أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يجمع خبراء التربية و البيداغوجيا على اختلاف توجهاتهم الايديولوجية، أنه مهما كانت طبيعة النتائج المحصل عليها سنويا في الامتحانات الرسمية من التعليم الابتدائي و التعليم المتوسط و البكالوريا، فإنها لا تشكل على الإطلاق المؤشر الوحيد للحكم مبدئيا على الإصلاحات التي أدخلتها في العمق الوزيرة الحالية نورية بن غبريط على المنظومة التربوية منذ أكثـر من ثلاث سنوات.
و هي في الحقيقة فترة غير كافية للنظر في الحصاد التربوي الغالي الذي يأمله أهل القطاع، لأن الزرع في هذا الحقل الحسّاس و المصيري للأمة يطول و ثماره تأتي أكلها على مدى أجيال و أجيال.
و هذا على الرغم من أن الفترة الحالية، فترة حصاد و جني بالنسبة للأولياء و التلاميذ الذين يتوجسون خيفة من الظروف التي تجري فيها الامتحانات الرسمية و يصرحون بأنها أصبحت تشكل هاجسا جماعيا يدخل العائلة الجزائرية مهما كان مستواها التعليمي و المعيشي في أجواء من القلق و الريبة غير المعتادة.
الأولياء و مهما يقال عن تقصيرهم في متابعة تمدرس أبنائهم خلال الموسم الدراسي و لعب دورهم في إدارة العملية التربوية التي يكون التلميذ محورها الأساسي ، فهم في نهاية السنة الدراسية ينتظرون من الوزارة أن تجري الامتحانات النهائية التي ينتقل فيها التلميذ من طور إلى طور أعلى، في ظروف ملائمة من الطمأنينة و السكينة التي تتلاشى فيها مظاهر الغش و تبطل لعبة تسريب الأسئلة و ممارسات أخرى غير تربوية تمس بمبدأ تكافؤ الفرص، و بالتالي فسح المجال تدريجيا لظهور النتائج الأولى للجيل الأول من الإصلاحات التربوية.
و لعلّ ما يعرقل ظهور النتائج الأولى للإصلاحات ليس فقط الظروف المحيطة بالامتحانات النهائية، و لكن أيضا مجموعة من الإشكالات الموضوعية و المشاكل المختلقة، هي التي تقف حائلا في وجه تطور طبيعي و إصلاح سلس للمنظومة التربوية بشكل يتماشى و التطورات العميقة و التغييرات المتسارعة التي يعرفها العالم المعاصر الذي لا يتوقف لحظة عن الاختراع و الإبداع.
قد تبدو المدرسة الجزائرية في كثير من الأحيان
و كأنها قديمة جدا و تسير ببطء في تطورها أو أنها في قطيعة مع الواقع المعقد المحيط بها، و هي التي تستفيد من أكبر ميزانية على المستوى الوطني، أين تخصص الدولة مجهودات خرافية للنهوض بهذا القطاع الواعد، إيمانا منها بأن الاستثمار الحقيقي إنما يكون في صناعة إنسان الغد الذي يتحكم في ناصية العلم و التربية.
المدرسة الجزائرية تشكو أيضا من ظواهر سلوكية و سلبيات بيداغوجية لا يمكن تجاهلها أو التقليل من تأثيراتها المستقبلية، فمثلا ظاهرة تفوّق الإناث على الذكور و النجاح في الامتحانات بنسب غير متوازنة، هي آخذة في التفاقم و تحتاج إلى إعادة التوازن الطبيعي بين الجنسين. الأكيد أنه ليس هناك جنس أكثـر ذكاء من الآخر حسب علماء الطبيعة، فالذكاء و الاستعداد الفطري موزّع بين بني البشر بشكل نسبي و متوازن.
كما أن فرار بعض تلاميذ النهائي من الأقسام و مقاطعة الثانوية في منتصف الموسم الدراسي و المطالبة بالعتبة، و نفور البعض الآخر من دراسة الرياضيات و اللغات و الرياضة، زيادة على حوادث عنف مخيفة تحدث في الوسط المدرسي، هي من بين عوائق أخرى بيداغوجية و تكوينية تجعل من عملية الحصاد التربوي و الجني البيداغوجي، تستغرق سنوات أخرى لإصلاح هذا القطاع الذي أصبح محور كل الرهانات المستقبلية التي تدور حولها باقي الإصلاحات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية.و لذلك يبدو أن موسم الحصاد في قطاع التربية و التعليم هو من بين أطول و أعقد المسارات على الإطلاق، خاصة إذا كانت الإصلاحات المعتمدة في العمق تستهدف إحداث ثورة حقيقية كلمة السر فيها الانتقال من فلسفة الكم إلى فلسفة النوع.
النصر