ستشهد عدة ولايات بوسط وشرق البلاد، ابتداء من يوم غد الجمعة، تساقط أمطار غزيرة تكون أحيانا رعدية ومرفوقة برياح قوية، حسب نشرية خاصة لمصالح الديوان...
أعربت الجزائر، اليوم الخميس، عن ارتياحها إثر الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة تجسيد هذا الاتفاق في مختلف مضامينه...
تلقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، مكالمة هاتفية من مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون...
استقبل أمس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مسؤولي عدة مؤسسات إعلامية، وفق ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، وأورد ذات المصدر أن رئيس الجمهورية...
تشهد ظاهرة التسوّل الإلكتروني انتعاشا كبيرا في الآونة الأخيرة ببلادنا، على غرار بقية دول العالم، خاصة بعد تفشي وباء كورونا الذي ضاعف الإقبال على الفضاء الإلكتروني،
ما جعل عديد الأشخاص يتخلون عن التسوّل بالطرق التقليدية المعروفة، و يستعملون مختلف التطبيقات و المنصات الافتراضية، لنيل مبتغاهم عن بعد، دون مغادرة المنزل، و دون استجداء الناس، كما يضمن لهم الوصول إلى شريحة واسعة من الأفراد في وقت قياسي، و على نطاق جغرافي أوسع.
و ينصح مختصون في الأمن المعلوماتي و أمن البيانات، بتوخي الحذر في التعامل مع هذه الحسابات و الرسائل، لتفادي السقوط في شباك أصحابها، في ظل الانتشار الكبير لظاهرة التسول الإلكتروني التي تضم جماعات منظمة، تعمل على نطاق واسع، هدفها الإطاحة بالأفراد و استدراجهم، باستخدام العاطفة من أجل الاستحواذ على أموالهم.
هكذا بدأ الاستجداء إلكترونيا..
ظاهرة التسوّل الإلكتروني ليست حديثة، فقد ظهرت في سنة 2002 على يد كارين بوسناك بالولايات المتحدة الأمريكية، فهي أول من قامت بنشر رسائل عبر فايسبوك تدعو فيها كل من يقرأها لمساعدتها بدولار واحد لتسديد ديونها، فاستطاعت من خلالها كسب تعاطف العشرات، بل المئات من الأشخاص، و قدموا لها مساعدات مالية.
و جاء في الرسالة «كل ما أحتاجه هو دولار واحد من 20ألف شخص، أو دولارين من 10آلاف شخص ، أو 5 دولارات من 4 آلاف شخص»، و انتشرت هذه الرسالة على نطاق واسع، وتمكنت فعلا كارين من تسديد جزء كبير من ديونها.
و في 2009 صنفت مجلة «بوسطن غلوب» ظاهرة التسول الإلكتروني كظاهرة عالمية ، غير أنها في العالم العربي، و تحديدا في الجزائر، تعد من الظواهر الحديثة التي أخذت في الانتشار و التطور و مواكبة التكنولوجيا، و تتخذ عدة أشكال، من التسول الإلكتروني البسيط ، إلى القرصنة و عمليات الاحتيال الكبرى.
حسابات وهمية و ضحايا بالعشرات
المتصفح لمختلف المنصات الإلكترونية في الجزائر، و تحديدا فايسبوك، تصادفه أعداد معتبرة من منشورات و رسائل الاستعطاف التي تنشر عبر حسابات خاصة، أو عبر بعض المجموعات، مع تقديم بعض الأعذار و المبررات، كالمرض و الحاجة الشديدة للنقود، لدفع أقساط الكراء أو السفر، أو الخضوع لعمليات جراحية معقدة أو من أجل تسديد بعض الفواتير كفواتير الكهرباء و الغاز ، و علاج الأطفال و غيره ، لكن أغلب هذه الرسائل الهدف منها الاحتيال و استدراج المتصفحين لاستنزاف جيوبهم و جمع الأموال لاستعمالها لأغراض أخرى.
و في الغالب يتم التخلص نهائيا من هذه الحسابات، مباشرة بعد جمع المال أو الملابس و حتى الأثاث ، و خلال تصفحنا لعدد من المنشورات صادفتنا منشورات لبعض النساء اللائي يطلبن المساعدة ، إحداهن استغلت إحدى المجموعات الشهيرة في قسنطينة على فايسبوك لتمرر رسالة جاء فيها أنها «فتاة فقيرة و مقبلة على الزواج و هي بأمس الحاجة لاقتناء جهازها و تسديد الديون المتراكمة عليها».
و حالة أخرى نشرت نداءها إحدى الجمعيات الخيرية على صفحتها الرسمية، المتمثل في طلب المساعدة لعلاج زوجها المصاب بالسرطان و تغطية مصاريف عائلتها، لأنها عاطلة عن العمل و لم تجد من يساعدها ، و يكون التفاعل مع مثل هذه الحالات بالعشرات، بين الدعاء و بين من يبدون استعدادهم لتقديم العون و البحث عن طريقة للتواصل مع هذه الحالات ، و لاحظنا أن البعض يرفقون هذه الرسائل بصور تبرز حالة بيته المزرية أو صور لفواتير الكهرباء و الغاز و الكراء أو صور لمريض من العائلة .
في المقابل صادفتنا رسائل تحذير و نداءات لعدد من ضحايا هذه الممارسات ممن تعرضوا للاحتيال، حيث قالت سيدة في منشور بإحدى المجموعات النسائية، أنها جمعت ما تيسر من النقود و الملابس، لتقدمها لامرأة نشرت رسالة تؤكد من خلالها أن حالتها الاجتماعية مزرية، لأن زوجها مريض و غير قادر على العمل ، لكنها تفاجأت في الأخير أنها قصة مفبركة، فقد وجدت نفس المنشور في مجموعة أخرى باستخدام حساب آخر ، ليتبين في نهاية المطاف أن صاحبته شخصية وهمية تمتهن الاحتيال في الفضاء الأزرق لجمع الأموال، و هي حاليا محل بحث من قبل الأمن.
و نشر رئيس جمعية أنه تعاطف مع إحدى السيدات أرسلت له رسالة و طلبت منه نشرها في صفحة الجمعية من أجل الحصول على مساعدة مادية، لكنه اكتشف بعد ذلك أن ما جاء في منشورها لا علاقة له بالحقيقة، فهي بصحة جيدة و لا تعاني من أية إعاقة . و هناك من يستغل بعض المواقع أو العروض التي تقدمها بعض المنصات الأكثر متابعة، لتمرير رسائل التسول و الاستجداء عن بعد ، و على ما يبدو أن فئة كبيرة ممن يمتهنون التسول، وجدوا ضالتهم في الإنترنت ، التي سهلت عليهم المهمة، دون عناء التنقل من مكان لآخر و بذل مجهود كبير للتأثير على الناس و استعطافهم، فأصبح الأمر مقتصرا على كتابة بضعة أسطر بلغة مؤثرة ، تلامس قلوب المتصفحين و إرفاقها ببعض الصور.
* أمير جنة باحث و خبير في أمن المعلومات والشبكات و الأمن السيبراني: الأنترنت أصبح مجالا خصبا لانتشار و ازدهار الاستجداء الإلكتروني
يرى الأستاذ والباحث والخبير في أمن المعلومات والشبكات والأمن السيبراني بجامعة قسنطينة 02 عبد الحميد مهري، أن الاستخدام الساذج لهذه الشبكات، يعرض الفرد لمجموعة من المخاطر، يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى. فمنذ بداية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت، والتي أصبحت أكثر شهرة من أي وقت مضى، انتشرت ظاهرة التسول الإلكتروني و تفاقمت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن هناك من يلجأون لطلب المساعدة المالية الإلكترونية لتلبية الاحتياجات الأساسية، كالعلاج و غيرها، لكن في المقابل هناك من المتسولين المحترفين الذين يدعون الاحتياج و يستخدمون حسابات في الغالب مزيفة، لاستدراج ضحاياهم من خلال التركيز على الجانب العاطفي، لسرد قصص مأساوية مزيفة بإتقان، فيتمكنون من جمع تبرعات ضخمة بالنصب و الاحتيال، و مما لا شك فيه أن التسول الإلكتروني جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري. و لتفادي السقوط في شباك هؤلاء المتسولين، يجب على مستخدمي الأنترنت إتباع جملة من النصائح، في مقدمتها تعيين الخصوصية و التي تكون متاحة للأصدقاء فقط ، تجنب نشر البيانات و المعلومات الشخصية، عدم قبول الطلبات أو الرسائل من حسابات أخرى ، تجنب النقر على رابط مختصر، الإبلاغ عن حسابات مشبوهة أو معزولة ذات طابع تهديدي، الفصل بدقة بين الحسابات الخاصة و المهنية، التحسيس المستمر لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، و عدم تصديق كل ما يبث على الأنترنت من أخبار كاذبة و إشاعات و طلبات مزيفة صادرة من جهات غير رسمية و غير مرخصة. هيبة عزيون