• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
تجارب ناجحة في مجال الفلاحة تجري دون ضجيج في مناطق كثيرة من بلادنا تؤكد أن الجزائر يمكنها أن تتخطى الأزمة البترولية بأمان، بل ويمكنها أن تخرج منها أقوى وأغنى إن تم توسيع نطاق تلك التجارب وإيجاد أدوات لمرافقتها وتوجيه المنتوج بالشكل الصحيح.
في عمق الجزائر بدأت الفلاحة تأخذ حقها من الاهتمام بعودة السواعد إلى خدمة الأرض بعد أن فهم الشباب أن شاحنات نقل البضائع التي استهوت الكثيرين لا يمكنها أن تحل أزمة البطالة لكل الفئات وأنه لبناء اقتصاد لا بد من العمل في كل المجالات، كما لم يجد بطالون أكثـر عطاء من الأرض فعادوا إلى حضنها.
ما يجري في وادي سوف وبسكرة من زراعة مكثفة لمساحات شاسعة من البطاطا والطماطم بعث الأمل في النفوس وجعل البطال الجيجلي يختار الفراولة بدل التجارة الموسمية في الشواطئ، وجعل الجامعي في ميلة يجرب زراعة الزعفران لشق طريقه وتفطن الشباب في تيزي وزو أن التين الشوكي المهمل ثروة قد تنقلهم إلى وضع آخر.. ففي كل مكان من الجزائر الشاسعة نجد تجارب مماثلة زرعت الروح في أراض ظلت في خانة البور رغم أنها من أجود الأراضي على وجه الأرض.الجزائر بلد فلاحي لا في المنتوجات التقليدية كالحبوب والحمضيات فقط بل في كل أنواع الخضر والفواكه وفي نباتات تدخل في صناعة مستحضرات التجميل ومطلوبة من أكبر الشركات العالمية ، المطلوب هو تكييف الزراعة وفق متطلبات السوق الداخلية و الخارجية أيضا، لأن نبتة كالزعفران الاستثمار فيها أصبح أهم من البترول والذهب لأسعارها المرتفعة جدا ، وقد تبث مؤخرا أن بعض المناطق كسوق أهراس و تبسة و ميلة تشكل بيئة ملائمة جدا لزراعتها، التجربة بدأت بفكرة وقد توسعت بشكل لافت في الأشهر الأخيرة إلى درجة جعلت الجهات المشرفة على القطاع تلتفت إليها بالدعم والمشاركة.
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن ما تذره الأرض أغلى من مداخيل البترول الذي أدخلنا انهيار أسعاره في حالة من الارتباك والتوجس، رغم أن لدينا ما هو أغلى وأبقى.. وبدل متابعة تقلبات سوق يحكمها الوضع السياسي المتقلب في العالم يمكننا الانصراف لما هو أولى للتمكن من التخلص من التبعية لباطن الأرض، لأن سطحها لا يجف طالما يجد من يرعاه.
عندما نرى آلاف الشباب منتشرين عبر الشوارع والأحياء يمارسون التجارة الفوضوية، نتساءل ماذا لو وجه هؤلاء إلى الفلاحة و اقتنعوا بفكرة الاستصلاح في الجنوب وحتى في الشمال؟، كيف ستكون الجزائر بعد سنوات؟ لو أن الاهتمام بخدمة الأرض توسع وتطور بجيل متفتح يمكنه أن يحقق المعجزات بشيء من الصبر، بعيدا عن ثقافة الإتكالية وأموال ومناصب وكالة «أنساج».
ما تعيشه الجزائر يبدو في ظاهره مقدمات لأزمة بترولية لكنه في الواقع فرصة لإعادة النظر في الأولويات وتغيير الذهنيات بإعادة توجيه الاهتمام وخلق ثقافة جديدة تنسي الشباب ولعهم بمنصب سائق أو عون أمن وتعيدهم إلى المفهوم الحقيقي للعمل حتى تصالحهم مع الزراعة، لأنه من غير الطبيعي الحديث عن البطالة والفلاحون يجدون صعوبة في زراعة وجني المحصول لنقص اليد العاملة، ويكفي أن نعرف أن إنتاج البطاطا تضاعف في ظرف سنتين بمبادرات فردية حرّكها شباب من عمق الجزائر وأن بلادنا قريبا لن تكون بحاجة إلى غرف تبريد لأن الإنتاج لم يعد موسميا .
النصر