كشف الأمين العام لوزارة النقل، جمال الدين عبد الغني دريدي، بجيجل أول أمس، عن إسداء تعليمات صارمة لمدراء مختلف الموانئ، من أجل العمل على التسريع في...
شدد الاحتلال الصهيوني حصاره وعدوانه على قطاع غزة خلال شهر رمضان، حيث لم تدخل المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي، مما فاقم...
في إطار محاربة الجريمة المنظمة وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، قامت مفرزة للدرك الوطني إثر عملية بقرية سلام، بلدية باب العسة الحدودية ولاية تلمسان بإقليم...
أشرف الوزير الأول السيد نذير العرباوي، سهرة الأربعاء الماضي، بجامع الجزائر بالمحمدية بالجزائر العاصمة، على حفل ديني بمناسبة إحياء ليلة القدر...
أطلقت السفيرة الأمريكية بالجزائر السيّدة بولاشيك عبارات صحفية ذات مغزى و معنى كبيرا ، تلخّص التقييم الإيجابي للقوة العظمى الأولى في العالم، للوضع العام في بلد مثل الجزائر يواجه تحديات أمنية و اقتصادية متزامنة في محيط إقليمي و عالمي معاد.
السفيرة التي حضرت في الصباح نشاطا لدى منتدى رؤساء المؤسسات بالعاصمة، و في المساء أشرفت على انطلاق الأسبوع الثقافي لبلادها بمدينة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية نهاية الأسبوع، قالت بكل وضوح أنه من المهم للولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى الجزائر دولة مستقرة و مزدهرة، و اعتبرت أنها لا تعاني من أزمة اقتصادية لتوفرها على احتياطات مالية كافية، و أخيرا أشادت بالدور الدبلوماسي الهام الذي تؤديه الجزائر في مفاوضات إحلال السلام بمناطق ساخنة منها مالي و ليبيا.
هذه الشهادة الأمريكية و إن كانت لا تعجب البعض ممن يبتهجون لحدوث الأسوأ، أو بالأحرى ينتظرون سقوط الجزائر و انهيارها سياسيا و اقتصاديا بالاعتماد على الدعم الخارجي، فهي صادرة عن دبلوماسية تمثل دولة عظمى و تعي جيّدا ما تقول و تحترم معايير المجاملة
و الضيافة.
و الواضح أن الأمر لا يتعلق هنا بعبارات مجاملة كان يستدعيها موقف سياسي أو مصلحة اقتصادية، فالسفيرة بولاشيك التي لا تتمالك نفسها عند سماع أغاني الراي الجزائري، أصدرت تقييما إيجابيا للوضع العام في الجزائر، و يبدو أن ذلك لم يعجب بعض الصحافة الجزائرية التي كانت تنتظر تقييما سلبيا كي تفرح به
و تسوّقه غدا إلى الجزائريين في انتظار الأسوأ.
و المفارقة أن السفيرة الأمريكية بدت في مدينة قسنطينة أكثر تفاؤلا على حاضر ومستقبل الجزائر، أكثر من جزائريين نصّبوا أنفسهم أوصياء على مصير الأمة و يبشّرون في خطابهم السياسي و الإعلامي بأن البلاد على حافة الغرق ماليا و اقتصاديا.
الثقة الأمريكية في مستقبل الجزائر لم تتوقف عند الجانب الأمني، و القدرة على مواجهة التهديدات الإرهابية مهما كانت مصادرها، و بالتالي البقاء مستقرة و مزدهرة، بل تعدته إلى الجانب الاقتصادي و المالي، حينما أكدّت أن الجزائر لا تعاني من أزمة اقتصادية لتوفرها على احتياطات مالية كافية.
و يبدو أيضا أن هذا العربون لم يصدر من فراغ، فالوضع السياسي و الاقتصادي مرتبطان في منظور السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، التي تبني مواقفها على معطيات محددة لا مجال فيها للمجاملة
و الصدفة.
السفيرة الأمريكية قالت أكثر من ذلك، عندما عبّرت عن افتخارها و احترامها للسياسة الخارجية للدولة الجزائرية رغم التعارض الواضح في مواقف البلدين، خاصة في القضايا المتعلقة بالعالمين العربي و الإسلامي.
و من شأن زيارة جون كيري إلى الجزائر و التي لم يحدد تاريخها بعد، أن تجدد الرّهان على بلد محوري يساهم في ترميم الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الوصفة الخاطئة لعدد من البلدان.
و هذا لن يكون إلا من بلد ينعم بالأمن و الاستقرار و النمو الاقتصادي.
و لا تجد واشنطن أي حرج في تعبير الجزائر كل مرّة عن مواقفها الدبلوماسية الثابتة من قضايا دولية هامة، مثل طريقة معالجة الإرهاب الدولي و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي تعرف حراكا أمنيا و سياسيا مثل سوريا و اليمن و ليبيا و القضيتين الفلسطينية
و الصحراوية.
و الجزائر لم تقصّر أبدا خلال اللقاءات الدبلوماسية أو في المحافل الدولية ، في جلب انتباه القوى العظمى و على رأسها الولايات المتحدة إلى مسؤولياتها التاريخية أمام الحيف الممارس ضد فئات واسعة من الشعوب المقهورة في قارات أمريكا الجنوبية و آسيا و إفريقيا.
و يبدو أن تحذيرات الجزائر من انقلاب الربيع العربي إلى شتاء طويل قد صدقت. و أن القوى العظمى تعضّ أصابعها اليوم بعدما سقطت على رأسها في مستنقع لا قاع له،حيث منحت بلدانا عربية على طبق من ذهب لجماعات إرهابية نقلت نشاطها إلى قلب أوروبا، كان آخرها اعتداءات بروكسل مقر الإتحاد الأوروبي.
النصر