أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
حميــدو مهـــــرج يحيي الحفـــــلات العائليــــة للوهرانيين
انتقل المهرج سيدي محمد غماري المعروف باسم حميدو، من تقديم عروض مناسباتية رسمية مع مديرية الثقافة أو إدارات أخرى، إلى الاحتكاك المباشر بالأطفال داخل منازلهم وسط الجو العائلي، حيث أصبح معروفا في وهران وبعض المناطق الأخرى بإحيائه لأعياد الميلاد أو الختان و حتى النجاح في الدراسة.
فتقام تلك الحفلات داخل منازل الأطفال وبمشاركة أصدقائهم وعائلاتهم، مما يضفي على العرض نكهة مميزة و حميمية.
حميدو كشف للنصر، بأن بداياته كانت محتشمة مع بعض العائلات التي كانت تستدعيه لإحياء أعياد ميلاد أبنائها داخل منازلها، ولكن ساعدته قدراته المسرحية على الاحتكاك بالجمهور و العائلات وبالتالي تقديم عروضه كمهرج بسهولة، وكانت هذه الانطلاقة التي أوصلته اليوم لتشكيل مجموعة من الزبائن الأوفياء والأصدقاء الذين يعمل معهم على مدار السنة، ليس فقط أعياد ميلاد أبنائهم، لكن حتى الختان أو الحفلات الخاصة.
و بين بهذا الصدد "ابتعدت نوعا ما عن الحفلات المتعلقة بإحياء المناسبات الرسمية، نظرا لعدم توافق المواعيد مع توقيت عملي في سونلغاز". و أضاف بأنه أصبح اليوم يمزج بين عروض المهرج التي يشرك فيها الأطفال لتوصيل رسالته بسهولة، وكذا ألعاب الخفة التي يسعى من خلالها لتنمية ذكائهم.
و أكد حميدو بأن المهرج فنان يحمل رسالة يقدمها للأطفال، وبالتالي لا يمكن تقديم العروض بأي شكل كان، بل يجب تحضيرها و دراسة معانيها وكيفية توصيلها لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، مشيرا إلى أنه قبل كل عرض جديد يلجأ لاستشارة أخصائيين نفسانيين و تربويين، لإعداد نصوص تربوية تثقيفية وترفيهية للأطفال حتى في مرحلة ما قبل التمدرس.
و بخصوص سؤال النصر عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التعامل معهم، أبرز المهرج حميدو بأنه من بين العروض التي قدمها على مدار 20 سنة، والتي رسخت بذهنه وأثرت فيه إلى غاية اليوم، هو العرض الذي قدمه ذات يوم للأطفال المصابين بمتلازمة داون أو "التريزوميا".
كالعادة قام حميدو بتحضير النص و استشارة مختصين في علم النفس حوله و حول التعامل مع هؤلاء الأطفال، لكن في أعماقه كان يخشى أن لا يتمكن من إدخال البسمة والفرحة على قلوبهم، لهذا تدرب مطولا وقدم عرضه، فلقي إعجاب الجميع، مثلما قال، لدرجة أن أطفال التريزوميا تعلقوا به ولم تغادرهم البسمة طيلة العرض الذي تفاعلوا معه، لكن، كما أضاف المتحدث، كانت هذه التجربة مليئة بالمشاعر و الخوف من عدم تبليغ الرسالة وتكرارها مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يتطلب مهارات كبيرة ودراسة معمقة خاصة إذا تعلق الأمر بأطفال التوحد، الذين قال أنه يتعامل معهم، ولكن بشكل فردي خلال حفلات رياض الأطفال.
و شرح المهرج حميدو في دردشة مع النصر بمقر جمعية الأمل الثقافية، أن تكوينه المسرحي قبل 20 سنة مع جمعية الجيل الثقافية، ثم جمعية الأمل التي لا يزال عضوا فيها، بتأطير من المسرحي محمد ميهوبي والأستاذ محمد فاضل، سمح له بالتألق كمهرج بفضل القاعدة الفنية التي اكتسبها، سواء في الحركات أو الأداء وغيرها، مضيفا أن أول احتكاك له بعالم المهرجين كان مع الفنان الراحل حميميش، حيث كان حميدو منشطا ومديرا للمخيمات الصيفية، منها مخيم سونلغاز الذي يعمل بها كتقني سامي.
و في أحد النشاطات التقى بالمرحوم حميميش وأعجب بأدائه، من هنا أعاد حميدو بعث ذلك المكبوت الفني الذي لازمه لسنوات و بدأ بخوض تجربة المهرج، و بعد عدة سنوات من ممارسة هذا الفن في المخيمات الصيفية والمناسبات الثقافية، انتقل حميدو لمرحلة دخول المنازل و زرع البسمة في شفاه الأطفال في وسطهم العائلي.
وبخصوص توفر الإمكانيات من أجل التألق في الأداء والتنويع، أفاد المتحدث أنه بفضل ما يتقاضاه من إحياء الحفلات العائلية، يستطيع شراء الملابس و الإكسسوارات وحتى الماكياج الخاص بالمهرج من خارج الوطن، كونها غير متوفرة في السوق الوطنية، و قال بشأنها"الملابس والإكسسوارات أشتريها من فرنسا و بأسعار غالية، من أجل ترقية العروض وتنويعها، ولولا مداخيل الحفلات العائلية لما استطعت شراء كل هذه المنتجات" ، معرجا في هذا الإطار "عملت مع مديرية الثقافة لولاية وهران منذ حوالي سنة ولم أتقاض مستحقاتي إلى غاية اليوم".
وبخصوص التكوين، قال حميدو أنه كان محظوظا بتكوينه المسرحي في جمعية الأمل، مما ساعده على خوض تجربة المهرج بسهولة، و هو اليوم يعمل على تكوين عدد من الشباب الذين أصبحوا يرافقونه في عروضه، و أنشأ معهم فرقة من أجل تنويع الشخصيات وتبادل الأدوار، لرفع مستوى العروض وتسهيل فهم الرسائل التي يقدمها.
و تأسف من جهة أخرى، لعدم توفر الإمكانيات لتأطير عدد كبير من الشباب الذين قال أنهم اتصلوا بالجمعية للتكوين كمهرجين للأطفال، لكن غياب الإمكانيات حال دون ذلك، مثلما ذكر المهرج حميدو.
هوارية ب