مغني الراب «أنونيم» في حوار للنصر»

مخاطرة نزع القناع زادت من شهرتي ونحاول تقديم فن هادف
كشف مغني الراب «أنونيم» أن دخوله مرحلة جديدة في مساره الفني كان وراء قيامه بنزع «القناع»، كما أكد أنه اكتسب شهرة كبيرة في ظرف قياسي، وأن أغانيه اليوم تسمع من قبل فئات كثيرة من المجتمع، ولم يعد الأمر يقتصر على الشباب فقط، كما كشف عن وجود مشاريع كثيرة سيقوم بإطلاقها في قادم الأيام، وذلك في حوار خص به جريدة النصر على هامش إحيائه لحفلة، أمسية السبت، رفقة عدد من الفنانين بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة.
انطلاقتك كانت من خلال القناع أو «الأنونيم» لماذا هذا الاختيار؟
كانت انطلاقتي بنوع من الراب الحزين أروي فيه بعض تجاربي، وقد أكسبني ذلك شهرة كبيرة وجمهورا واسعا في الجزائر وحتى خارجه في المغرب وتونس، والحمد لله وصلت بذلك لمكانة جعلتني أحتك مع الجمهور لمعرفة بعض الجوانب عن الطابع الذي أقوم بتأديته، الآن نحاول التطوير من أدائنا من أجل التحسن أكثر وكسب جمهور أوسع من خلال أداء نوع جديد من الراب.
نمط العمل الذي انطلقنا به وهو «أنونيم» أو المجهول كان جديدا وغير متداولا في الجزائر بل يمكن أنت أقول أنها كانت فكرة مبتكرة، وقد منحتنا الأفضلية وسمحت لنا بالبروز في وقت قياسي والتألق وكانت لنا الفرصة في تنشيط عدد من الحفلات الكبيرة، فضلا على ظهورنا عدة مرات عبر تلفزيونات ومؤسسات إعلامية كثيرة، وكل ذلك بسبب التميز الذي خلقه القناع الذي استعملناه كأسلوب مميز بين عدد كبير من فرق ومغني الراب الذين سبقونا في الميدان.
هل ترى أن النوع الذي تؤديه يمكن أن يعبر عن حياة الشاب الجزائري اليوم؟
بكل تأكيد هناك الكثيرين الذين يتابعوننا، ونتلقى رد فعل جد ايجابي، سواء من قبل المتابعين وحتى من العائلات، هناك من يثمن ما نقوم به في إطار توجيه الشباب نحو الطريق الصحيح، وإبعادهم عن مختلف الآفات الاجتماعية التي نعيشها اليوم، فننا موجه لكل الشرائح أيضا ويعبر عن هموم الأفراد داخل المجتمع، حيث تحدثنا عن المشاكل العائلة وغيرها من المظاهر التي نعيشها يوميا، ونأمل في غد جميل ولهذا نسعى لرفع المعنويات.
بعد كل هذه الشهرة قمت بخطوة مفاجئة وهي التخلي عن القناع لماذا؟ ألم تتخوف من انعكاسها سلبا؟
نزعي للقناع كان حتمية ضرورية حتى أستطيع الانسجام مع المرحلة الجدية التي دخلناها، وحتى تبقى الفكرة الأولى جميلة، لم نرد الإكثار من نمط «الأنونيم» حتى يبقى مميزا ولا يعود علينا بنتيجة عكسية، لا يخفى على أحد أن الإكثار من أداء شيء معين يخلق في البداية نوعا من الألفة ثم مع مرور الوقت تتحول إلى أمر مألوف لا يجذب اهتمام الجمهور، ونحن في فرقتنا أردنا تقديم أمر جديد للجمهور حتى يبقى متعلقا بنا وهذا هو الأسلوب الذي نسعى للقيام به كل فترة وذلك وفقا لبرنامج العمل المسطر.
وبالعودة إلى الشق الثاني من السؤال حول قيامي بمجازفة نزع القناع وإمكانية أن تعود بالسلب على الشهرة التي حققتها في وقت سابق، وفقدي لجزء من القاعدة الجماهيرية التي اكتسبتها، أقول أننا خططنا للأمر والخطوة نجدها تتماشى مع المرحلة التي نريد أن نعيشها في الوقت الحالي، وأضيف لك أمرا أخر، الحياة كلها مبنية على المخاطرة كل في المجال الذي يشغله، نعم أشاطرك الرأي،  خاطرنا وقد نجحنا فيما كنا نحاول الوصول إليه،  بدليل أن معدل المشاهدات التي نحصل عليها في موقع «اليوتوب» تتجاوز مليون مشاهدة في كل مرة، وهذا كبير جدا مع بعض الفرق والغنيين الذين سبقونا في مجال الراب ولا تكاد تتجاوز عدد المشاهدات لديهم 200 ألف.
تكلمت قبل قليل عن مرحلة جديدة، هل لك أن تضعنا في الصورة؟
حاولنا التركيز خلال هذه السنة على تحديد الفئات التي تتابعنا، والخروج من الظهور في العالم الافتراضي عبر مواقع الفايسبوك واليوتوب، والسعي لأن تسمع العائلات أغانينا، وهو ما سمح لنا بالظهور في الكثير من الحصص التلفزيونية كما قلت لك من قبل، أضف إلى ذلك، أننا نحاول إيصال رسالة هادفة، فعلى سبيل المثال نحن اليوم في حملة «بلادي» لتوعية الشباب ودفعهم لبناء الوطن، لقد سعينا في اتجاه سليم حتى يقول الشباب كلمته في المرحلة القادمة ويحاول المساهمة في بناء بلاده بغض النظر عن توجهاته المهم أن يعرف كيف يختار ومن يضع فيه الثقة. ورغم الانتقادات التي وجهت لنا من طرف بعض الأشخاص سواء داخل المجال الفني أو خارجه واتهامه لنا بالمحاباة ومحاولة تحقيق أغراض شخصية من خلال اتجاهنا في هذا المسعى، أقول أن الأمر معاكس تماما ونحن نريد المشاركة في بناء وطننا وتوعية شبابنا، كل من منبره، وهذه المبادرة أعتبرها مسؤولية وواجب.
عبد الله.ب