حكــم عليــه بثــلاث سنوات في جلسة مثيــرة بجنايات قسنطينة

حــاول الدفــاع عن والــده فتسبب في قتـــل شقيقــــه
قضت، أمس الاثنين، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة بعقوبة الحبس لـ 3 سنوات نافذة، في حق شاب في العشرينيات من العمر توبع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار راح ضحيتها شقيقه الأكبر. لم تكن المؤشرات توحي بشيء غير عادي في محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الاثنين، وكان من المفترض أن تتم معالجة قضية تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار في ظروف عادية، غير أنه ومع طلب القاضي من عناصر الأمن المكلفين ضمان الحراسة بإدخال المتهم، حتى بدأت علامات التعجب على الحاضرين، بعد أن بدا المتهم وهو شاب في منتصف العشرينيات من العمر وأبيض البشرة في كامل أناقته، حيث كان يرتدي بدلة زرقاء اللون، وقميصا أبيض وحذاء أسود لامع، كما كان شعره مصففا، غير أن علامات الخوف والتأثر كانت بادية على وجهه، ليدخل إلى مكان جلوس المتهمين  أين بقي يحدق في القاضي، دون أن يلتفت إلى مكان جلوس الحضور مثلما جرت عليه العادة مع باقي المتهمين. ومع مناداة كاتب الضبط لكامل الأطراف بدأت الدهشة تتزايد على وجوه الحضور، لتبلغ أوجها عندما أعلن القاضي أن أب وأم الضحية لم يتأسسا كطرف مدني للمطالبة بحق ابنهما المتوفي وبتعويض مادي بعد الضرر الذي أصابهما، وذلك لأنهما وليا المتهم أيضا، وقد وضعهما القدر في موقف في غاية الصعوبة ، عندما فقدا ابنيهما في لمحة البصر، ومع مباشرة القاضي في استجواب المتهم «ص.ب» 26 سنة كان الأب وزوجته يذرفان الدموع تأثرا بما وقع وهو الشعور الذي تسرب لبعض الحاضرين، منهم محاميات لم يتملكن أنفسهن وقاسمن العائلة الألم. المتهم وخلال رده على أسئلة القاضي، أوضح أنه لم تكن بينه وبين شقيقه الضحية أية خلافات، وأن الحادثة عرضية مصرحا أنه يوم الحادثة، عاد رفقة أفراد عائلته من حفل زفاف جارهم حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، وقد كان جالسا داخل مركبة والده بالقرب من منزلهما بحي الزيادية، وبعد مرور بضعة دقائق حضر شقيقه «ع.ب» الذي يكبره بسنتين، والذي كان تحت تأثير المشروبات الكحولية ووجه لوالد جملة من الشتائم والعبارات النابية، وهو الموقف الذي شهده كل من كان بالشارع. وتابع المتهم حديثه وهو يذرف الدموع، أنه تدخل في البداية طالبا من شقيقه التوقف، ليتلقى لكمة أسقطته أرضا، ليعود بعدها إلى المنزل بعد تدخل أقربائه ووالده، مضيفا، أنه وجد والدته في المنزل مغميا عليها، وهو ما زاد من غضبه، ليتوجه إلى المطبخ ويحمل سكينا، ويخرج إلى الشارع أين وجد الضحية لا يزال هناك، وقد طلب منه المغادرة والتوقف عن التصرفات التي يقوم بها، لأنه قد يتسبب في وفاة والديه، لكن الضحية اقترب منه وحاول الاعتداء عليه، وهو ما تسبب في إصابته بواسطة السكين على مستوى الصدر. وبدوره أكد القاضي أن تقرير الطب الشرعي وصف الإصابة التي تعرض إليها الضحية بثقب على مستوى الصدر فقط إلى جانب خدوش بسيطة بالظهر، أما ممثل الحق العام فقد التمس تسليط عقوبة السجن المؤبد معتبرا أن أركان الجريمة قائمة.
عبد الله.ب