أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
rالجزائر تسعى لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والعربية rمشاريع مع ايطاليا في الميكانيك والسيارات والبواخر
rالجزائر ستقتطع حصتها في السوق الإفريقية rنحو انضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس”
أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تسجيل اكتشافات كبرى من النفط والغاز سيتم الإعلان عنها قريبا، مشيرا إلى استرجاع الجزائر قدراتها الطاقوية، كما شدد على مواصلة المشاريع السكنية الاجتماعية، مع سعي الجزائر لجذب الاستثمارات الأجنبية، بالنظر إلى الفرص المتوفرة عبر كافة التراب الوطني، والعمل من أجل عودة الجزائر إلى العمق الإفريقي.
تطرق رئيس الجمهورية في اللقاء الإعلامي الدوري الذي بث ليلة أمس الأول، إلى عدة ملفات، من بينها المجال الاقتصادي، فكشف عن اتخاذ إجراءات لرفع من قيمة الدينار. وألح الرئيس عبد المجيد تبون، في حديثه عن الشق الاقتصادي على أهمية القارة الإفريقية وعودة الجزائر إلى العمق الإفريقي، قائلا «من غير المعقول أن لا يكون للجزائر خط جوي مباشر مع لاغوس وجنوب إفريقيا مثلا»، وثمن الرئيس في المقابل الاهتمام المتزايد لرجال الأعمال الجزائريين بالأسواق الإفريقية.
وأكد رئيس الجمهورية، سعي الجزائر المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية، بالنظر إلى الفرص المتوفرة عبر كافة التراب الوطني. وأوضح الرئيس تبون، أن الجزائر تسعى إلى جذب الاستثمارات من الدول الشقيقة و الصديقة كقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية و تلك التي تعد حليفا استراتيجيا كإيطاليا وغيرها.
وأوضح أن الجزائر تربطها «علاقة تاريخية بتركيا، دون وجود أي إشكاليات»، مما يشجع على السعي لجذب المزيد من الاستثمارات. وأشار بهذا الخصوص، إلى أن تركيا تعد أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر من خلال عدة مشاريع على غرار مركب الحديد والصلب في وهران الذي تضاعف إنتاجه وأصبح يصدر للخارج، بالإضافة إلى الاستثمار في الملابس والنسيج وفي الصناعات الخفيفة والمتوسطة.
كما تحدث الرئيس عن العلاقات مع ايطاليا، التي قال إنها تظل «الحليف ذي البعد الاستراتيجي» باعتبارها الدولة الأولى في أوروبا بالنسبة للعلاقات الاقتصادية مع الجزائر. وتابع: «منذ بداية حرب التحرير لم نسجل أي مشكل أو نزاع أو سوء تفاهم مع ايطاليا، وكلما مرت الجزائر بظروف صعبة لم تجد سندا قويا إلا ايطاليا، في كل الظروف، حتى في المأساة الوطنية». منوها بالمواقف المحترمة لايطاليا إزاء الأزمات التي عرفتها الجزائر، وقال في هذا الصدد «بعد حادثة اختطاف الطائرة سنة 1994 قاطعتنا كل شركات الطيران الأوروبية إلا شركة الخطوط الجوية الإيطالية».
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن «المستثمرين الايطاليين تتوفر فيهم النية الحسنة وهم يعملون في صمت»، مؤكدا وجود مئات الشركات الايطالية التي تشتغل في الجزائر وكذا توجه لتعميق العلاقات مع الشريك الايطالي، من خلال الدخول في مرحلة الإنتاج المشترك، والسعي لإنشاء شراكات في عدة مجالات منها الميكانيك والسيارات والبواخر والمطاحن وقطاع الدفاع الوطني من خلال مشاريع في مجال تركيب التجهيزات.
القمح أصبح سلاحا فتاكا
وبخصوص قطاع الفلاحة، أكد الرئيس أن «القطاع يشهد حاليا إعادة هيكلة, حيث تحسنت الأمور هذه السنة نوعا ما ب7 إلى 10 بالمائة ونتمنى أن نصل السنة المقبلة إلى تحسن ب50 إلى 60 بالمائة, مقارنة بالضعف المسجل اليوم». وأضاف رئيس الجمهورية أن الشروط الضرورية لتحقيق هذا الهدف موجودة من وفرة أراضي ومياه, «ولا يتبقى سوى العمل».
وفي رده على سؤال حول قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، يرى الرئيس تبون أن الجزائر بإمكانها تحقيق ذلك في بعض المواد على غرار القمح الصلب والشعير، مبرزا أنه لا توجد أي دولة في العالم حققت اكتفاء ذاتيا كليا. ولفت إلى وجود عاملين رئيسيين حالا دون نهضة قطاع الفلاحة في البلاد، وهما نظرة المجتمع للفلاحة كمهنة اجتماعية وليست كنشاط منتج وفعال في الاقتصاد، إضافة إلى التأخر المسجل من الناحية التقنية بسبب الاعتماد على الممارسات التقليدية وبعض الأساليب السلبية في الإنتاج.
وعليه، فقد شرع القطاع في عملية إعادة نظر في تسييره: «شرعنا في إعادة الهيكلة بالنظر إلى الظروف الحالية التي حتمت علينا مراجعة أنفسنا, لأنه جاء وقت أصبح فيه القمح سلاحا فتاكا».
وفي قطاع السكن, لفت الرئيس تبون إلى مواصلة العمل بنفس الصيغ المعتمدة حاليا مع إمكانية اقتراح وزارة السكن على الحكومة صيغة جديدة, وذلك في إطار مواصلة المساعي للقضاء نهائيا على أزمة السكن في الجزائر «صونا لكرامة الجزائريين», وتابع بالقول: «لا نريد لجزائر الشهداء أن يقطن أبناؤها في السكنات الهشة». مذكرا بتسليم أزيد من 3.5 مليون وحدة منذ 2013. كما ستواصل الدولة برامجها السكنية في مختلف الصيغ, بما في ذلك السكن الاجتماعي, و لفت إلى أن الجهود المسجلة في هذا المجال توجت بخفض سن الاستفادة من السكن بشكل محسوس. وصرح بالقول : «نستمر في هذا العمل حتى يتمكن كل طالب سكن من الاستفادة من سكنه في غضون 6 أشهر إلى سنة». وأعرب عن أسفه من أن جهود القضاء على السكنات الهشة تقابل باحتلال بعض المواطنين بتواطؤ من مسؤولين, متعهدا بالقضاء نهائيا على هذه الظاهرة.
اكتشافات كبرى للنفط والغاز
وبخصوص قطاع الطاقة، أشاد الرئيس تبون بالجهود التي تبذلها شركة «سوناطراك» التي تمكنت من استرجاع القدرات الطاقوية للجزائر. ولفت إلى أن بعض الحقول النفطية كانت تشهد مستويات إنتاج ضعيفة على الرغم من قدراتها الكبيرة، وهو ما يشير إلى «عدم وجود الرغبة في التنقيب أو وجود رغبة في دفع الجزائر إلى التقهقر»، مضيفًا أنه من الممكن أن تكون هذه الأمور مدبرة. وقال: «اليوم وبفضل الروح الوطنية العالية وإرادة عمال سوناطراك، الذين أحييهم من الإطارات إلى أبسط عامل على ما يقومون به، استرجعت الجزائر قدراتها الطاقوية». وأضاف أن هناك «اكتشافات كبرى قادمة -بما في ذلك بمنطقة خنشلة- وفي عرض البحر الذي لم يشرع في استغلاله أصلًا».
كما وصف الرئيس عبد المجيد تبون، مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري بأنه عمل أفريقي عملاق. وقال إن الجزائر تسعى إلى إطلاق العديد من المشروعات من أجل تحقيق التكامل مع دول أفريقيا، مشددًا على ضرورة الانفتاح على دول القارة السمراء. وأشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر تتطلع إلى مد أفريقيا بالكهرباء وإقامة مشروعات سكك حديدية تربط الدول الأفريقية التي ليست لديها سواحل بالحوض المتوسط.
وأبرز سعي الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي, لاسيما من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق العديد من مشاريع التكامل الإفريقي الهامة, على غرار أنبوب الغاز العابر للصحراء ومشاريع أخرى, معتبرا أن «الجزائر مصيرها إفريقي وامتدادها إفريقي».
وأبدى الرئيس تبون اهتمام الجزائر بالالتحاق بمجموعة «بريكس» التي تضم عدة دول من بينها الصين، روسيا وجنوب إفريقيا، وقال بهذا الخصوص، إن الجزائر تتوفر بنسبة كبيرة على الشروط التي تمكنها من الالتحاق بالمجموعة. وأوضح أن «هناك شروط اقتصادية للالتحاق بمجموعة بريكس، أظن أنها تتوفر بنسبة كبيرة في الجزائر».
ورد رئيس الجمهورية عن سؤال حول ما إذا كان للجزائر رغبة في الالتحاق بهذه المجموعة، بالقول : «ممكن، لن نستبق الأحداث، لكن إن شاء الله تكون هنالك أخبار سارة». وأضاف بأن مجموعة البريكس تهم الجزائر بالنظر لكونها «قوة اقتصادية وسياسية». كما أن الالتحاق بهذه المجموعة سيبعد الجزائر التي تعتبر «رائدة في عدم الانحياز» عن «تجاذب
القطبين». ع سمير