أعلنت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، اليوم الأربعاء، في بيان لها، عن تأجيل الرحلة البحرية المرتقبة غدا الخميس من الجزائر العاصمة نحو...
* إطلاق إنجاز 1.4 مليون وحدة سكنية عدل «3» قريباأعلن وزير السكن العمران و المدينة، محمد طارق بلعريبي، أمس الثلاثاء عن إطلاق برنامج سكني، جديد في...
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر...
* مهلة شهر لكل الهيئات الحكومية والمؤسسات لإثراء المشروع سلمت لجنة الخبراء المكلفة من قبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بإعداد مشروعي...
رافع الكاتب والروائي، أمين الزاوي، أمس، من أجل دعم الكتابة بجميع اللغات وبالأخص المحلية منها، مشيدا بدسترة اللغة الأمازيغية، لتساهم في إثراء الساحة الأدبية بالأعمال والإبداعات النوعية، مدافعا عن الاختلاف بغض النظر عن اللغة التي يكتب بها الكاتب، مستشهدا بمقولة كاتب ياسين: « أكتب باللغة الفرنسية لأقول للفرنسيين أنا جزائري».
وأشاد الزاوي خلال عرض مسيرته الأدبية على مدار 40 سنة، في اللقاء الذي نظمته مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بالتنسيق مع صالون نادية نواصر الأدبي، بقاعة المحاضرات للمسرح الجهوي عزالدين مجوبي، بتجارب كتاب جزائريين شباب، مستدلا بتجربة الكاتبة الشابة (سارة ريفنس) التي تحتل المرتبة 20 عالميا لأكثر الروايات مبيعا عبر العالم على منصة أمازون، ويعتقد البعض حسب الزاوي، بأنها تقيم في باريس، وهي في الحقيقة متواجدة في الجزائر و تشتغل في مؤسسة تابعة لقطاع الرياضة، واعتبرها نموذجا للطاقات الرهيبة التي تزخر بها الجزائر في الكتابة وبجميع اللغات سواء العربية، الفرنسية، والإنجليزية.
وأكد الزاوي بأن الأدب الجزائري له خصائص، بتفكير شمال إفريقي، وأمازيغي له إيقاع يختلف عن المشارقة، الذين يكتبون بنوع من الإنشاء واللغة الفائضة، في حين نكتب نحن بجمل منحوتة لها طابعها و مدلولها. وأضاف بالقول « نحن نكتب بعقلية جزائرية تقبل الاختلاف وتحارب التطرف في المجال الثقافي والأدبي».
وللبرهان على الثراء والتنوع في الثقافة الجزائرية ضرب الزاوي مثالا بتاريخ اتحاد الكتاب منذ تأسيسه، من طرف أسماء لامعة في مقدمتهم مولود معمري، كاتب ياسين، مفدي زكريا، يكتبون بالعربية والفرنسية والأمازيغية، أسسوا لجائزة سنة 1963 سميت آنذاك « جائزة الدولة للأدب» والتي خصص لها الرئيس الراحل بن بلة، قيمة مالية عالية قدرت بخمسة ملايين سنتيم حينها، وفاز بها مناصفة محمد ديب القريب من الفكر الشيوعي، ومحمد العيد آل خليفة المنتمي لجمعية العلماء المسلمين، وهو ما يترجم ثراء المشهد الثقافي، بغض النظر عن الاختلاف أو التوجهات، وهو ما يستوجب إعادة ذلك المجد الذي يحمل قيم الاحترام والدفاع عن القيم الكبرى للإنسان، ومكانة الشعر، والأدب والمسرح والسينما.
وتطرق الزاوي إلى مساره الأدبي الذي انطلق قبل 40 سنة بنشر أول كتاب سنة 1983 ويتعلق الأمر بمجموعة قصصية بعنوان (ويجيء الموج امتدادا)، وقال إنه يحاول قراءة التغيرات التي وقعت في هذه المسيرة، والكاتب في نظره هو من يراجع يمزق ويُعيد، كل الكتاب عند إنهاء عمل ما، ويخلص إلى القول: «هذا هو النص المؤسس لتجربتي، وهذا هو مسار الكتابة» .
كما تحدث عن بدايته مع الكتاب والكتابة، والتي كانت في الرابعة ابتدائي، ليروي ما وقع معه « كنت من التلاميذ المجتهدين وفي نهاية السنة الدراسية، قُدمت لنا جوائز التفوق حسب العمر، حصلت على جائزة من أستاذ اللغة الفرنسية، وهي عبارة عن قصة للكاتب الفرنسي (ألفونس دودي) وهو من كبار الأدباء الكلاسيكيين الفرنسيين والعالميين، قرأت تلك القصة في العطلة وكنت سعيدا بها بعد أن أضفتها إلى مكتبة والدي المكونة من كتب القرآن الكريم و الحديث وشعرت حينها أني ساهمت في تلك المكتبة، هذه اللحظة غرست في حافزا لأكتب قصص أمي، التي كانت ترويها لنا، واعتبرتها أفضل من القصص التي رواها الكاتب (ألفونس دودي)، وهي بمثابة الدافع و الانطلاقة في مشواري مع الكتابة. وتطرق أمين الزاوي إلى كتابه « العقل الحافي» الصادر عن دار خيال، والذي اشتغل عليه نحو 10 سنوات متتالية، فهو يتحدث عن أعطاب العقل الجزائري، ما هي مُشكلة العقل الجزائري، فقد حددها بأن (العقل الجزائري) لم يحسم علاقته بشكل جيد مع الماضي، والآخر، واللغات الأجنبية، والفرق بين الدين والتدين، وكذا حضور المرأة كقوة اقتصادية وثقافية وإبداعية.
وذكر الزاوي، بأن روايته «شوينغوم» وصلت للطبعة الرابعة، 1500 نسخة في كل طبعة، ما يعطي الانطباع بأن الجزائري يحب القراءة، يقول هو ما يحفزني على تطوير مشروع الرواية التي أكتب بها بعد أن بلغ عدد إصداراته 30 رواية باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة للكتب الفكرية.
وفي نهاية العرض الذي قدمه أمين الزاوي حول مسيرته مع الكتابة طيلة 40 سنة، فُتح المجال للنقاش الذي أداره الكاتب جمال فوغالي.
حسين دريدح