كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
قام السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي...
علمت وكالة الأنباء الجزائرية من مصادر مقربة من الوفود المتواجدة بلشبونة أن الوفد الجزائري برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية...
* تعديل وراثي للنباتات لتكييفها مع المناخبلغ مركز البحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، مراحل متقدمة ومبهرة في أبحاث علمية...
إعتبر المهاجم الدولي السابق جمال مناد رحيل التقني الفرانكو- بوسني وحيد حليلوزيتش عن المنتخب الوطني بمثابة نقطة تحول في مسيرة الكرة الجزائرية، إلى درجة أنه أكد بأن هذا التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية كان السبب الرئيسي الذي حرم الجزائر من التتويج بلقب قاري، كما أنه أوضح بالمقابل بأن الإقصاء من ربع نهائي دورة «كان 2015» كان على خلفية عدم معرفة المدرب الجديد غوركوف بخبايا الكرة الإفريقية، و لو أن هداف النسخة 17 من العرس القاري أعرب عن إستيائه الكبير من الوضعية الراهنة للمنظومة الكروية الوطنية، بعد فسح المجال للكثير من الدخلاء على عالم الكرة لتقلد مناصب في تسيير النوادي و «البزنسة» في صفقات خيالية للاعبين و المدربين، من دون التفكير في المستقبل، لتكون عواقب ذلك ـ كما قال ـ تدني المستوى الفني للبطولة، و عدم وجود أي عنصر محلي يستحق التواجد في المنتخب.
مناد الذي فتح قلبه للنصر في سهرة رمضانية تحدث أيضا عن قضية الساعة في شبيبة القبائل و أكد بأن تحرك اللاعبين القدامى جاء تلبية لنداءات الإستغاثة التي أطلقها آلاف الأنصار الأوفياء، مشيرا على أن خرجات لجنة الإنقاذ عبارة عن نضال رياضي، هدفه الوحيد تخليص «الجياسكا» من شخص نصب نفسه وصيا على الفريق، كما كشف عن الكثير من الأمور نقف عندها بكامل التفاصيل في هذه الدردشة التي جاءت على النحو التالي:
ما يحدث في شبيبة القبائل ليس معارضة لحناشي كشخص، و إنما هو نضال رياضي بادرنا إليه بعد تشريح معمق للوضعية من طرف الأنصار، حيث تقرر وضع حد لنظام «الإمبراطورية» القائم في النادي، و إعادة الهيبة للشبيبة، لأننا تعودنا على التتويج بالألقاب، و ما عاشته «الجياسكا» في المواسم الأخيرة لا يتماشى و مكانه الفريق في الساحة الكروية الوطنية و حتى القارية، الأمر الذي جعل آلاف المناصرين يستنجدون بنا كلاعبين سابقين في الشبيبة على أمل النجاح في تجسيد مشروع العمل الذي سطرناه، و الرامي إلى وقف التجاوزات الكثيرة التي تحصل في النادي، و تنصيب رجال أكفاء بإمكانهم صنع مجد جديد لفريق عريق يمثل منطقة القبائل بأكملها.
مبادرتنا إلى تنظيم العديد من الوقفات الإحتجاجية و المسيرات لم يكن الهدف منها تحطيم الفريق، و إنما تخليصه من أيادي «إمبراطور» يقود جماعة محسوبة على صفه، لأننا نحوز على وثائق تثبت إرتكابه الكثير من التجاوزات و الخروقات القانونية في التسيير، مما جعلنا نلجأ إلى العدالة في نهاية الأسبوع الماضي لتقديم شكوى رسمية بإسم لجنة إنقاذ الشبيبة ضد حناشي شخصيا و بعض من تسببوا في مخالفات إدارية مست بحقوق النادي، و أبرز دليل على ذلك أن الملف الإداري المتوفر يتضمن إسم حناشي كرئيس مدير عام للشركة الرياضية، على إعتبار أن الشركة تم تشكيل مجلس إدارتها من دون تعيين الرئيس، في الوقت الذي كان فيه رئيس النادي الهاوي سامي إيدراس يحوز على حق ترأس مجلس الإدارة، لكن التسيير طيلة السنوات الثلاث الماضية كان بطريقة عشوائية و فوضوية، و هو ما لم نتعود عليه في شبيبة القبائل، و كأن الأمر يتعلق بتعاملات تجارية و ليس تسيير المال العام، و هنا بودي أن أوضح شيئا مهما .
من خلال إطلاعنا على الوثائق الإدارية إكتشفنا بأن مساهمة حناشي في رأسمال الشركة عند تأسيسها كانت 9 ملايين سنتيم، فكيف لمساهم بهذه القيمة المالية أن يتولى منصب رئيس مدير عام، بينما كانت حصة الأسد في الأسهم للنادي الهاوي بنحو 67 مليار سنتيم، منها 64 مليار تمثل قيمة قطعة أرضية تتربع على مساحة 3000 متر مربع، ملك للنادي، لكن هذا الوعاء العقاري بقي خارج إستغلال النادي، و وضع تحت تصرف شخص «نكرة» إستغله كموقف محروس للسيارات، كما أن تعاملات حناشي في صفقات اللاعبين كانت نقدا، و ما حدث مع بن العمري يكفي لإثبات ذلك، لأن اللاعب إشترى ورقة تسريحه بنصف مليار سنتيم، و هذا المبلغ تم تخصيص جزء منه لتسديد مصاريف تربص تونس، و لو أن الشكوى التي تقدمنا بها لقيت إستجابة مبدئية من السلطات الولائية و كذا الرابطة و الفاف.
كما سبق و أن قلت فإن التحرك كان بعد إطلاق آلاف الغيورين على الفريق صفارات الإنذار، و حديث حناشي عن الألقاب لا يمكن أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، لأن شبيبة القبائل في سنوات العز لم تفوت موسما من دون إنتزاع لقب، خاصة على الصعيد الوطني، لكن ما آل إليه الفريق في الوقت الراهن حرك مشاعر الغيرة على «الجياسكا» من طرف كل أبنائها، خاصة ما حدث الموسم المنصرم، و الذي يبقى نقطة سوداء في تاريخ النادي، و بصفتنا كلاعبين من خريجي الشبيبة فإننا مطالبون بحماية المكسب الذي حققناه و ضحينا من أجله، من دون أي إنقلاب على حناشي، كون هذا الرجل و منذ تسلمه رئاسة النادي عمد إلى تهميش كل صانعي أمجاد الشبيبة، و أراد كتابة صفحة جديدة يحجب من خلالها الرؤية عن كامل إنجازاتنا، مقابل جعلت النادي ملكية شخصية له، بالتواطؤ مع مجموعة من الأشخاص المحسوبين على جناحه، غير أن قيمة الشبيبة و سمعتها أكبر من هذه التصرفات، مادام أنها تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في المهجر، و بالتالي فإنني أؤكد بأننا لن نتوقف عن النضال الرياضي إلى غاية تحقيق الهدف و إسقاط حناشي من رئاسة «الجياسكا»، و إذا برأ ذمته من التهمات التي وجهناها له أمام العدالة فإننا سننسحب نهائيا من الساحة الكروية.
شخصيا لم تعد لدي رغبة في العمل كمدرب في الجزائر، بسبب المستوى المتدني للمسيرين و رؤساء النوادي، لأن مشروع الإحتراف لم يحقق الأهداف المرجوة منه، و يبقى مجرد حبر على ورق، بل أنه مهد الطريق أمام الكثير من المتخصصين في «البزنسة» لدخول عالم الكرة و العودة به إلى الحضيض، و إلا كيف يمكن أن نفسر الأرقام الخيالية التي يتم تداولها في عقود اللاعبين و حتى المدربين، لأن قيمة اللاعب في السوق لم تعد وفق إمكانياته و مهاراته الفنية، و إنما بحسب مكانته في المحيط، على إعتبار أن بعض وسائل الإعلام ساهمت في تعفين الجو العام، بتداول بعض خبايا العقود، سيما الرواتب الشهرية للاعبين، مما ساعد الرؤساء» على «البزنسة» بطرق نظامية، و من غير المعقول أن يتقاضى لاعب في البطولة الوطنية أجرة 300 مليون سنتيم، و هو لا يجيد ترويض الكرة، كما أن مستوى المنافسة ضعيف جدا، حيث لا يوجد أي عنصر محلي يستحق التواجد في المنتخب، بسبب عدم الجاهزية من جميع الجوانب، كما أن تجاربي السابقة علمتني الكثير، و جعلتني أعرف مكانتي الحقيقية في الساحة، كوني مدرب محترف أرفض التدخل في صلاحياتي، و أغلب مسيري النوادي أصبحوا يتجرؤون حتى على ضبط التشكيلة، من دون أن يكون لقضية عقوبتي أي تأثير على مواقفي، لأن تلك القضية أصبحت من الماضي، على إعتبار أنني كنت ضحية تصفية حسابات، مادامت العقوبات قد مست الأشخاص و ليس الفريق، و الحقيقة أن عدم صعودنا إلى المنصة لإستيلام الميداليات كان في لحظة غضب بسبب النرفزة على التحكيم، لأن حيمودي أصر على حرماننا من الكأس و إهدائها للجار إتحاد العاصمة لحاجة في نفس يعقوب.
تلك المغامرة مكنتني من إكتشاف سبب تدني مستوى الكرة العربية، لأن عقلية المسيرين في السعودية لا تختلف عن ما هو سائد في الجزائر و معظم الدول العربية، بل أن مسؤولي نادي الوحدة كانوا يعتقدون بأنهم قادرين على صنع كل شيء بالمال، و قد حققت نتائج رائعة في 6 مباريات، لكنهم حاولوا التدخل في صلاحياتي، فرفضت، الأمر الذي أدى إلى حدوث طلاق بيننا بالتراضي، و لو أن مسؤولي هذا الفريق منحوني كامل مستحقاتي المالية و ساعدوني على تأدية مناسك الحج، و هو أهم مكسب بالنسبة لي من هذه التجربة.
تهميش التقنيين المحليين ليس من رؤساء النوادي بل هو أيضا من الجهات المشرفة على تسيير المنظومة الكروية الوطنية، حيث أن الصعوبة التي نجدها في إصدار إجازة مدرب جزائري تؤكد بأن السياسة المنتهجة فاشلة، و ما استدل به في هذا الشأن قضية مضوي الذي أحرز عديد الألقاب مع وفاق سطيف، و كان أبرز مثال على نجاح المدرب المحلي، لكن حصوله على الإجازة كان بشق الأنفس، في ظل وجود جملة من الشروط تتعلق بالشهادة الواجب حيازتها، في حين أن المدرب الأجنبي تقدم له تسهيلات كبيرة لإصدار رخصته بسرعة البرق، و الحقيقة أن التصريح الأخير لمساعد مدرب مولودية الجزائر فالدو لفت إنتباهي، لما أكد بأن مستوى اللاعبين الجزائريين و البطولة الوطنية جيد، و هو مغالطة للرأي العام، لأن هذا الصنف من التقنيين لم يأت إلى الجزائر من أجل تجسيد برنامج عمل قاعدي يمتد إلى التكوين، بل بحثا عن الأموال، حالهم حال اللاعبين المغتربين الذين أصبحوا يفضلون اللعب في البطولة الوطنية بعد إرتفاع بورصة الرواتب، رغم أن مستوى هذه العناصر متواضع، كونها تنشط في أقسام الهواة في أوروبا.
ككل الجزائريين أفتخر بما حقق في مونديال البرازيل، لكن رحيل حليلوزيتش كان في نظري بمثابة المنعرج الحاسم في مسيرة المنتخب، لأن هذا التقني ترك بصمة واضحة في التشكيلة الوطنية، و ذلك بمراهنته على الإنضباط و خلق مجموعة تعمل كرجل واحد، إضافة إلى الصرامة الكبيرة، و ليس من السهل أن تجد مدربا يمتلك شخصية قوية مثل حليلوزيتش، من دون التقليل من مؤهلات خليفته غوركوف، و عليه فإن هذا التغيير الذي لم نجد له أي مبرر من منطلق النجاح المحقق مع حليلوزيتش، فوت على الجزائر فرصة التتويج لقب قاري في «كان 2015»، كون المدرب الجديد لم يكن على دراية تامة بخبايا دورات «الكان»، سيما ما يتعلق بطريقة التحضير لها، و التأقلم مع الظروف المناخية، لأن 3 مباريات له في التصفيات لم تكن كافية لتمكينه من أخذ نظرة شاملة، و الدليل على ذلك معاناة اللاعبين من المناخ في غينيا الإستوائية بسبب عدم التأقلم و إنهيارهم الكبير من الناحية البدنية، و ظروف القارة السمراء إستثنائية و تختلف كلية عن المونديال، و لو أننا لا بد أن نتفاءل بالمستقبل شريطة أخذ الأمور بجدية.
التركيبة الحالية للمنتخب تضم لاعبين غالبيتهم من مزدوجي الجنسية، لم يعرفوا الجزائر سوى بعد تسوية وضعيتهم الإدارية لتمكينهم من اللعب للنخبة الوطنية، كما أنهم تكونوا رياضيا في أوروبا، و هو ما أعطاهم جاهزية أكبر بدنيا و تقنيا، لكن ذلك جاء على حساب الروح الجماعية، من دون التشكيك في وطنيتهم، حيث نلمس غياب الروح القتالية لدى المجموعة في اللحظات الصعبة، بينما كان جيل الثمانينات ثمرة سياسة الإصلاح الرياضي الذي قررته السلطات العليا للبلاد بعد فشلنا في التأهل إلى مونديال 1978 بالأرجنتين، و هي السياسة التي إرتكزت على التكوين في النوادي بجلب مدربين مكونين أجانب و تعيينهم كمدراء تقنيين في الفرق و متابعة كل الفئات، كما أن تربصات المنتخب في تلك الفترة كانت تسير بنظام «عسكري» وسط إنضباط كبير يحس من خلاله اللاعب بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، مع التشبع أكبر بالروح الوطنية، لأننا أثناء المقابلات كنا نحس بأنفسنا و كأننا نجاهد في سبيل الوطن، إلى درجة أننا أجبرنا على الإفطار في فترة التحضير لمونديال مكسيكو، أثناء التربص، لسببين رئيسيين و هما كثافة العمل المنجز و كذا عدم القدرة على التأقلم مع الظروف المناخية الصعبة، خاصة الرطوبة، و كذا ذلك عن قناعة من أجل العمل على تشريف الراية الوطنية.