الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يعتبر صالح قيوس بن موسى من بين المجاهدين الذين حملوا السلاح بالجهة الغربية من جيجل خلال ثورة التحرير المجيدة، وقد بدأ نشاطه قبل مؤتمر الصومام بجمع الأموال لجيش التحرير الوطني وصولا لحمل السلاح والانخراط في العمل العسكري، كما يتذكر في لقاء بالنصر محطات وتفاصيل لكفاح أبناء الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، وبطولات فردية وجماعية للمجاهدين بإقليم الجهة الغربية.
كـريم طويل
المجاهد صالح قيوس بن موسى، الملقب سابقا “قاوس”، من مواليد 8 مارس 1932، وقد التحق بالثورة سنة 1956، لكن قبل ذلك، كان يقوم مع شقيقه بجمع الاشتراكات للمجاهدين في الجزائر العاصمة عندما كان والده مسؤولا في التنظيم، قبل أن يعودا إلى جيجل أرض الأجداد، لكن السلطات الاستعمارية سمعت بنشاطهما، وتمت محاكمة صالح قيوس غيابيا في أول مرة بستة أشهر حبس، وبعدها تم تسليط عقوبة بالإعدام ضده.
من جمع الأموال إلى حمل السلاح بأعالي جبال جيجل
وبعد مؤتمر الصومام سنة 1956 أصبح النشاط الثوري منظما إداريا، فالتحق صالح قيوس بالثورة كمسبل وكان يتنقل من سوق الاثنين إلى منطقة كسير ضمن الناحية الأولى والمنطقة الأولى والولاية الثانية، للقيام بمهمات تكون أحيانا مع مجموعة من المجاهدين ومرات أخرى بمفرده.
وتابع محدثنا أن المجاهدين كانوا بمثابة إخوة وتجمعهم علاقة صداقة، حيث يتقاسمون كل شيء مع بعضهم البعض، حتى أنه قام في إحدى المرات بمنح لباسه لمرافقه، قبل أن يعلق قائلا “المحبة بيننا كانت عفوية”.
وعرج عمي صالح للحديث عن التضامن بين الشعب الجزائري وخوفه على الثوار، حيث تابع بالقول “في مرة كنا بمنطقة تيغلادان بجوار جبل سيدي صالح بإراقن سويسي، وبعد وقوع حصار، قامت سيدة بإخفائي داخل إسطبل لتربية الأبقار، وقامت بوضع روث الأبقار (..) الشعب كله جاهد”، كما تطرق محدثنا إلى المساعدات التي قدمها أبناء منطقة بني قايد، وعائلات من منطقة الطوافرة، ومن هذه المساعدات منتوجات فلاحية.
معركة موقوفة خير شاهد على بطولات المجاهدين
ويستذكر المجاهد، العديد من الأسماء التي حملت السلاح معه، ويعود بنا إلى معركة “موقوفة” في أكتوبر 1961 بمنطقة العوانة بجيجل، والتي استشهد فيها ما يقارب سبعة مجاهدين، فيما تم اعتقال عشرة آخرين، مع قتل 51 فردا من ضباط وجنود المستعمر، وأضاف المجاهد “كان هناك حصار للقسم الأول من قبل القوات الفرنسية، وقمنا بالانسحاب من مقره وصولا إلى منطقة بوغولة، بفضل الحنكة”.
وتبعا لتعليمات المسؤول العسكري في تنظيم الثورة بالمنطقة، تحرك صالح قيوس ضمن حوالي 72 مجاهدا، لكن الجيش الفرنسي كشف أمرهم، فأعطيت تعليمات لهم بضرورة الخروج بالقوة والمواجهة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث استعمل الثوار سلاح “ماغ 52”، وقام المجاهد الملقب “الدزيري” باختيار منطقة علوية لاستهداف العدو الذي تم إرعابه فانسحب نحو أحد الوديان القريبة.
ويتابع محدثنا أن طائرات الجيش الفرنسي اكتشفت بعد ذلك مكان المجاهدين، ليتحول الأمر إلى معـركة حقيقية، الجميع كان مكشوفا فيها من كلا الطرفيين، قبل أن ينسحب رفقة “عمار بن بعوش”، باتجاه منطقة “أغزر”، وقد استشهد العديد من المجاهدين بينهم علي عربيد وابن عمه رابح، وعبد الرحمان بوحيرد، فيما تم قتل جنود المستعمر، والجميل في تلك التفاصيل، بأن سكان المنطقة قاموا بإخفاء سلاح “ماغ 52”، يقول عمي صالح.
كمين دار بن حناش... حين تفوقت المجموعة عن الكتيبة
وعرج المجاهد للحديث عن كمين “دار بن حناش” في صيف 1961، والذي يعتبر من بين الكمائن الناجحة، أين تم ترصد سيارات “جيب” التابعة للجيش الفرنسي، والتي تقوم بنقل المراسلات الهامة، وبعد تحديد التوقيت، أعدت مجموعة صغيرة العدد كمينا وخلاله استشهد المجاهد “لخضر” بالخطأ، كونه تنقل لجلب السلاح من المركبتين من دون الحصول على الضوء الأخضر، وبعدها تم أخذ أسلحة مختلفة.
وتم عقب ذلك اتخاذ خطة غير متوقعة للهروب، بدل التوجه إلى أعالي الجبل، حيث تنقل المجاهدون إلى الأسفل باتجاه منطقة “دي قايي” في الحدود الغربية، ثم إلى منطقة “الطوافرة”، وخلال ذلك وجدوا فصيلة من المجاهدين التابعين للقسم الأول من الناحية الثانية، وهناك تفاجأ القائد المجاهد “لكحل” من المهمة الصعبة التي قاموا بها، بالنظر إلى عددهم القليل وتمكنهم رغم ذلك من تنفيذ مهمة كهذه. وقد تنقل الثوار بعدها إلى أعالي جبال بوحنش، بعدما نفذوا تلك العملية التي اعتبرت نوعية وكان لها صدى وسط المجاهدين.
رفع العلم الجزائري وسط المحتشد
ويتذكر المجاهد صالح قيوس، بأنه مع الفاتح من شهر نوفمبر 1961، قرر مع رفقائه القيام برفع العلم الوطني وسط المحتشد ونزع العلم الفرنسي، مهما كان الثمن، وقال “امتلكنا شجاعة كبيرة، لقد دخلنا ضمن أربعة أشخاص، ومعي المحفوظ قياس، مسعود شكيرد “القاطو”، وجمال أعراب، ودخلنا بالعلم ليلا دون أن ينتبه لنا أفراد الحراسة. هناك وجدنا سلسلة العلم محكمة، وبالرغم من الضجيج الذي تحدثه إلا أن جنود المستعمر لم يبدوا أي حركة، وقمنا برفع الراية لننسحب بعدها وفي الصباح، عند قدوم الفرنسيين لرفع العلم الفرنسي تفاجأوا بالراية الجزائرية شامخة”.
عمي صالح تحدث أيضا عن تفاصيل اختفاء والده الشهيد علي قيوس “السعيد بن موسى”، حيث يرجح أن يكون استشهد خلال كمين بمنطقة عمالة، أين قام جيش المستدمر بمحاصرتهم، وتابع قائلا “في ذلك الكمين قمنا ليلا بتفقد المكان، وكنا نسير ببطء. بحثنا عن جثة والدي والمصابين مطولا، وقد وجدنا جثة الشهيد الطاهر جلاط فقط، ولم نعثر على مكان والدي، حيث اختلفت الروايات حول مكانه، وبعد سنة 1962، قال لنا أسرى كانوا بمعتقل الجرف بولاية برج بوعريريج، إنه كان معتقلا معهم، لكن لحد اليوم لا نعرف أين دفن ومكان تواجده”.
عمليات فردية رفعت من المعنويات
ويروي المجاهد صالح، بطولات مجاهدين وأعمالا فردية، تعكس الشجاعة والجرأة وروح المبادرة التي أثـرت على المستعمر الفرنسي، من بينها ما قام به المجاهد “محمد بابور” بالاختباء ليلا بجوار المحتشد بقاع الجبل، حيث تسلل صباحا داخل حافلة لنقل المسافرين وسط المدنيين، ليقوم بقتل عسكري فرنسي والفرار من جوار أفراد الجيش الفرنسي من دون القبض عليه.
وحسب عمي صالح، فإن المجاهد محمد خطط للعملية بمفرده، كما تحدث عن عمليات فردية أخرى للمجاهدين الكوبتير” و”الرشيد بلحاج”، وتوقيفهم عن العمل بسبب عملية قاما بها، من دون أخذ السلاح منهم، ليقوما بعدها، بالتوجه إلى منطقة العسى بالكاريار، ومباغتة الجنود الحراس وقتلهم وأخذ السلاح. ودعا المجاهد صالح قيوس شباب اليوم إلى حمل المشعل ومواصلة الحفاظ عن الوطن وبناء الجزائر المستقلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد.
ك.ط