انتهى باحثون تابعون لمركز تنمية التكنولوجيات المتطورة بجنوب غرب الجزائر العاصمة، من تصميم أول رقاقة تستخدم في البطاقات الإلكترونية، يُعول على...
أشرف وزير الصناعة، سيفي غريب، أمس السبت على عملية إعادة تشغيل مصنع إنتاج الإسمنت التابع لمجمع «جيكا» ببلدية تيمقطن بولاية أدرار.وخلال إشرافه على...
نشرت مجلة « أخبار السوبر ماركت الدولية» International Supermarket News ، تقريرا مفصلا حول وضع الفراولة في الجزائر، أكدت فيه أن هذا المنتوج الفلاحي...
استعرضت الفرقة الأولى المدرعة، الشهيد، دباش عبد الرحمان، بباتنة، أول أمس، قدراتها القتالية البرية على مستوى المركز الأول للتدريب ببريكة، وأبانت...
زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى برلين ، رفقة مائة من رجال الأعمال الجزائريين، تستحق الوقوف عندها مليّا لإستلهام العبر من المعجزة الألمانية التي جعلت من هذا البلد الذي كان خرابا و رمادا بعد الحرب الكونية الثانية، القوة الإقتصادية الأولى في أوروبا و الخامسة في العالم في ظرف قياسي.
و بالعودة إلى التاريخ الحديث، فإن ألمانيا التي هدّمها الحلفاء مجتمعين و انتحر فيها هتلر وحيدا في مخبئه، عاودت النهوض من تحت الرّماد و الأنقاض، عن طريق مشروع اقتصادي خارق للعادة بقيادة الإقتصادي لودفيج إيرهارد الذي تقلّد هرم الدولة بعد توحيد الأجزاء التي استقطعها الحلفاء ، فيما غرق الجزء الذي آل إلى السوفيات.
و أعطت السياسة الإقتصادية الجديدة ثمارها بالتعاون مع الأمريكان بواسطة مشروع مارشال، و أصبحت مضرب مثل في الأوساط المالية و الإقتصادية العالمية التي سجلت نموا و ازدهارا غير متوقع لبلد خرج مدمرا من الحرب.
و هكذا تبدو الزيارة الإقتصادية وبهذا العدد الهائل من رجال الأعمال و المتعاملين المعروفين على الساحة الإقتصادية الوطنية، ذات مغزى كبير باختيار هذا البلد المعجزة ، في الوقت الذي تبحث فيه البلاد عن “المعجزة الجزائرية” لإنقاذ الإقتصاد الوطني و إعادة بعثه من جديد، بعد انهيار أسعار النفط إلى مستويات دنيا. و سيكون من الحيوي للحكومة و للمتعاملين الإقتصاديين الوطنيين، الإستفادة من التجربة الألمانية و حتى تقليدها إن لزم الأمر و لم يضر ذلك بتوازنات المجتمع الجزائري الذي ألف العيش من عائدات البترول و ليس من الثروة التي يخلقها هو.
الألمان الذين قال فيهم "الفوهرر" أنهم الجنس البشري الأرقى في أوروبا، للزّج بهم في حرب مدمّرة، لا زالوا إلى اليوم معتدّين بأنفسهم أكثر من غيرهم ، و نلاحظ ذلك من خلال مقابلات كرة القدم التي يخوضونها إلى آخر دقيقة و كأنهم في حرب حقيقية، ولذلك ما أحوجنا نحن الجزائريين اليوم في هذا الظرف الإقتصادي العصيب، إلى الإعتداد بأنفسنا و تسخير عصبيتنا للإنتصار على أنفسنا أولا.
التجربة الألمانية في مجال الصناعة كانت ناجحة في الجزائر بامتياز، حيث تمّ تأسيس قاعدة ميكانيكية في قسنطينة و الرويبة و سيدي بلعباس خلال السبعينات، غير أن الألمان لمّا غادروا و سلّموا المفاتيح لعمال و مسؤولين لا علاقة لهم بالمنطق الصناعي، توقفت المصانع أو كادت، و هي على ما يبدو تحتاج إلى الخبرة الألمانية في إطار الشراكة لإعادة بعثها من جديد، في ظل البرنامج الحكومي المسطر لضخ المزيد من الأموال في النسيج الصناعي.
و هذا ممكن اليوم، اعتمادا على تجربة رائدة للصانع الألماني "مرسيدس بينز" في إطار شراكته مع الجيش الوطني الشعبي ، حيث يموّن عدة هيئات و مؤسسات بآليات مهيئة خصيصا لعمل أفراد الجيش و الأمن.
و هذه الشراكة تستحق التعميم على باقي المؤسسات الإقتصادية و القطاعات التي تحتاج إلى الخبرة و القدرة على بلوغ منتوج تنافسي، و منها الإعلان عن مصنع جديد تم انتزاعه من فم المغرب للصانع الشهير “فولسفاغن» و إقامته بغليزان، بطاقة إنتاجية تقدّر بمائة ألف سيارة سنويا ، مع التفكير في بناء مصنع كبير بالجنوب يختص في إنتاج قطع الغيار.
الشراكة مع الألمان لا تقتصر فقط على صناعة السيارات السياحية أو الصناعية، بل هناك مجالات أخرى كالفلاحة و البناء و البيئة و الخدمات و الطاقة بما فيها إعادة إحياء مشروع "ديزرتيك" للطاقة الشمسية و التي قد تغني الجزائر عن ثروة البترول إلى الأبد.
المسؤولون الألمان و على رأسهم المستشارة أنجيلا ماركيل و رئيس البرلمان ، أبدوا حماسا كبيرا للإستثمار في الجزائر و أكدوا لسلال و مرافقيه على أن مناخ الأعمال ملائم ، عندما أعلنوا مساندتهم للإصلاحات الجارية في الجزائر و على رأسها التعديل الدستوري.
التعاون الإقتصادي الواسع مع الألمان، قد يحوّل هذا البلد إلى شريك إستراتيجي للجزائر، و هذا ممكن لأن هذا البلد المعجزة و بكل بساطة ليس لديه مشكل ذاكرة مع الجزائر.
النصر