الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يطرح سؤال وجيه نفسه في بداية الحملة الانتخابية للتشريعيات: هل بإمكان المترشحين إقناع المواطنين بخطابات تقليدية، في التجمعات الشعبية واللقاءات الجماهيرية في القاعات والملاعب وغيرها؟
وأكثـر من هذا هل مازال المواطن يستمع أصلا لما يقوله المترشحون ورؤساؤهم في التجمعات الشعبية، ويقتنع بكلامهم، أم أن الكثير ممن يحضرون هذه التجمعات يفعلون ذلك من باب الفضول ليس إلا؟
وهذا يقودنا إلى طرح مسألة نوعية الخطاب السياسي الذي تبيعه الأحزاب السياسية والمترشحون هذه الأيام طولا وعرضا في أرجاء البلد بمناسبة الحملة الانتخابية، وكذا طريقة تسويق هذا الخطاب، حيث نرى أن الكثير منهم ما زالوا يعتمدون على طرق تقليدية في مخاطبة الناس سياسيا في هذه المواعيد.
فالأحزاب تحجز القاعات والفضاءات المخصصة للحملة الانتخابية لتطلق فيها خطابات موجهة لجماهير متنوعة، وتغفل طرقا أخرى أجدى وأنفع من هذا، وقد تكون المهرجانات الشعبية عاملا مكملا فقط.
نعم، على المترشحين النزول إلى الميدان والتخلي عن المنصات، النزول إلى الشوارع والمقاهي والمطاعم والأسواق لمعرفة الحقيقة ومقاسمة المواطن الواقع الحقيقي، ومخاطبته في عقر داره، ومن عمق هذا الواقع، النزول إلى الأحياء الفقيرة والشعبية ومخاطبة البسطاء والسماع لهم قبل كل شيء.
وبالعودة إلى نوعية الخطاب السياسي المسوق حتى الآن يبدو هو الآخر تقليديا، في زمن يقال فيه أن كل المواطنين خرجوا من الغفلة وصاروا على درجة كبيرة من الوعي والاطلاع على الواقع بكل تفاصيله، وهذا ما يخلق تحديا آخر في وجه كل مترشح، لأنه سيصير من الصعب جدا إقناع الناس بما تقوله، بل من الصعب جعل الناس يستمعون إليك حتى.
والملاحظ أن الكثير من المترشحين يركزون في تحركاتهم وحملتهم على تقديم الوعود، والإكثار من الحديث عما سيقومون به في حال انتخابهم، والمستمع إليهم من المواطن البسيط إلى غير البسيط يدرك جيدا أنه ليس باستطاعتهم تجسيد ولو نسبة ضئيلة مما يقولونه في حال فوزهم بالانتخابات، وهذا المواطن يدرك جيدا أيضا أن من يجسد على أرض الواقع ليس هم، كما أن التجربة علمته أيضا أن كثيرين ممن صعدوا إلى قبة البرلمان لم يظهر لهم أي أثر في دوائرهم الانتخابية، وصاروا محل بحث في فائدة العائلات والعروش.هذه فقط نماذج وصور عن واقع نعيشه اليوم، وهي في الحقيقة إشارة للتحديات التي تواجه المترشحين للانتخابات التشريعية، وتنبيه لهم كي يحسنوا من خطاباتهم الموجهة للمواطن الذي سينتخب عليهم يوم الرابع ماي، وفي نهاية الأمر تنبيه إلى أن معركة إقناع المواطن وكسبه في آخر المطاف ليست سهلة كما يتوقع البعض، في ظل ما يعرفه العالم من تطور في مجال الإعلام والاتصال.
واليوم وبعد خمسة أيام عن انطلاق الحملة الانتخابية لم تخرج خطابات الأحزاب السياسية عما هو متعارف عليه وتقليدي وما هو مألوف منذ سنوات، نفس الخطاب يتكرر اليوم كما كان في استحقاقات سابقة، بينما الواقع يتغير، نفس الممارسات في تنشيط الحملة الانتخابية، نفس الأدوات، لم نر إبداعا من حزب ما، ولم نر مترشحا خالف هذه القواعد وأبدع في مخاطبة الناس والتقرب منهم لا بالكلام ولا بالحركة.
الانتخابات أيضا ليست فقط معركة الترتيب في المراتب الأولى ضمن أي قائمة، بل هي قبل كل شيء ممارسة سياسية راقية، وخطاب راق، والذي لا يجيد الخطابة والكلام وفن الإقناع، ولغة الواقع، عليه أن يبحث عن مهنة أخرى غير السياسة.
النصر