41 محاولة انتحار في شهر بوهران

مختصون يطالبون بدراسات حول الانهيارات العصبية
سجلت مصلحة الإستعجالات الطبية بالمؤسسة الإستشفائية بن زرجب بوهران، 41 محاولة انتحار خلال شهر أكتوبر المنصرم، منها 23 حالة حاول أصحابها الانتحار بتناول أدوية منتهية الصلاحية، وبعضهم تناولوا جرعات زائدة من أدوية عادية و18 حالة لجأ أصحابها لشرب مواد كاشطة تحتوي على حامض السيتريك «أسيد».
وأرجعت مصادر طبية هذه الوضعية، إلى كون أغلب الحالات تعاني من اضطرابات عصبية،  منها اضطرابات ناجمة عن مشاكل إجتماعية وأخرى نفسية، فالانهيارات العصبية تشكل السبب الأول لدى الوافدين على مصالح الأمراض العصبية، لكن لا توجد معطيات واضحة أو دراسات و إحصائيات حول طبيعة الحالات ونسبة الإصابة أو أية تفاصيل حولها.
وقد أجمع مختصون في المجال الصحي في لقاء طبي مؤخرا،  بأنه يوجد ما بين 5 إلى 9 علامات توحي بإصابة الشخص بانهيار عصبي، و رغم أنهم اعترفوا أنه لا يوجد تعريف مضبوط للانهيار العصبي، لكن أغلب التعريفات تشير بأنه إحساس شخصي يمكن تمييزه بعلامات الحزن، أو فقدان الرغبة في القيام بأي عمل مهما كان، والانعزال و تأنيب الضمير، إلى جانب علامات أخرى منها التعب والإحساس المتواصل بالنعاس.
و يمكن تشخيص بأن فردا ما مصاب بحالة انهيار عصبي إذا ظهرت عليه هذه العلامات، منها أيضا أن يكون مزاجه مضطربا وينتابه شعور بالتعب يتبعه مؤشر فقدان الوزن أو الزيادة فيه، و كذا ظهور حالات «النرفزة» و العصبية  و الشعور بفقدان القوة والتركيز، وكذا الإحساس بالموت أو بأفكار انتحارية.
وحسب المختصين دائما، فإن الإصابة بالانهيار العصبي تمر بثلاث مراحل، هي مرحلة الإنذار أو التحذير، وهي المرحلة التي تبدأ تظهر خلالها أولى علامات الانهيار، منها خاصة الرغبة الجامحة في النوم والشعور بالكسل، ثم مرحلة المقاومة، حيث تبدأ الحالة النفسية تقاوم وكأنها تتمسك بالوضع، لتصل إلى المرحلة الثالثة وهي الانهيار لغاية الشعور بالإكتئاب أو الرغبة في الإنتحار.
و للحد من هذه الأعراض و مساعدة المريض، طالب الأخصائيون بضرورة إرساء نظام علاجي، و ضبط تشريعات مناسبة أكثر فعالية و بأقل التكاليف، وكذا تطوير برنامج للوقاية و برنامج للبحث العلمي والتكوين، إضافة إلى التربية الصحية، إلى جانب الدعوة للكشف المبكر عن الحالة النفسية، لتفادي أن تصبح مزمنة، و تفادي أية سلوكات عدوانية.
و قد يتم الاكتشاف المبكر للإصابة في مراكز التكوين المهني التي غالبا ما تجمع مراهقين وهي فترة عمرية مفصلية،  وبالتالي يجب الانتباه لسلوكات وردود فعل الشباب في هذه المرحلة، لاستباق أي انهيار عصبي أو سلوك عدواني، أما بالنسبة للفئة العمالية، فيتعذر غالبا قياس نسبة الإصابة بانهيار عصبي، عكس حالة القلق التي تطبع معظم العمال، خاصة الذين يبذلون جهدا فكريا وليس عضليا.
هوارية. ب