بشرط إنهاء العمال للإضراب المتواصل منذ أسبوعين

 دعوة لبدء المفاوضات مع الشريك الاجتماعي بمركب الفوسفات بتبسة
لايزال عمّال المركّب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر ولاية تبسة، و البالغ عددهم نحو 1400 عامل، متشبثين بخيار الإضراب الذي دخل يومه الـ 14 دون الوصول إلى حلّ، في ظل خسائر بعشرات الملايير تتكبدها الخزينة.
العمال المضربون كانوا ينتظرون ما سيتمخض عنه الاجتماع الاستثنائي لمجلس إدارة سوميفوس، الذي التأم يوم الخميس بالجزائر العاصمة و الذي تناول الوضعية الحالية التي تعيشها الشركة نتيجة التوقف عن العمل الذي وصفه البيان بغير الشرعي و أنهى « البيان « إلى علم كافة العمال، بأنه تم صدور قرار بالإجماع يكلف بمقتضاه الرئيس المدير العام لشركة « سومفيوس»، ببدء المفاوضات مع الشريك الاجتماعي فور الرجوع للعمل و استئناف نشاط المركب و طالب كافة العمال بالتحكيم إلى لغة العقل و الالتحاق بمناصب عملهم، لتفادي الخسائر الناتجة عن توقف الإنتاج و كذا المصاريف الناتجة عن عدم شحن الباخرة حاليا في ميناء عنابة و توقيف هذا النزيف، حفاظا على المصالح العليا للمؤسسة.
غير أن العمال رفضوا جملة و تفصيلا ما تمخض عنه البيان و أكدوا إصرارهم على مواصلة إضرابهم، بعد أن كانوا يعلقون عليه آمالا عريضة في تحقيق مطالبهم و ربطوا العودة إلى العمل بتعهد كتابي من طرف الرئيس المدير العام، بتجسيد مطالبهم في وثيقة تسلم لهم و هو ما يرفضه المسؤول الذي يرى بأنه لا تفاوض و السكين في رقبته.
و عقد يوم الأربعاء لقاء بمقر المديرية العامة للشركة، جمع ممثلي العمال و ممثلي الإدارة العامة و بحضور الرئيس المدير العام،  سمح بمناقشة الوضع و البحث عن السبل الكفيلة لحل الأزمة، حيث اتفق الطرفان على مباشرة المفاوضات و مناقشة جميع المطالب العمالية المطروحة و أخذها بعين الاعتبار بالطرق و القنوات المشروعة.
و ذلك فور العودة إلى العمل و استئناف نشاط المركب و أهاب الطرفان بالعمال المضربين مباشرة عملهم و ترك المجال لممثليهم للشروع في الحوار و المفاوضات، لتكون لها الشرعية القانونية.
و في ظل  تمسك كل طرف بموقفه ، يبقى الوضع على حاله، لاسيما في ظل غياب أطراف فاعلة من خارج المؤسسة و العمال  للوصول إلى حل توافقي ينهي وضعية الانسداد التي زادت تعقيدا، بعد أن حكمت المحكمة نهاية الأسبوع للمرة الثانية بعدم شرعية الإضراب و أصدرت حكما بإخلاء المكان فورا و العودة إلى العمل.                                           وقد عبر العمال المتواجدون داخل المركب، عن استيائهم من طريقة  التعامل مع انشغالاتهم، مطالبين المستخدم بالإسراع في حل المشاكل العالقة بالحوار الجاد و المثمر بعيدا عن ركوب موجة التصعيد التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمؤسسة، محملين المسؤولية للإدارة في مواصلة الإضراب بسبب تجاهلها لأرضية المطالب 17 التي اعتبروها مشروعة. كما يطالب العمال  السلطات العليا بإيفاد لجان تحقيق للوقوف على وضعيتهم و في ظل هذا الظروف الصعبة التي يمر بها منجم الفوسفات ببئر العاتر، كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة، عن تسجيل خسائر يومية بالملايير، تعرض مكانة و مصداقية المؤسسة في الخارج إلى الاهتزاز، مما يفقدها الثقة مع زبائنها في العديد من القارات. مضيفا بأنه كان على العمال التحلي بالصبر و ترك المجال للمفاوضات و الحوار بين الإدارة و الشريك الاجتماعي حول أرضية المطالب المرفوعة على مستوى إدارة المجمع، موجها نداءه للعمال المضربين، يناشدهم فيه بالتعقل و تغليب المصلحة العامة و العودة إلى العمل للحفاظ على المركب، خاصة و أن قطاع المناجم سيحتفل بعد أيام قليلة بالذكرى الـ 53 لتأميم المناجم.
ع.نصيب