أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تحيي الجزائر اليوم الخميس رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967، في احتفالات رسمية وشعبية على امتداد الولايات الثماني والأربعين، في دلالة قوية على إرادة الدولة في ترقية الموروث الأمازيغي الجماعي إلى مكانة علّية، تكون أبعد من أن تصل إليها أيادي المستثمرين في الثوابت الوطنية التي أجمع الجزائريون على تحريم المتاجرة بها أو استغلالها لأغراض سياسية.
احتفالات " يناير" جاءت بعد عام من ترسيم تمازيغت كلغة رسمية ووطنية ثانية، إلى جانب اللّغة العربية، بموجب التعديل الدستوري الأخير، في انتظار البت الرسمي في طلبات ودعوات من أجل ترسيم السنة الأمازيغية كعيد وطني يحتفل فيه، ويكون عرسا ختاميا لسلسلة من المكاسب المحققة خلال السنوات الأخيرة، في إطار سياسة ترقية الأبعاد الوطنية للهوية الجزائرية بمختلف مكوّناتها وتنوّعاتها.
وقد عرف البعد الأمازيغي للجزائر منذ عدة سنوات قفزات نوعية، تمكنت من الاستجابة للطلبات المشروعة بصفة تدريجية وعقلانية، ابتداء من دسترة التمازيغ كلغة وطنية، إلى ترقيتها إلى لغة رسمية وتعميم تدريسها وطنيا، وإنشاء محافظة سامية للأمازيغية تابعة لرئاسة الجمهورية، وهو دليل آخر على التكفل الجدّي بهذا الملف على أعلى المستويات.
وتقوم المحافظة السامية بعمل تقني جبّار من أجل التكفل الحقيقي بترقية هذه اللغة الوطنية وتعميمها، من خلال تنظيم فرق بحث ومنتديات علمية وتجنيد الخبراء والباحثين للإجابة عن التحديات المستقبلية التي تواجه كيفية كتابتها وطرق تطويرها وجعلها لغة عصر.وبذلك تعمل السلطات العمومية على تجاوز النظرة الضيّقة التي حصرت هذا الموروث الغنّي في طقوس تقليدية واحتفالات فولكلورية يتم إحياؤها سنويا، والأكثر من ذلك تجاوز النظرة الخاطئة التي تريد جعل التمازيغ، حكرا على منطقة جغرافية محدّدة دون سواها من المناطق التي لا تقل نضالا وشجاعة في التغنّي بهذا الموروث الشعبي الذي حافظ عليه الأمازيغ الأحرار منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة.
وما الاحتفالات الرسمية المنظمة هذا العام بمدينة تلمسان في أقصى الغرب، وبمنطقة بني سنوس بالذات، إلا اعترافا رسميا بأمازيغية الجزائر كلّها من تبسة إلى تلمسان ومن الجزائر إلى تامنراست، وأن الجزائريين عموما لا مشكلة لهم مع هويتهم الأمازيغية.
والأمازيغ في القبائل الكبرى وفي الشنوى وفي قبائل الحضرة والشاوية والميزابين والشلوح والتوارق، يحتفلون كل عام بـ" يناير" بإقامة الذبائح والأفراح في جو تضامني، لا يوحي أبدا أنهم يعانون من نقص في الهوية الوطنية،
أو أنهم في تنافر مع المكوّنات الأخرى التي تشكل بقية العائلة الجزائرية الكبيرة.
ويلاحظ أن تكفل الدولة بعناصر الهوية الوطنية، وخاصة البعد الأمازيغي قد ولّد شعورا وطنيا إيجابيا لدى عموم الجزائريين بتقبل المكتسبات المحققة التي جاء بها الدستور على مراحل والتي من شأنها أن تشكل الإسمنت المسلح لتعزيز تلاحم مختلف فئات الشعب أمام الأخطار التي تهدد الأوطان. وما دام أن الموروث الأمازيغي الغنّي بتنوّعه وتوزّعه على كل شبر من أرضنا الواسعة، هو ملك لعموم الجزائريين، كما يدل عليه تاريخ البلاد وجغرافيتها، لم يعد هناك أي مبرّر لأي فئة أو مجموعة أن تستأثر بـ "يناير" أو أن تحتكر ما يسمّى مجازا بالقضية الأمازيغية، كسجل تجاري للمزايدة السياسية أو الطمع في مكتسبات قد تخدم مخططات أجنبية تعمل على استغلال التنوع الثقافي والاثني والديني لتفتيت الأوطان.
النصر