• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
* زيـــــــــــــــادة في الأسعـــــــــــــــار فاقــــــــــــــت 40 بالمئــــــــــــــــة
انتعشت مؤخرا تجارة الأفرشة الطبية، و يرجع تجار هذا الانتعاش إلى انتشار ثقافة استعمالها من جهة، و تحولها إلى موضة في جهاز العرائس من جهة أخرى، و ذلك بعد بسط المنتوج المحلي سيطرته على السوق، بفضل ضمانه معياري الجودة و الأسعار المعقولة، مؤكدين بأن توقيف الاستيراد خلال الأزمة الوبائية، بين تفوق منتجين محليين، حققت علاماتهم شهرة واسعة تعدت حدود الوطن، حيث أن مغتربين يرسلون طلبياتهم إليهم، لتصلهم جاهزة إلى البلد الذي يقيمون به. و قال أحد المنتجين للنصر، بأن معدل الإنتاج تضاعف بشكل كبير جدا، بعد ارتفاع معدل الطلب، مبررا زيادة الأسعار بنسبة فاقت 40 بالمئة، بارتفاع سعر المادة الأولية، و ليس بسبب زيادة الطلب، كما هو متداول.
ربورتاج / أسماء بوقرن
لاحظنا خلال زيارتنا إلى محلات بيع الأفرشة الطبية بحي لوناما بقسنطينة، إقبالا على شرائها، بعد أن كان اقتناؤها في فترة ما، يقتصر على المرضى و بعض العائلات المقتدرة، و كان المنتوج المستورد مهيمنا على السوق، غير أن عديد العائلات اليوم تتجه نحو التخلص من الأفرشة الصوفية، لأسباب عديدة منها الصحية و تتعلق بمعاناة بعض أفراد العائلة من أمراض المفاصل و مشاكل الحساسية، إلى جانب ما ينجم عن طول فترة استعمال الصوف التي تصبح وسطا لتكاثر الحشرات و الأمراض، في حين بررت إحدى الزبونات اقتناءها لفراش «مطرح» طبي، إلى خفة وزنه، ما يساعدها على حمله عند قيامها بأعمال التنظيف، خاصة و أنها تعاني من تمزق عضلي أسفل الظهر، موضحة بأنها قامت بإعادة تنظيف و خياطة فراشها المصنوع من الصوف مجددا، بغية بيعه و شراء بثمنه فراش طبي، مشيرة إلى أن سعر فراش المصنوع من الصوف «المطرح» الخاص بشخص واحد يقدر بـ 15 ألف دينار، في المقابل يقدر سعر الفراش الصحي ب 7 آلاف دينار، و هو ما اعتبره أحد التجار سببا وجيها دفع عديد العائلات إلى اقتنائها.
الأفرشة الطبية بديلة غير مكلفة للتقليدية
استحسن عدد من الزبائن التقتهم النصر بمحلات الأفرشة الطبية بقسنطينة، نوعية المنتوج المحلي، حيث قال رب أسرة أنه سبق و أن اقتنى فراشا «ماطلة» لشخصين منذ نحو 8 سنوات، جزائري الصنع، لمنتج من قسنطينة، و كان حينها متخوفا من نوعيته، لعدم ثقته في كل ما يصنع محليا، غير أنه و بعد استعماله استحسنه ، فهو لا يزال محافظا على شكله و سمكه، ما جعله يقرر شراء أفرشة من ذات النوع لأبنائه الثلاثة، و كذا وسائد، مشيرا إلى أنه لاحظ زيادة في الأسعار، تفوق ألفي دينار، أرجعها إلى توجه الكثيرين نحو هذا النوع من الأفرشة، لما تتيحه من راحة جسدية، خاصة لأولئك الذين يعانون من آلام في الظهر و الرقبة.
و أكدت شابة مقبلة على الزواج، وجدناه تهم بالخروج من أحد المحلات، بعد اقتنائها ثلاثة أفرشة طبية، و 6 وسائد، بأنها قررت التخلي عن فراش الصوف في جهازها، و استبداله بالطبي، لعدة أسباب، أولها أنه تحول إلى موضة يواكب الديكور العصري، و يضفي جمالية على فراش الغرفة، نظرا لمقاساته المضبوطة و استواء سطحه، السبب الثاني هو سهولة استعماله و حمله و توفره على شروط صحية تضمن راحة مستعمليه، إلى جانب السعر، قائلة بأنها اقتنت الوسادة الواحدة بـ 800 دينار، و الفراش الواحد «المطرح» ب 7200 دينار .
تغير نمط العيش و ديكور المنازل حتم مواكبة العصر
و أكدت سيدة، بأن تغير نمط العيش و ديكور المنازل، حتم مواكبة العصر، حيث وجدت نفسها مجبرة، بعد انتقالها إلى منزل جديد، على مواكبة ديكور الأفرشة العصرية التي تحتم استعمال الأفرشة و الوسادات الطبية، نظرا لمقاساتها المضبوطة و شكلها الذي يتماشى و نوع الأغطية، كما أنها توفر الجهد و المال و تباع جاهزة ، خلافا لأفرشة الصوف «مطارح الصوف»، التي أصبحت أكثر تكلفة، كما تتطلب بذل جهد لإنجازها، بدءا بغسل الصوف و اقتناء الأغلفة و البحث عن مختص لحشوها و خياطتها، مقابل نحو ألفين دينار، للفراش الواحد، كما أنها ثقيلة و تتطلب جهدا لحملها، و تستدعي، كما قالت المتحدثة، التنظيف الدوري، لتفادي تكاثر الحشرات بداخلها، مشيرة إلى أن ضيق الشقق و عدم توفر فضاءات بها، لغسل و تجفيف الصوف، حتما عليها البحث عن بدائل تتماشى و طبيعة السكن.
و قد أشار تاجر في هذا السياق، إلى أنه غالبا ما يلجأ المرحلون الجدد، إلى تغيير الفراش المصنوع من الصوف بآخر صحي.
مواقع التواصل ساهمت في زيادة رواجها
موضة الأفرشة العصرية وراء زيادة الطلب على الأفرشة الطبية
ساهمت مواقع التواصل في انتشار ثقافة استعمال الفراش الطبي، أعطى إشارة انطلاقها و انتشارها أصحاب محلات الأفرشة العصرية، الذين يعتمدون على هذا النوع من الفراش في عرض أغطية الصالون، و روجت له شابات مقبلات على الزواج، لمواكبة موضة الأفرشة العصرية، من خلال مجموعات فايسبوكية خاصة بتجهيز العرائس و تأثيث المنازل، ما أثر أيضا على ربات البيوت الراغبات في إضفاء ديكور عصري على شققهن، و قد استغل ذلك تجار في الترويج لسلعتهم من خلال تركيزهم على نشر إعلانات مغرية، بخصوص الأسعار و ضمان جودة المنتوج، حيث جاء في أحد المنشورات»5500 دينار ماطلة بلاصة، وبضمان 100/100 نوعية أفضل»، و ترفق المنشورات بصور المنتوج.
زيادة الطلب قابله انتشار علامات تجارية محلية، منها التي فرضت مكانتها في السوق، و تمكنت من كسب ثقة الزبون بفضل جودتها، و بسعر وصفه الكثيرون بالمعقول، مقارنة بسعر المستورد، غير أنه بدأ في الارتفاع منذ الأزمة الوبائية، بنسبة قدرها منتجون و تجار بأكثر من 40 بالمئة، حيث بلغ سعر فراش «ماطلة» لشخص واحد ب 7 آلاف و 200 دينار، بعد أن كان 5 آلاف دينار.
و أكد التاجر محمد بأن الأسعار تختلف، حسب النوعية و كثافة الحشو، حيث يبلغ سعر فراش «مطرح « من نوع 55/1.80 م، ب 7 آلاف دينار فما فوق، و يزيد السعر كلما زاد مقاس الفراش، حيث يصل فراش «ماطلة» من نوع 90/ 1.9 متر، إلى 9 آلاف دينار ، فيما يقدر سعر الأغطية الخاصة بالفراش التي تمنع تسرب المياه ب 1200 دينار، و يقدر سعر وسادة طبية ب 1200 دينار.
و قال التاجر سفيان قوميدة ، بخصوص سعر فراش لشخصين، بأنه يختلف حسب المقاسات، و يبدأ من 13000 دينار و يصل إلى 2900 دينار، و يختلف حسب كثافة حشو، و يوجد نوعان من الحشو، الأول يعرف ب» دي 30» و هو الأفضل إذ يدل على كثافة الحشو ، و بالتالي ضمان جودة المنتوج و طول مدة استعماله، خلافا لفراش «دي 25» الذي يحتوي على كثافة أقل للحشو، أو ما يعرف ب، «لاموس»، كما تستعمل كل جهة، حسب الفصل، حيث تخصص جهة لفصل الصيف و الثانية للشتاء.
المنتج المحلي لصناعة الفراش الطبي محفوظ قرايني
مشكل الثقة في المنتوج المحلي للأفرشة لم يعد مطروحا
* مغـــــتربون يرسلون طلبيات لشراء أفرشة جزائرية الصنــــع
يعد السيد محفوظ قرايني، من المنتجين المحليين بولاية قسنطينة، الذين استطاعوا أن يوسعوا دائرة إنتاجهم للفراش الطبي، حيث لم يعد منتوجه منحصرا، كما قال للنصر، في حدود ولاية قسنطينة و ما جاورها من مدن، بل تعداها ليشمل ربوع الوطن، بتغطية طلبيات الفنادق، و كذا المستشفيات الجامعية، و آخر طلبية وصلته تخص مستشفى قسنطينة الجامعي، و يعتزم الشروع في إنتاج 200 فراش «ماطلة».
كما أن مغتربين يقصدون مصنعه، خصيصا لاقتناء أفرشة جزائرية الصنع، لاستعمالها في البلد الذي يقيمون به، بعد تجريبها و التأكد من جودتها، سواء ما تعلق بالوسائد أو الأفرشة، و منهم من يتصل به هاتفيا لتقديم طلبيته، ليستلمها بعد فترة وجيزة.
و أوضح المتحدث بأن مشكل الثقة في المنتوج المحلي، لم يعد مطروحا بالحدة التي كان عليها في سنوات ماضية، إذ تمكن مستثمرون محليون ، من فرض منطق منتوجهم بتركيزهم على معيار الجودة، ما عدا فئة قليلة من الزبائن لا تزال تفضل المنتج الأجنبي، و هو ما استغله بعض المنتجين الذين أصبحوا يضعون صورا لأعلام دولة أجنبية على بطاقة المنتوج المحلي، لإيهام الزبائن بأنه أجنبي، لسهولة بيعه، حسبهم.
و بخصوص المادة الأولية، قال السيد محفوظ قرايني، أنه يعتمد على نوعية رفيعة يستوردها من الصين و بلجيكا، مؤكدا بأنه يحرص على جودتها، لضمان منتوج جيد، يستطيع أن ينافس في السوق، في ظل تضاعف، حسبه، عدد المنتجين في هذا المجال، و كذا ليحافظ على سمعته، فقد دخل هذا المجال منذ 15 سنة، مضيفا بأنه لم يتمكن من تلبية العدد القياسي من الطلبيات التي تصله، و ذلك بسبب ضيق المكان الذي حال دون استعمال كل الآلات التي قام باستيرادها و التي تسهل العملية الإنتاجية، و تضمن منتوج أكبر في وقت أقل. و يسعى المتحدث إلى توسيع استثماره، للتمكن من إنتاج كمية كافية و بلوغ مرحلة التخزين، مختتما حديثه مع النصر، بالتطرق إلى الزيادات المفروضة في الأسعار في الآونة الأخيرة ، و توضيح إذا كانت مرتبطة بحجم الطلب أم لا، فأكد بأن الزيادات شملت مختلف المواد الأولية التي تدخل في صناعة الفراش الطبي، بنسبة قدرها بـ 60 بالمئة.
أ ب