تجارب دول استعانت بلغة بلدان أخرى لكنها لم تحقق أي نتائج تطورية، وعقب بأن "اللغة تخدم بلدها الأم، لكنها لا تخدم الآخرين".
ولفت المتحدث، إلى أن السيطرة على أزمة فقر التعلم، تستوجب تضافر كل الجهود النخبوية، والجمع بين منتجي الأفكار والتربويين بقيادة المدرسة الجزائرية لتباحث هذا الداء الخطير بحسب وصفه، وتوفير علاج منطقي له، وذلك للوصول إلى هدف الحد من فقر التعلم مطلع سنة 2030 وفقا لما سطره البنك الدولي، وشدد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في هذا السياق، على التركيز على القراءة لأنها تمثل صلب التعليم الرسمي وإتقانها يعد مؤشرا على التعلم الأساسي في مواد أخرى، وضرورة الإصلاح التربوي المتواصل الذي يكون كل خمس سنوات، من حيث الإلمام بالقراءة والكتابة وإدخال مواد حسب العصر، و توفير ورشات تعليمية للتلاميذ يكونون فيها على رأس العملية التعلمية، إلى جانب الاستثمار في أساليب التفكير الجديدة ومستجدات التحول الرقمي المعاصرة، ورفع مستوى الطلاب في البرمجيات الحديثة وتطوير مستواهم في كل اللغات.
عبد القادر بن عبد السلام مفتش تعليم ابتدائي سابق
مهارات اللغة في المنهاج الدراسي لا تحظى بساعات كافية
أوضح مفتش التعليم الابتدائي السابق عبد القادر بن عبد السلام بأن الأسرة تتشارك مع المدرسة في وضع اللبنات الأولى لتعليم الطفل مهارة الإصغاء، وتطوير رصيده اللغوي بشكل يومي، ومنتظم، وقال بأن ذلك يتحقق من خلال سرد القصص، والتواصل الشفهي مع الطفل لتدريبه على نطق الكلمات والعبارات، ثم تعليمه القراءة والكتابة، حسب التدرج العمري، بينما يتمحور دور المدرسة في تنظيم تعلم اللغة الفصحى وتنمية الثروة اللغوية للتلميذ.
ويحتاج التربويون إلى الاهتمام أكثر بالحجم الساعي المخصص لهذا النشاط في منهاج اللغة العربية، بحسب ما تطرق إليه بن عبد السلام، إذ تخصص لها 30 دقيقة أسبوعيا وهو حجم غير كاف للتدرب عليها بشكل سليم، ولا يمكن أن تؤدي حصة واحدة غرضها ووظيفتها حسبه، بينما يأخذ التعبير الشفهي ساعتين في الأسبوع، في حين أنه يحتاج إلى الممارسة بشكل يومي وفقا للتقنيات المدروسة والخصائص المعروفة التي تساعد التلميذ في عملية إنتاج وصياغة الأفكار والتعبير عنها بشكل صحيح، كما اعتبر المفتش، بأن الاكتفاء بنشاط الكتابة في السنتين الأولى والثانية ابتدائي وغيابه عن باقي السنوات غير مقبول، ولا يحقق الأهداف المرجوة للقضاء على فقر التعلم خصوصا ما تعلق بتحسين الخط ومقروئيته.
وحدد المتحدث، معايير التحكم في القراءة، في معرفة كل الحروف والأصوات، والتخلي عن التهجئة تدريجيا، فضلا عن تحديد مدة زمنية معينة لنطق عدد من الكلمات، وتعلم فن الإلقاء وأسند هذه المهمة إلى المعلم من خلال تنشيط حصص لإلقاء نصوص على مسامع تلاميذه بأسلوب جذاب يُحبب التلميذ في القراءة، ويستسهل من خلالها العبارات والمفردات الموظفة، ثم تقييم فهمهم للأفكار من خلال إجاباتهم على الأسئلة التابعة للنص.
واعتبر من جهة أخرى، بأن التكوين الجيد للأساتذة مهم في تطوير مستوى التلميذ، ودعا إلى إعادة النظر في الكتاب المدرسي من حيث التأليف والإخراج والنصوص، فضلا عن الاهتمام بإخراج السندات حتى يستطيع الطفل التعرف على صور الأشياء المتواجدة عليها، كما طرح فكرة تخصيص دفتر للعطلة يحتوي على تمارين وأنشطة لغوية يقضي معها الطفل فترة العطلة الصيفية، التي يراها المتحدث طويلة، وتجعل التلميذ ينسى ما درسه خلال العام الدراسي.
سلاف بوحراثي محاضرة بالمدرسة العليا للأستاذة
التعلّم النشط سبيل لمواجهة الأزمة
ترى الأستاذة المحاضرة بالمدرسة العليا للأستاذة آسيا جبار، سلاف بوحراثي، بأن التوجه نحو مناهج جديدة تختلف عن الكلاسيكية التي تعتبر غير مجدية اليوم ولا تلائم متطلبات هذا العصر، أصبح ضرورة ملحة لتحسين مستوى المتعلم وإكسابه ثروة لغوية.
وتطرقت بوحراثي للحديث عن أسلوب التعليم النشط، شارحة بأنه قادر على استيعاب ظروف التطور التكنولوجي، كما تساهم استراتيجياته التي تستعين بها الجامعات أيضا في معالجة فقر التعلم، وركزت على التعلم التعاوني الذي يجمع التلاميذ في مجموعات صغيرة لحل مشكلة نحوية، أو رياضية، وهو ما من شأنه أن يطور لديهم المهارات الاجتماعية، مع تدريبهم على تحمل المسؤولية وروح العمل ضمن الفريق، إلى جانب تنمية مهارة التواصل وبناء الثقة وتعلم الانضباط، وإشباع رغبات التلميذ التجريبية والتحكم في استراتيجية تعلم الأقران، فضلا عن العصف الذهني الذي يسيطر على القراءة و السماع و الكتابة وكذا الحوار والمناقشة.
ويحتاج التعلم النشط بحسبها ، إلى التفاعل بين كل المتعلمين، لإبراز مدى استعدادهم لاكتساب المهارات التواصلية التي تساعدهم في رفع الرصيد اللغوي، وتطوير قدرة وكفاءة التفكير السليم، كما يحتاج هذا الأسلوب إلى معلم نشط يوجه ويقيم التلاميذ، ويُشترط بحسب بوحراثي، أن يمتلك الأستاذ حصيلة معرفية كافية، وإحاطته باستراتيجيات وطرق التدريس مع توفر مجموعة من الخصائص والكفايات التواصلية والنفسية لديه.
وقالت الأستاذة، إنه يجب تفعيل دور المسرح المدرسي، والإذاعة المدرسية، فضلا عن إنشاء مجلة مدرسية يساهم فيها التلاميذ بلغتهم وأفكارهم البسيطة ليصبحوا قادرين على مواجهة كل ما هو موجود في المجتمع، والانتقال من طور إلى آخر بحقيبة معرفية ثرية في شتى المجالات تحولهم من مجرد متلقين إلى منشئين للمعرفة بطريقة سليمة ونوهت، إلى ضرورة عناية التربويين بالقضاء على الظواهر السلبية في التعليم، وتسخير طاقاتهم لمعالجة فقر التعلم.
مهدي مشتة أستاذ بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة
الألعاب اللغوية استراتيجية بيداغوجية لتنمية المهارات اللغوية
حسب الأستاذ المحاضر بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة، مهدي مشتة فإن الألعاب اللغوية يمكن أن تتحول من وسيلة للترفيه خلال أوقات الفراغ إلى استراتيجية بيداغوجية تفاعلية، تحفز على التعلم، وتنمي جوانب الأداء اللغوي، وتكسب مهارات متنوعة، مثل مهارة التحدث و القدرة على عرض وتقديم الأفكار، كما تخدم القراءة والكتابة، لذا فعلى المعلم كما أوضح، أن يكثف من هذه الألعاب ويعتمد التنويع في تقديمها للأطفال خاصة و أنه يمكن أن تشترك عدة ألعاب في تنمية مهارة واحدة، كما قد تنمي لعبة واحدة مهارتين أو أكثر في الوقت نفسه.
وتتضمن هذه الأنشطة التدريبية أنواعا عديدة ومتنوعة، متدرجة ومتتابعة حسب مستويات الدارسين وأعمارهم، تكون في كتاب القراءة ودفتر الأنشطة للسنوات الأولى، و يمكن تصنيفها حسب المهارات اللغوية التي تتطلبها، وأردف الأستاذ بأن التعليم من خلال اللعب خصوصا للأطوار القاعدية يحبب التعلم للطفل ويسهل عليه عمليتي الإدراك والاستيعاب ويتيح واستخدام الألعاب اللغوية كذلك، مواقف اجتماعية تساعد على التعليم، كما توفر أجواء مريحة وممتعة يلتقي فيها التلميذ باللغة، من جهة أخرى، فإن هذه الطريقة التعليمية تعد فرصة مناسبة للمراجعة عند عرض الدرس، من خلال تركيز الانتباه على التراكيب اللغوية و النماذج القاعدية أو مفردات محددة، فضلا عن توفيرها لفرص متساوية للتلاميذ الذين يعانون من بطء في التعلم.