قطاع البريد بقالمة

عجز في التغطية ومكاتب متدهورة رغم جهود تحريك المشاريع
يواجه قطاع البريد بقالمة تحديات كبيرة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين و القضاء على الصورة النمطية السوداء التي ظلت ملازمة لعدد كبير من الهياكل المتواجدة بالمناطق النائية و حتى ببعض المدن الرئيسية أين تعرف بعض الهياكل تدهورا كبيرا أثر على الخدمات و ظروف عمل الموظفين.  
و حسب ما كشفت عنه لجنة معاينة من المجلس الشعبي الولائي فإن القطاع استفاد من عدة مشاريع طيلة السنوات الثلاث الماضية، لكن أغلبها لم يتجسد على أرض الواقع بسبب تعقيدات تقنية و إدارية متعلقة بقانون الصفقات و قدرات الإنجاز المحلية.  
و قالت اللجنة بأن ما لا يقل عن 11 مشروعا يواجه صعوبات من بينها مشروع مكتب بريد الركنية المسجل سنة 2013 و الذي  ظل مجمدا منذ ذلك الحين، و ذكر بأن مساع حثيثة سمحت برفع التجميد عنه لكنه لم ينطلق عندما زارته لجنة المعاينة التي قالت بأن «البناية في حالة يرثى لها و اللجنة لم تر أي مشروع».  
و بمنطقة وادي المالح قرب حمام النبائل مازال مشروع مكتب البريد متوقفا منذ 3 سنوات بعد أن استولى أحد المواطنين على المكتب القديم و رفض إخلاءه رغم انتقال النزاع إلى العدالة للفصل فيه و إجبار المواطن على المغادرة بقوة القانون و السماح لشركة الإنجاز بالانطلاق في الأشغال و تدارك التأخر.  
و يعد مشروعا مكتبي البريد بكل من المقرون و بوحشانة الأكثر تقدما مقارنة بباقي المشاريع الأخرى حيث بلغت نسبة الإنجاز بهما مرحلة النهاية و أصبح مكتب بريد المقرون جاهزا للاستغلال في انتظار ربطه بشبكة الاتصالات، في حين دخل مكتب بريد بوحشانة مرحلة الخدمة بعد سنتين من تسجيل المشروع.  
و ببلدية عين رقادة مازال المشروع المسجل قبل 3 سنوات متعثرا بسبب التجميد، و تبذل مساع حثيثة لتحريكه من جديد لكن الوضع مازال على حاله حسب ما وقفت عليه لجنة المعاينة الموفدة من قبل المجلس الشعبي الولائي.  
و ببلدية رأس العقبة استفاد قطاع البريد من مشروع مكتب جديد لكنه لم ينطلق منذ سنتين و تتوقع إدارة البريد بقالمة بداية الأشغال به قريبا بعد تجاوز الصعوبات و اختيار شركة الإنجاز من قبل لجنة الصفقات.  
و بمدينة قالمة مازال مشروع هام بقطاع البريد متعثرا منذ 3 سنوات بسبب فشل عملية إسناده في مارس الماضي، و مازال الهيكل القديم في وضع متدهور مما أثر على سير العمل و الخدمات المقدمة للمواطنين.  و عرفت السنة الجارية تسجيل ما لا يقل عن 4 عمليات لتأهيل مكاتب بريد قديمة بكل من بلديات جبالة خميسي، بني مزلين، وادي فراغة و مجاز عمار، و يتوقع أن تعرف هذه المشاريع تقدما مقارنة بمشاريع سابقة بعضها طاله التجميد و البعض تعثر في مرحلة الإسناد.  ويوجد بولاية قالمة ما لا يقل عن 55 مكتب بريد بينها 3 مكاتب مغلقة بكل من مجاز الصفا، وادي المالح و المقرون، و تقدر الكثافة البريدية بالولاية بمكتب بريد واحد لكل 9650 نسمة و هي كثافة قريبة من المعدل الوطني المقدر بمكتب بريد واحد لكل 9500 نسمة.  و يعاني قطاع البريد بالمدن الكبرى من عجز بنحو 10 مكاتب أصبح وجودها ضروريا لفك الخناق المضروب على الهياكل القديمة كما يحدث بمدينة قالمة أين تجاوز العجز 3 مكاتب كاملة، في حين يتراوح العجز بين مكتب و مكتبين بكل من مدن بوشقوف، وادي الزناتي، هليوبوليس و حمام دباغ.        
                             فريد.غ