أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
في 69 من عمره مازال الحارس السابق لكل من شباب قسنطينة و الموك صالح حنشي، محافظا على رشاقته و قوامه. الحارس الذي كسر طابو كبير في قسنطينة، مازال محافظا على أدق التفاصيل في مساره الرياضي، الذي أمتد على مدار سنين. حنشي اسم ليس من السهل أن يسقط من الذاكرة الرياضية، ينتمي إلى جيل عرف بأسمائه اللامعة، على غرار عبروق، كاوة، وشان، بوهروم، جيل يقال عنه أنه كان ذهبيا بأسمائه دون ألقابه. حاولنا أن نفتح معه ألبوم ذكرياته، فمنها الجميل ومنها المؤلم، ومنها ما لم يندمل جرحه بعد الحاج الذي صهرته الصعاب مازال قلبه مرهفا يحن إلى أيام زمان.
• ماهي الأسباب التي دفعتك للانسحاب من الساحة الرياضية؟
ظروف فرضت علي أن انسحب من الساحة الرياضية، كما أنني وعدت شخصا عزيزا علي بذلك وهو الحاج محمد الصالح ذيابي رحمه الله، مررت في التسعينيات بظروف اجتماعية جد صعبة، أحمد الله أنني خرجت منها سالما وجدت أشخاصا ساعدوني من بينهم الحاج ديابي، الذي أشترط علي الانسحاب من عالم كرة القدم، التي لم أنل منها شيئا.
قسنطينة مدينة تأكل أبنائها وأولادها لا يمكنهم العيش فيها، مدينة يعيش فيها «البرانية « هذه ليست نظرة جهوية إنها حقيقة.
• منذ 40 سنة خلت كسرت «طابو» بانتقالك من النادي الرياضي القسنطيني إلى مولودية قسنطينة لماذا؟
كنت اللاعب الوحيد وبكل تواضع من مستوى معين بعد الاستقلال الذي انتقل من «سي .أس .سي» إلى الموك، السبب كان اجتماعيا بالدرجة الأولى و أكررها كان اجتماعيا، بعد أن سخرت 15 سنة من عمري و شبابي للفريق، وصلت في مرحلة معينة من حياتي أن أفكر في مستقبل عائلتي، وعندما كنت اعلم انه لا يمكنني تحقيق ما أصبو إليه في «سي .أس .سي « كما كان هناك خلاف بسيط مع المسيرين في ذلك الوقت ولا أقول المسيرين و إنما نعتبرهم مثل أوليائنا، فهمت أنني غير مرغوب في في «سي .أس .سي» قررت عندها أن أضع مصلحة عائلتي في المقام الأول، و انتقلت إلى مولودية قسنطينة.
• كيف عشت نفسيا هذا التحول؟
أصدقك القول، لقد عانيت كثيرا نفسيا حتى اليوم و أنا في سن 69 سنة (عندها توقف عن الكلام، استقام في جلسته، حاول مسك دموعه التي خانته...واستعاد بصعوبة أنفاسه وعاد للحديث) لا أريد التحدث عن تلك المرحلة لماذا ؟ يومها لم أغادر فريقا و إنما كمن رحل عن والديه، إنه مازال لم يندمل بعد، اليوم في سني مازلت لا أريد أتذكر تلك المرحلة، «سي .أس. سي» لها معزة خاصة و غالية عندي.
• كلاعب قديم كيف تنظر لسياسة الإستقدمات المنتهجة من قبل الأندية حاليا؟
أظن أن ذلك يعود إلى تطور المجتمع الذي تغير بسرعة و بشكل مخيف، في السابق لم نكن نفكر في المال، كل الشرف كان عندما نكون ضمن تعداد «سي. أس. سي» أو الموك أو مولودية الجزائر أو شباب بلكور، يومها كانت ظروف المعيشة في البلاد غير التي هي عليها الآن، شبان هذا الجيل لا يمكن لهم تذوق طعم أن تعشق أو تحب فريقا، لأن ذلك له ثمن المسيرون في تلك الفترة على غرار عبد القادر بن شريف، مختار عبد النوري، الحاج سليمان بلجودي، و سيد احمد بن شعبان كانوا قامات في عالم الرياضة، لم يكونوا مسيرين و إنما بمثابة الأولياء بالنسبة لنا، كانوا يقطعون المسافات من أجل مصلحة اللاعبين و النادي دون مقابل، هذا هو حب الفريق.
المسيرون السابقون في «سي.أس.سي» كان اغلبهم موظفون والقلة منهم من التجار الصغار، أعلى راتب لم يكن يتعدى 600دج غير أن ذلك لم يمنعهم من نقل اللاعبين وتامين لهم المأكل و المشرب، لأنهم كانوا يعتبرون اللاعبين جزءا من عائلتهم، للأسف شبان اليوم ليس لهم هذا الحظ أو الشرف لمعرفة هذه الطينة من الرجال، مسيرو الجيل الحالي تجار، كرة القدم أصبحت تجارة و لم تعد رياضة في السابق الفريق كان مدرسة للوطنية و النضال و التربية، اليوم طغت المادة على المبادئ، وبالتالي لا يوجد وجها للمقارنة.
• كيف ترى مستوى حراس المرمى سواء في الأندية أو الفريق الوطني؟
يقول أحسن حارس في العالم الروسي ليف ياشين “حتى تكون حارسا كبيرا يجب أن تكون مجنونا“ في الجزائر لم يعد لدينا حراسا للمرمى، لا أدري ماهي الأسباب في السابق العمود الفقري للفريق كان حارس المرمى، مدافع محوري، صانع ألعاب و رأس حربة، وعلى الأقل كان يوجد لاعبين في الفريق الوطني، فيما يخص حراس المرمى في السبعينيات كان هناك 8حراس من المستوى العالي على الأقل في أندية الشرق، دون الحديث عن أندية الوسط أو الغرب، للأسف اليوم ليس لدينا من يعلم أبجديات حراسة المرمى هذه الحرفة أو «الصنعة» تكتسب في الميدان، المادة الأولوية موجودة لكن كما يقول المثل ليس لدينا خبازين ماهرين حراس من طينة حاجي، عبروق، مزياني، وناس، بوهروم، صوالحي و هلالي من أين تخرجوا، تخرجوا على يد من يعرفون عملهم جيدا، اليوم كل يرفض العمل
• في رأيك ما الذي كان ينقص جيلك لكي يتوج بلقب؟
المشكلة في تلك الفترة كانت مشكلة إمكانيات، كنا نعيش في ظروف صعبة « كرشنا ما نشبعوهاش» أتذكر كانت لدينا مباراة في بلعباس موسم( 1970-1971) في شهر رمضان و وحتى يقتصد المسيرون مصاريف الإفطار في الطريق، قرروا أن نفطر في بيوتنا و نسافر بعد ذلك، عدنا مباشرة بعد نهاية المباراة وفي طريق العودة توقفنا بمقهى في غليزان، ماذا كانت وجبة الفطور قطعة حلوة و كأس من الحليب و فنجان قهوة، رئيس الوفد طلب 30 قطعة حلوة و30 كأس من الحليب و 30 فنجان قهوة على عدد أفراد الوفد، ومن أراد أكل شيء آخر عليه أن يدفع من جيبه.
• هل كانت تلك الأيام حلوة أم مرة؟
بالرغم من ضيق العيش و الظروف المادية الصعبة، غير أنها كانت مرحلة حلوة، الجيل الجديد لا يمكن له أن يتذوق حلاوة هذه التنقلات، في «سي.أس.سي» كنا نتقل في حافلة غوطاس بشير، لم أكن نتنقل بالطائرة سوى في السنوات الأخيرة من مشواري الكروي سواء مع «سي.أس.سي» أو «الموك»، المنحة كانت 50دج، أقرأ اليوم في الجرائد منحا بـ 50 مليون و100 مليون هذا جنون، هؤلاء يشتمون المجتمع، ابنك الذي تعلمه وتتعب عليه حتى يصبح طبيبا أو جراحا ذات يوم، لن يتقاضى 200مليون سنتيم و لاعب لا يحسن حتى تمرير يضرب يتقاضى الضعف.
•في رأيك من المسؤول عن ذلك؟
المسؤول الأول القائمون على الرياضة، لقد قلتها منذ 20سنة في ملتقي بباتنة، أنا لا يمكنني أن أكون فلاحا أو نجارا، ارجعوا كرة القدم إلى أهلها، أنا شخصيا لدي دين اتجاه قسنطينة، ليس فقط «سي. أس. سي « أو الموك وإنما اتجاه مدينتي، اتركوني أسدد ديني.
• ما تعليقك عن وضعية فريقي المدينة الشباب و المولودية؟
يقول السلف أن أهل الدار أولى بلحمهم، لكن الأمر ليس كذلك لم يتركوا أهل الدار على الأقل يقدمون النصيحة، أو حتى المساعدة من بعيد، شخصيا تربيتي و سني لا يسمحان لي بالدخول في صراعات هامشية مع من ليس لهم علاقة بكرة القدم، لكن هناك بصيص من الأمل بدأ يلوح في أفق «سي. أس.سي» بعودة سمير بن كنيدة و منير زغدود إلى أحضان فريقهم، على الأندية أن تفتح الأبواب أمام أبنائها، كفانا من» التبزنيس «.
• كانت لك طريقة خاصة في أخذ الصور التذكارية هل لنا أن نعرف السبب؟
(يضحك) هذا سر... لا استطيع هذا سر عائلي .. كانت رسالة مشفرة لزوجتي إشارة منى لأم أولادي التي أحييها بالمناسبة لقد عانت معي كثيرا وساعدتني كثيرا، هذه السنة سأحتفل بالذكرى 50 لزواجي، تزوجت في سن 19سنة، أشركها كثيرا عشنا ظروفا صعبة بنت عمي السعيد سيدة أصيلة وشهمة، كل ما أنجزناه من عرقنا ودمنا ومن مالنا الحلال، نحمد الله على هذه النعمة.
• انتقال حفيدك بن سبعيني إلى مونبيليه يعد قفزة نوعية في مساره، ما تعليقك على ذلك؟
ليس من السهل أن يغادر العائلة في سن 12 أن يكبر بعيدا عنها، والدته عارضت انتقاله وهذا أمر طبيعي لأنه وحيدها، المدرب مارك غيو أصر على ضمه لأكاديمية بارادو، لكن عندما أيقنت انه قادر على تحمل مسؤولياته طلبت من والدته أن توافق على انضمامه إلى الأكاديمية، اطلب من الله فقط أن يسلم من الإصابات، وأنا متيقن بأنه سيكون خليفتي في الفريق الوطني و أن يشرف مدينة قسنطينة.
• ماهي الذكريات التي تحتفظ بها في مشوارك مع الفريق الوطني؟
في السبعينيات، كان عليك أن تكون لاعبا في فريق عاصمي حتى تصبح حارسا أساسيا في الفريق الوطني، أقولها اليوم تعرضت للحقرة والأمثلة كثيرة، قبيل مواجهتنا للمنتخب التونسي لا أتذكر التاريخ تعرض الحارس الأساسي كريمو رحمه الله إلى إصابة خلال مقابلة تطبيقية إثرقذفة من زميلي عبد المجيد صاحب، ليلة المباراة طلب مني المدرب يومها ليسيان لوديك إن كنت جاهزا لخوض هذه المواجهة، فأجبته بنعم ويوم المباراة دخلت مع الفريق من أجل الإحماء، غير أنني تفاجأت بالمدرب لديك، يعانقني ويقول لي الأمر لم يعد بيدي، الذي حدث إسنتجد المدرب المساعد بأحد الأطباء و قام بنزع الحبس من يد كريمو وقاموا بحقنة بمادة المورفين حتى لا يحس بالآلام، حدثت مرة أخرى مع المدرب زوبا، عندما فضل كاوة علي في المبارتين الوديتين أمام سانت إيتيان، أمر يظل يؤلمك طوال حياتك، كان هناك جيل رائع من حراس المرمى، كان عليهم أن يكونوا عادلين.
• توفر المال لم يقابله تحسن في المستوى الفني لماذا؟
لم يعد لدينا مدربين من طينة مخلوفي، كرمالي، سوكان، ولو أخدنا على المستوى المحلي مدربين مثل منصور أو زكري رواق أو ميسوم، هؤلاء لم يكونوا فقط مدربين وإنما مربين، مازلت أتحاشى الكلام مع المدربين السابقين لدرجة الاحترام، دون الحديث عن اللاعبين كنا بمثابة العائلة كنت اربط حذاء نعيجة رحمه الله و بوهروم على فخدي، التكوين رحل مع جيل كرمالي و سوكان و مخلوفي.
• ابتعادك عن الميادين لا يمنعك من متابعة النشاط الكروي؟
أتابع من بعيد، سواء الأندية أو الفريق الوطني، لا يمكنني الذهاب إلى الملعب للأسف لم يعد ذلك الذي كنا نذهب إليه مع أفراد العائلة، أتذكر أن والدي و والد عبد المجيد كروكرو كانا يأخذان معهما أحفادهما إلى الملعب، اليوم لا تستطيع الذهاب حتى مع جارك، ماذا تشاهد الألعاب النارية، الشتم والسب، الكراسي تتطاير و الدم، في زمامنا كان شرطيان يحافظان على الأمن، اليوم كل مباراة بحاجة لفيلق، الآباء أصبحوا يخشون على أبنائهم.
حاوره: عبد الرحيم قادوم