مدير الصحة يصف الوضعية الوبائية بالمقلقة: قسنطينــــة تستفيد من قرابــــة 20 ألف جرعـــة لقـــاح «أستـــرازينيكـــا»

4 فنادق لإيواء القادمين من الخارج
استفادت ولاية قسنطينة من حصيلة إجمالية تقدر بـ 19800 جرعة من  لقاح أسترازينيكا، كما خصصت 4 فنادق لإيواء المواطنين القادمين من الدول الأجنبية، فيما تعرف الوضعية الوبائية بالولاية تزايدا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام ثلاثة الأخيرة، حيث امتلأت أسرة المستشفى الجامعي و ارتفع عدد الفحوصات و الحالات المؤكدة بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد إلى الضعف.
وما زالت اللجنة الوطنية لمتابعة وباء كورونا، تسجل ارتفاعا في عدد الإصابات المشخصة بواسطة فحص البوليمزار المتسلسل «بي سي آر»، حيث سجلت في حصيلة أمس الأول، 26 إصابة، في حين تراوح عدد الحالات المؤكدة في الأيام الثلاثة الفارطة ما بين 25 إلى 30 و هي حصيلة متتالية لم تسجل في عز الموجتين الأولى و الثانية من الوباء.
و ذكر رئيس مصلحة فحوصات فيروس كورونا بالمستشفى الجامعي ابن باديس، الدكتور بن ثلجون سليم، أن عدد الإصابات ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث تم إحصاء 54 حالة فحص في اليوم الأخير من شهر ماي في حين تم إدخال 13 مريضا في ذات اليوم، وهو مؤشر اعتبره محدثنا الأعلى منذ نهاية شهر جويلية من العام الماضي، مبرزا أن الطواقم الطبية و شبه الطبية دخلت خلال هذه الفترة في ضغط كبير تسبب لها في حالة من التعب.
و أبرز المتحدث، أنه تم تسجيل توافد عدد معتبر من فئة الشباب، فعلى سبيل المثال تم استقبال شابة لا يتجاوز عمرها 31 سنة و في حالة متقدمة من الإصابة بالفيروس، كما أشار إلى ارتفاع حالات العناية المركزة إلى 13 مريضا بينما يتوفر 19 سريرا مجهزا، في حين أن 10 مرضى يخضعون للعلاج بمصلحة استعجالات كوفيد، كما لفت الطبيب إلى أن عدد متوسط الفحوصات يتراوح بين 20 إلى 25 يوميا خلافا للأسابيع السابقة، أين لم يكن ليتجاوز 15 حالة في أسوأ الأحوال.
و وصف الدكتور الوضع بالمقلق جدا، لاسيما في هذه الفترة من العام التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة و ما تتسبب فيه من ضغط بكل المصالح، مشيرا إلى أن قسمي الأمراض المعدية و الأمراض الداخلية قد امتلآ عن آخرهما، إذ يوجد 24 مريضا في كل مصلحة و هو عدد الأسرة المتوفر.
و أمام هذا الوضع، ستضطر إدارة المستشفى الجامعي إلى إضافة أكبر عدد من الأسرة، حيث ستوفر مثلما أكد بن ثلجون للنصر، 16 سريرا بكل مصلحة ليصل عدد الأسرة المخصصة بكل قسم إلى 40 وذلك من أجل توفير العلاج لجميع المرضى، قبل أن يؤكد محدثنا أن الوضعية متحكم فيها نظرا لاكتساب الطواقم الطبية و الإدارية خبرة في التعامل مع الوباء، مشيرا إلى أن عدد حالات الشفاء ما يزال في وضعية جيدة.
 وناشد بن ثلجون المواطنين بضرورة التقيد بارتداء الكمامات و احترام البرتوكولات الصحية في وسائل النقل و المرافق العمومية، و ذلك من أجل تخفيف الضغط عن المستشفى الجامعي  و طواقمه الطبية.
مؤشرات على توسع دائرة العدوى
وذكر مدير المؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي،  أن عدد الإصابات التي تسجلها مصالحه ارتفع إلى الضعف حيث يوجد 17 مريضا يخضع للاستشفاء، في حين أن عددهم قبل أسبوع فقط لم يكن يتجاوز 7 حالات، أما فيما يخص الفحوصات فقد وصلت إلى 25 حالة فحص يومية خلافا للفترات السابقة.
وأبرز المتحدث، أن المصابين من كل الفئات العمرية، كما أن بعضهم يأتي في حالة متقدمة من المرض، مشيرا إلى أنه وفي حال استمرار الوضع القائم فإن المصلحة ستمتلئ عن آخرها، كما أضاف أن المصابين يأتون من مختلف مناطق الولاية وليس من منطقة واحدة وهو ما يعد مؤشرا على توسع دائرة العدوى.
وأبرز مدير المؤسسة الاستشفائية البير رفيق بن داود، أن عدد الإصابات قد ارتفع بشكل كبير السبت الماضي، حتى كادت المصلحة أن تمتلئ عن آخرها، إذ تم إدخال 10 مرضى دفعة واحدة قبل أن يتضاءل العدد تدريجيا على مدار الأسبوع.
و يتراوح عدد الفحوصات اليومية، بين 15 إلى 20 في حين أن عدد حالات الشفاء مرتفع هو الآخر، قبل أن يبرز المتحدث أن مصلحة كوفيد عرفت يوم أمس، أريحية حيث لم يتجاوز عدد الماكثين بها 5 مرضى فقط، مشيرا إلى عدم وجود بديل عن الإجراءات الوقائية لاسيما خلال هذه الفترة.
و صرح مدير الصحة بقسنطينة، بوشلوش عبد الحميد للنصر، أن الولاية استفادت من حصة مهمة من لقاح أسترازينيكا، حيث تقدر بـ 19800 جرعة ستوجه على مرتين إلى 9450 مواطنا، مشيرا إلى أن العملية استؤنفت على مستوى كل العيادات الجوارية وهي تسير، مثلما قال، في أحسن الظروف.  
أما فيما يخص الوضعية الوبائية، فقد أوضح مدير الصحة أنها مقلقة خلال هذه الأيام، حيث سجل ارتفاع في عدد الإصابات فضلا عن شغل عدد من الأسرة، خلافا لما كان عليه الأمر قبل أسابيع فقط، مشيرا إلى أن عملية التلقيح المتتابعة ستسمح بالسيطرة على الوباء تدريجيا خاصة وأن الولاية ستستفيد من حصص معتبرة خلال الأسابيع المقبلة.
و فيما يخص الإجراءات المتخذة لاستقبال المواطنين القادمين من خارج الوطن، فقد ذكر المتحدث، أنه تم تخصيص 4 فنادق و يتعلق الأمر بـ «بروتيا» و «بانوراميك» بوسط المدينة و «الحسين» بعلي منجلي و فندق آخر، في حين تم تسخير 4 طواقم طبية بكل هيكل استقبال، فضلا عن أطباء وممرضين على مستوى مطار محمد بوضياف الدولي.
و تجدر الإشارة إلى أن مطار محمد بوضياف سيستقبل أول رحلة للجزائريين القادمين من الخارج، يوم غد الجمعة في الساعة الخامسة مساء، حيث ستحط به طائرة قادمة من
تونس.                                             لقمان/ق