* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
عادت العلاقات الجزائرية - الفرنسية من جديد إلى الواجهة الإعلامية و السياسية، بزيارة العمل التي قام بها الوزير الأول الفرنسي برنار كازنوف إلى الجزائر يومي الأربعاء و الخميس، على بعد ثلاثة أسابيع من الجولة الأولى لانتخابات رئاسية مفصلية لا مثيل لها في تاريخ فرنسا الحديث، لانعدام مرشح قوي قادر على وقف حالة الإحباط العام الذي تعيشه ثاني قوة اقتصادية و سياسية في الإتحاد الأوروبي.
كازنوف الذي خلف الفاشل مانويل فالس في قصر ماتنيون، و قبل أن تطأ قدماه أرض الجزائر، أراد أن يعطي انطباعا لمستقبليه أنه يختلف عن سابقيه من المسؤولين الفرنسيين الذين حاولوا خلال السنوات الماضية و بنظرة إستعلائية قديمة، ممارسة نوع من الإبتزاز و الضغط على الشريك الجنوبي، مستغلين آداب حسن الضيافة و حاجة البلدين إلى إقامة علاقات سياسية و اقتصادية سوية.
و لا تزال حادثة الصورة المفبركة التي أراد استغلالها فالس بشكل مغرض بعد عودته من زيارة الجزائر العام الماضي، ماثلة في أذهان الجزائريين الذين استنكروا هذا السلوك غير الأخلاقي لمسؤول على هذا المستوى من الصبيانية، كما صدموا قبلها من سقطة يومية « لوموند» التي حشرت صورة الرئيس بوتفليقة في موضوع لا علاقة له به على صدر صفحتها الأولى.
و لذلك الزيارة هذه الثالثة لوزير أول فرنسي في عهد المغادر فرانسوا هولاند ، تشكل نوعا من الإستدراك بالنسبة للجانب الفرنسي الذي فوّت على نفسه مرة أخرى فرصة إقامة شراكة متوازنة مبنية على قاعدة رابح - رابح، و ليس اعتبار الجزائر على الضفة الأخرى للمتوسط مجرد سوق يستهلك المنتجات و السياسات الفرنسية فقط.
و يبدو أن ضيف الجزائر الذي تم قبول زيارته في خضم مناظرة تاريخية في بلاده، يعرف مدى حساسية مؤسسات الدولة الجزائرية و الشعب الجزائري من أية محاولات شبيهة لممارسة أي نوع من الضغوطات مهما كانت طبيعتها و تقديم تنازلات على الرغم من أن فرنسا هي الشريك الإقتصادي الأول للجزائر.
الملفات الأمنية و الإقتصادية و الإجتماعية و حتى السياسية حضرت بقوة في صلب لقاءات الوفد الفرنسي المدعم بأهم الوزراء، فأظهر الضيوف مدى حاجة فرنسا للجزائر في هذه الظروف التي تواجه فيها بلادهم مستقبلا غامضا لإفتقاد الأمة الفرنسية لقائد ملهم من طينة ديغول أو ميتران أو شيراك. و هي تواجه إرهابا متصاعدا على أراضيها و هجرة غير شرعية مقلقة و أزمة بطالة خانقة في ظل سياسة أوروبية مترنّحة لم تعد تحظى بالإجماع في معالجة التحديات المشتركة التي تواجه القارة العجوز.
فرنسا هي التي في حاجة أكثـر إلى الجزائر اليوم، و ليس العكس. و هذا لم يعد خافيا على أحد من الضفتين، و ما يؤكده هو تصريحات ضيف الجزائر و مرافقيه الذين أصبحوا يعبرون عن استعدادهم الدائم للتشاور في الجانب الأمني و الإقتصادي مع بلد أصبح يتمتع بعدة شركاء.
و يبدو أن فرنسا تعض أصابعها ندما على السياسة العدائية التي سلكها رئيسها السابق نيكولا ساركوزي و امتدت آثارها الوخيمة إلى هولاند من بعده، و هي ربما تريد بعد فوات الآوان الاستدراك قدر المستطاع.
و البدء يكون بترميم علاقاتها مع أقرب شريك إليها باعتباره البوابة التي يمكن من خلالها إعادة رسم صورة فرنسية جديدة، غير أن هذا الخيار الصعب متروك للفرنسيين الذين احتاروا هذه المرّة في اختيار رئيس جديد من بين أحد عشر مترشحا، على ضوء مناظرة انتخابية شبيهة بنقاشات المقاهي الصاخبة.
النصر