أكد رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية، الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، لدى استقباله أمس الأحد من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن...
انطلقت، أمس، في كل المدارس الابتدائية عبر الوطن، التقييمات الشفوية لامتحان تقييم المكتسبات بالنسبة لأقسام السنتين الثانية و الرابعة وأقسام السنة...
أعلنت مؤسسة «عدل للتسيير العقاري»، أمس، عن انطلاق ثاني عملية كبرى لإعادة التهيئة والترميم على مستوى سبعة فروع جهوية، تشمل 625 عمارة موزعة عبر مختلف...
جدد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس الأحد، دعم الجزائر المطلق لجهود الأمين العام للأمم...
يتطلّب تزايد عدد الجرائم المروّعة تدخّل المختصين لدراسة الحالات حالة بحالة ، وتقديم تشخيصات علمية يمكن أن تكون مدخلا للوقاية من الاعتداءات التي تستهدف النساء و الأطفال على وجه الخصوص.
والإجرام ليس مشكلة جزائرية خالصة فهو منتشر في كل المجتمعات البشرية، كما أنه ليس بالظاهرة الجديدة، ولكن الجديد هو التداول الإعلامي المفرط للجرائم التي يشهدها المجتمع بعد أن كانت تمر في صمت قبل الانفجار الإعلامي، وهنا يمكن رصد مخاطر جديدة تنجم عن «الترويج» للإجرام وفي أحيان أخرى «تبريره» بتقديم روايات غريبة عن حوادث هي أقرب إلى الشعوذة منها إلى الأخبار الصحفية، ومن ذلك ما نقرأه على صفحات أولى لجرائد وطنية توجه فيها التهمة للجن بارتكاب جرائم قتل! ويمكن أن نرصد أيضا دعوات وحملات إعلامية لقتل مرتكبي جرائم في الساحات العمومية، حيث تتخلى الصحافة عن دورها في نقل المعلومات الصحيحة للناس و تتحوّل إلى مرشد يعمل على الإثارة و التجييش، بل وتمنح نفسها صفة المشرّع، أو تقوم بدور العدالة فتبرئ من تشاء وتثبت التهمة على من تشاء كما فعلت بعضها في تغطيتها لجرائم حدثت مؤخرا حين وجهت التهمة للجنّ. صحيح أن أخبار الجرائم تفرض نفسها على الصحافة في كلّ أنحاء العالم، لكن معالجتها تقتضي الدقة والتخصّص والتسلّح بمعارف في القانون وعلم الإجرام، ولا تحتمل تقديم آراء عشوائية كما هو حاصل عندنا، حيث لا تكتفي الصحافة بتقديم آراء وتوجيه الأخبار، بل تمنح منابر لرجل الشارع للإدلاء بدلوه، وتشجع، أحيانا، على القيام بسلوكات غير قانونية وأعمال عنف.
وحين تمتزج الرغبة في الإثارة بنقص الأدوات المهنية نجد أنفسنا أمام وضعية خطيرة، لا يمكن تجاوزها إلا بالامتثال إلى مواثيق الأخلاقيات والشرف المهني والقوانين. لأن مساعي استقطاب المتلقي التي تقوم بها وسائل إعلام بلغت درجات مخيفة من الانحراف، إذ كيف يعقل أن تستثمر وسائط إعلامية في إنتاج الخرافة في الوقت الذي يتطلع فيه الجزائريون إلى عصرنة مجتمعهم وتحديثه وتجاوز مراحل التخلّف التي تسببت فيها سنوات الاستعمار الطويلة والسنوات الصعبة في بناء الدولة الوطنية الفتية؟ وكيف يعقل أن توجه متابعيها إلى المشعوذين وتقدم الشعوذة كبديل للطب النفسي والعقلي، في سلوك يعد لو حق الحق جريمة، خصوصا وأن المشعوذين الذين تحوّل الكثير منهم إلى نجوم مجتمع باتوا لا يتردّدون في ارتكاب جرائم تصل إلى حد القتل وانتهاك الأعراض؟
وعوض أن تساهم الصحافة في نشر الحقائق العلمية، و ذلك من صميم عملها، الذي يمكن من إشاعة المعرفة وثقافة الوقاية والعلاج، تنخرط في عملية تدليس مضرة بالمجتمع.
ومثلما يحتاج انتشار جرائم غريبة إلى تدخل مختصين لدراسة هذا النوع من الجرائم ومدى ارتباطه بسنوات المحنة الوطنية التي شهدت أعمال عنف دموية من الطبيعي أن تبقى آثارها لسنوات، تحتاج الساحة الإعلامية في الجزائر إلى انتفاضة مهنية وإلى عمليات تطهير تعاد بموجبها المهنة للمهنيين الذين يضعون شرف مهنتهم قبل المكاسب المالية ويضعون المصداقية قبل الرواج الكاذب.
النصر