التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
أظهرت توصيات المنتدى الوطني للحوار الذي انعقد أول أمس بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام غرب الجزائر العاصمة، تقاربا واضحا في الرؤى والطرح، بخصوص طريقة وآليات الحوار الوطني المزمع تنظيمه لاحقا مع الأفكار التي عبّرت عنها السلطة على لسان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح في خطابه يوم الثالث يوليو الجاري بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، ما قد يفتح الطرق مستقبلا نحو تجسيد هذا الحوار المطلوب اليوم للخروج بعد ذلك بالبلاد من الأزمة الحالية وحالة الانسداد.
و قد برز هذا التقارب بين طروحات المعارضة التي شاركت في منتدى الحوار هذا وبين الأفكار التي جاء بها خطاب عبد القادر بن صالح قبل أيام، من خلال مداخلات العديد من رؤساء الأحزاب السياسية الذين ركزوا بشدة على ضرورة إجراء حوار وطني شامل وجاد وشفاف يؤدي في النهاية إلى إجراء انتخابات رئاسية نزيهة يعبر فيها الشعب عن رأيه بكل حرية ويختار رئيسه بكل سيادة.
و على سبيل المثال فقط قال علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات في تدخله بصريح العبارة " وعلى عكس ما سبقه من مداخلات شبيهة فإن الرسالة الأخيرة الموجهة للأمة يوم الثالث من يوليو الجاري قد أدخلت في اللهجة والمضمون نوعا من التغيير مقارنة بالخطابات السياسية العقيمة والانطوائية التي عهدناها في النظام السياسي القائم، وحركت هذه الرسالة الخطوط المتحجرة بقدر يستدعي العناية به و التمعن فيه، كما أن هذه الرسالة قد عرضت قاعدة ولو غير كاملة يمكن التفاعل والتعامل معها لوضع معالم الخروج من الانسداد القائم".
ويؤكد هذا الكلام أن السلطة قدمت مقاربة مقبولة -باعتراف أطراف من المعارضة- بدأت تحظى بالرضا من قبل الطبقة السياسية في مجموعها، مقاربة للشروع في حوار وطني بناء يؤدي في النهاية إلى إعطاء الكلمة الأخيرة للشعب لاختيار رئيس البلاد.
والمؤكد أن كل مداخلات المشاركين في منتدى الحوار الذي أداره الدبلوماسي والوزير الأسبق للاتصال عبد العزيز رحابي قد أبدوا دعما كبيرا للحوار واستعدادا واضحا للحوار الذي دعا إليه رئيس الدولة، وشددوا أيضا على أنه يبقى الوسيلة الوحيدة والطريق الأوحد والأسلم للخروج من حالة الانسداد التي تمر بها البلاد.
وقال رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش في هذا الشأن" كل من يقول أنا جزائري لابد أن يعمل للوصول إلى انتخابات رئاسية تمكن الشعب من قول كملته"، و أعلن بن قرينة عبد القادر رئيس حركة البناء الوطني أنه "يتمسك بالحوار الجامع"، وكذلك عبر رؤساء أحزاب سياسية وممثلو نقابات وفعاليات مجتمعية شاركوا في لقاء عين البنيان أول أمس.
وتقاطعت الأرضية التي تبناها المشاركون في منتدى الحوار والوطني والتي قدموها للرأي العام من أجل الإثراء والمناقشة في الكثير من أفكارها وطروحاتها مع ما جاء في مضمون رسالة عبد القادر بن صالح الأربعاء الماضي للأمة وبخاصة منها في كيفية إدارة وتسيير الحوار الوطني، واللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات وتنظيمها و مراقبتها.
وتقاطعت أيضا في الكثير من الإجراءات والآليات المقدمة من الطرفين مع بعضها البعض ما يفسح المجال مستقبلا لمباشرة هذا الحوار الذي يأمل الجزائريون أن يؤدي إلى الخروج من الانسداد الحالي. وبغض النظر عن بعض الأصوات القليلة فإن الكثير من المواطنين والفعاليات المجتمعية تجاوبت ايجابيا مع مضمون رسالة عبد القادر بن صالح كما يظهر ذلك من خلال ردود الأفعال التي سجلت بعد الخطاب، كما تفاعل المواطنون بالإيجاب أيضا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبقوة مع أرضية منتدى الحوار الوطني، على الرغم من وجود بعض الأصوات التي انتقدت المبادرتين معا.
ويرى الكثير من الذين عبروا عن هذا الرأي وهذا الانطباع أن مجرد التحاور والنقاش بين الجزائريين مهما كانت طبيعتهم ومشاربهم والسماع بعضهم لبعض هو في حد ذاته "خطوة مهمة" لبناء المستقبل والوصول إلى حل توافقي حقيقي للخروج من الأزمة الحالية، بل وهناك من دعا إلى تكثيف مثل هذه المنتديات واللقاءات الخاصة بالحوار والتشاور للإطلاع على كل الأفكار والطروحات والإلمام بكل الآراء ، وهو شيء ايجابي مهما كانت النتيجة الآنية له.
ومن هذا المنطلق يجزم الكثيرون أن الخطوة الأولى نحو حل الأزمة التي تعرفها البلاد قد انطلقت فعلا بثبات وبهدوء و عقلانية بعيدا عن التسرع والإقصاء، وأن الحراك الشعبي مهما كانت طبيعته وقوته لا يمكن أن يستمر دون آفاق من أجل تلبية المطالب التي يرفعها كل جمعة، فلابد أن تترجم هذه المطالب إلى حوار ولقاءات بين مختلف الأطراف الفاعلة وبخاصة الشباب، وأن يتم التحاور حول كيفية تجسيدها، وأنه مهما كانت مطالب البعض والبعض الآخر فإن البلاد لا يمكن أن تظل في حالة انسداد ودون رئيس لوقت طويل، فالحوار بين الجزائريين هنا لبنة أساسية وأولى لتحضير الجو السياسي والشعبي والمؤسساتي والمعنوي للانتخابات الرئاسية التي لابد أن تجرى في الأشهر القادمة.
إلياس بوملطة