أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
مكالمات مجهولة أبلغتنا بوفاة أبنائنا غرقا في تركيا
لا تزال عائلات قسنطينية تنتظر كشف مصير أبنائها، بعد أن راجت أنباء عن غرق عدد منهم أثناء محاولتهم بلوغ القارة الأوروبية عبر بوابة تركيا بحر الأسبوع المنصرم، مطالبين بتدخل الدبلوماسية الجزائرية .
حيث تعيش عائلات غادر أبناؤها نهاية الشهر الماضي نحو تركيا من أجل «الحرقة» نحو البلدان الأوربية، حالة من الصدمة بعد سماع أنباء عن وفاتهم غرقا أثناء محاولتهم اجتياز بحر «ايجا» نحو اليونان، و ذلك عقب تلقيهم لاتصالات هاتفية من قبل أشخاص أكدوا لهم فيها أن أبناءهم لقوا حتفهم في رحلة انطلقت من سواحل مدينة إزمير التركية، على متن قوارب صيد صغيرة فجر الثلاثاء الماضي، و هي الأنباء التي لم تتأكد بصفة رسمية لحد الساعة، خصوصا و أن أبناءهم لا يحملون أية وثائق، و لا يمكن تحديد هوياتهم بسهولة.
أفراد عائلتي شابين مفقودين منذ منتصف الأسبوع الماضي بتركيا ، و يتعلق الأمر بعائلة عبد الرزاق مكيو المدعو مخلوف القاطن بحي الزيادية، و كذا بوبشير عبد الحق القاطن بالوحدة الجوارية 16 بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث أكد من تحدثنا إليهم أن الغموض يكتنف حالة ابنيهما وأنهم تلقوا مكالمات من مجهولين و مرافقين لهما يخبرونهم بوفاة ابنيهما ، وما عزز الشكوك هو انقطاع الاتصال بالشابين في وقت تضاربت الأنباء حول شبان آخرين لا زالوا في عداد المفقودين و يكتنف الغموض مصيرهم.
عائلة مخلوف تلقت خبر الوفاة من الجيران
و أكّدت والدة مخلوف ، 28 سنة، التي استقبلتنا بمنزلها، أمس الأحد، أن بعض الجيران و أصدقاء ابنها أكدوا لها الأربعاء الماضي أن مخلوف توفي غرقا، بعد أن كان على متن قارب رفقة عدد من المهاجرين بتركيا، و هو الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة، مضيفة أن شابا آخر ينحدر من حي الأمير عبد القادر المعروف محليا بالفوبور كان رفقة ابنها، و قد اتصل بها ليخبرها أن مخلوف توفي رفقة عدد من الشباب الآخرين، دون أن يقدم أية معلومة أخرى أو تفاصيل عن الحادثة و الظروف التي أحاطت بالرحلة المذكورة.
وقد سعت العائلة للوصول إلى الحقيقة من خلال إيفاد ثلاثة شبان من الحي للتقصي بتركيا التي سافروا إليها الخميس الماضي، قبل أن يصلوا في اليوم الموالي إلى مدينة ازمير مقصد الحراقة النازحين السوريين و العراقيين غرب تركيا، موضحة أن المعنيين لم يتمكنوا من الوصول إلى أية نتيجة، و ذلك بعد رفض السلطات التركية السماح لهم بإلقاء نظرة على جثث الضحايا، لعدم حملهم لنفس اسم عائلة الشخص الذي يبحثون عنه، و هو ما أجبر أحد أقربائهم المقيم بفرنسا على التنقل نحو تركيا من أجل التأكد، حيث من المنتظر وصوله في الساعات القليلة القادمة.
مصير عبد الحق لا يزال مجهولا
و طالبت عائلة مكيو بتدخل وزارة الخارجية الجزائرية من أجل الكشف عن مصير ابنها، و إن كان فعلا في عداد الموتى، و بالتالي إعادة جثمانه لدفنه بالجزائر، أو تفنيد هذه الأنباء ، سيما و أن كل الأخبار التي تلقتها لحد الآن كان مصدرها أشخاص مجهولون، حسب والدة مخلوف، التي أكدت أن آخر اتصال بين العائلة و ابنها كان الاثنين الماضي، و ذلك بعد أن دأب على الاتصال بهم يوميا منذ مغادرته للجزائر.
كما كان لنا حديث قصير مع شقيق الشاب عبد الحق بوبشير قرب منزلهم المتواجد بالوحدة الجوارية 16 بالمدينة الجديدة علي منجلي، و ذلك بسبب تحفظ العائلة على الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، غير أنه صرح أن العائلة تلقت اتصالا من قبل شاب أوضح لهم أنه متواجد حاليا بتركيا وكان شاهدا على الحادث الذي أودى بعدد من المهاجرين الجزائريين، بينهم ابنهم عبد الحق البالغ من العمر 19 سنة.
كما أوضح عدد من جيران العائلة أن الحي يعيش على وقع الصدمة، و هو ما دفعهم للتكافل من أجل جمع مبلغ مالي، قصد إيفاد أحد أفراد العائلة لتركيا في محاولة لكشف الحقيقة، و ذلك عقب الإعلان الذي نشرته العائلة الجمعة الماضي بوسط مدينة علي منجلي لطلب المساعدة.
النصر سبق وأن تطرقت لموضوع الهجرة غير الشرعية التي تحركها شبكات تنشط داخل الأحياء لها امتدادات في تركيا واليونان، وتبين من خلال التحقيق أن شبابا من قسنطينة تسللوا في أوساط لاجئين سوريين لدخول دول أوروبية، حيث أن أول حلقة تكون عبر رحلة عادية إلى تركيا قبل التخلص من وثائق الهوية وخوض مغامرة «الحرقة» تحت مسمى لاجئ وعند بلوغ البلد الأوروبي يتم إرسال صور عن الجوازات عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني، وهو ما صعب في مهمة تحديد حالة من يقال أنهم فقدوا في انقلاب القارب، حيث أن المعلومات المتداولة تتعلق بمعطيات يقال أن من نجوا قد قدموها لعائلات من يعدون ضمن الضحايا،رغم أنه لا توجد تأكيدات رسمية بذلك، كما لم يتم نفي وجود جزائريين ضمن حادثة الغرق، لكن الموضوع يظل يشغل الرأي العام المحلي بعد نشر صور شباب يجزم أصدقاؤهم أنهم سافروا إلى اليونان في نفس يوم الحادث أي الثلاثاء الماضي.
عبد الله بودبابة