تنطلق غدا وسط إجراءات مٌشّددة

تعليمات صارمة لمنع الغش و التسريبات في البكالوريا الجزئية
تنطلق، يوم غد الأحد، امتحانات أول بكالوريا جزئية في تاريخ الجزائر، وسط إجراءات صارمة اتخذتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع ولاة الجمهورية و المصالح الأمنية، حيث وُجهت تعليمات مباشرة لمدراء مراكز الإجراء المُوزعة عبر الوطن، بضرورة التحلي باليقظة و منع حدوث أية اختلالات قد تؤدي إلى تكرار التسريبات التي شهدتها بكالوريا ماي 2016.
الامتحانات ستكون في ثماني مواد مسّتها التسريبات و كانت الحكومة قد قررت إعادة إجرائها، لتشمل أزيد من نصف العدد الإجمالي للمترشحين، و يتعلق الأمر بـ 557 ألف مترشح في شعب العلوم التجريبية، الرياضيات، تقني رياضي، تسيير و اقتصاد و اللغات الأجنبية، يمتحنون غدا بـ 2072 مركز إجراء موزع عبر الوطن، و وفق الرزنامة التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية، حيث تدوم الامتحانات خمسة أيام و تنطلق في الساعة التاسعة صباحا، ثم في الواحدة زوالا إلى غاية الرابعة مساء، مع الحفاظ على مدة الإجراء ذاتها.
و سيمتحن في اليوم الأول مترشحو الشعب المذكورة باستثناء التسيير و الاقتصاد، في مادة التاريخ و الجغرافيا صباحا ثم جميعهم، ما عدا مترشحي اللغات الأجنبية، في الانجليزية مساء، أما اليوم الثاني فسيجرى خلاله امتحان مادة الرياضيات بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية فقط، و مساء اختبار التاريخ و الجغرافيا لمترشحي تسيير و اقتصاد، كما سيُعاد في اليوم الثالث امتحانا الفلسفة ثم اللغة الفرنسية بالنسبة لمترشحي جميع الشعب المذكورة ما عدا اللغات الأجنبية، فيما يُخصص اليومان الرابع و الخامس لاختباري علوم الطبيعة و الحياة و العلوم الفيزيائية، على التوالي، لفائدة ممتحني شعبة العلوم التجريبية التي شملتها أكثر التسريبات.
و لمنع تكرار سيناريو تسريبات “الفايسبوك” التي عرفتها بكالوريا ماي 2016 و تورط فيها مفتشا تربية و إطار و عون بالديوان الوطني للامتحانات و المسابقات، وجّه ولاة الجمهورية تعليمات لمدراء مراكز الإجراء بضرورة التحلي باليقظة و الصرامة، كما أسندت مهمة إعداد الأسئلة و طباعتها و نقلها إلى مديريات التربية ثم مراكز الإجراء، لفريق جديد ينتمي إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات.
و في قسنطينة اجتمع الوالي باللجنة الأمنية الموسعة التي أوكل لها مهمة التحضير لامتحان البكالوريا الجزئية بين 19 و 23 جوان، حيث أكد اتخاذ جميع التدابير لضمان السير الحسن للامتحانات و تفادي كل إخلال بالقواعد النظامية في إجرائها. كما أعلن عن توجيهه أوامر مباشرة لمدراء مراكز الامتحانات، بالتحلي بالحيطة لتجنب أي اختلال، فيما قال مدير التربية بأن جميع الإجراءات و الاحتياطات قد اتُخذت لتمكين المترشحين من أداء الامتحان في ظروف ملائمة، و محاربة محاولات الغش بما يخوّله القانون.
و فيما سبق لإطارات بوزارة التربية الوطنية، التأكيد على استعمال أجهزة للتشويش لمنع استعمال الهواتف النقالة بمراكز الإجراء، صرح مدير التربية بقسنطينة للنصر بأن مصالحه لم تتلق أية معلومات من وزارة التربية الوطنية، بخصوص حجب موقعي “فايسبوك” و “تويتر” أو التشويش على الأنترنت و قطعه مثلما هو متداول، حيث أكد أن الإجراءات ذاتها التي تم العمل في بكالوريا ماي الفارط ستتخذ بكل صرامة، و من بينها منع إدخال الهواتف النقالة بالنسبة للمترشحين و حتى الأساتذة.
و يجتاز البكالوريا الجزئية التي تجرى موازاة مع تصحيح أوراق المواد غير المسربة، 176 مترشحا كانوا تعرضوا للإقصاء في المواد المسربة بسبب تأخرهم عن الالتحاق بمراكز الإجراء، فيما وُجهت، هذه المرة، تعليمات للتعامل بمرونة مع المتأخرين «بشكل طفيف»، و سبق لوزيرة التربية الوطنية أن قدّمت تطمينات للمترشحين بأن الامتحان الجزئي سيكون على نفس النمط العلمي و البيداغوجي المعتاد و في نفس ظروف سير الامتحانات و التصحيح المتعارف عليها، في حين سيتم إعلان نتائج جميع الشعب يوم 15 جويلية المقبل “كأقصى حد”.
ياسمين ـ ب