كشف الأمين العام لوزارة النقل، جمال الدين عبد الغني دريدي، بجيجل أول أمس، عن إسداء تعليمات صارمة لمدراء مختلف الموانئ، من أجل العمل على التسريع في...
شدد الاحتلال الصهيوني حصاره وعدوانه على قطاع غزة خلال شهر رمضان، حيث لم تدخل المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي، مما فاقم...
في إطار محاربة الجريمة المنظمة وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، قامت مفرزة للدرك الوطني إثر عملية بقرية سلام، بلدية باب العسة الحدودية ولاية تلمسان بإقليم...
أشرف الوزير الأول السيد نذير العرباوي، سهرة الأربعاء الماضي، بجامع الجزائر بالمحمدية بالجزائر العاصمة، على حفل ديني بمناسبة إحياء ليلة القدر...
فتحت وزارة التربية مؤخرا ملف العنف المدرسي و استعانت بباحثين و متخصصين في علم الاجتماع والنفس لفهم ما يجري خلف أسوار المؤسسات التربوية وفي محيطها، فيما طالبت جمعيات أولياء تلاميذ بتعزيزات أمنية وبكاميرات مراقبة لحماية أبنائهم من جرائم وصلت حد القتل.
السعي للبحث في مسببات العنف المتفشي في الوسط التربوي خطوة تزامنت و سلسلة من الحوادث التي يعد التلاميذ ضحاياها سواء مارسوا الفعل أو تحملوا نتائجه، لأن حمل سلاح أبيض في سن الطفولة و حتى المراهقة لا يعد جريمة بقدر ما هو نتيجة لحالة من التماهي مع ما يدور في المجتمع.
المدرسة اليوم لم تعد بذلك الانضباط الذي كانت عليه، حيث أصبحنا نسمع عن حوادث اعتداء ومناوشات يومية وحالات تخريب تنشب لأبسط سبب وحتى دون سبب، إضافة إلى سيناريوهات تحبك للتهرب من الدراسة، كالإغماءات التي تفتعل في فترات الامتحانات، أما عند نهاية كل فصل أو سنة دراسية فتسجل محاولات انتحار بسبب النتائج.
هي سلوكات أصبحت لصيقة بالمدرسة في السنوات الأخيرة، كما لم يعد يخفى على الأولياء و الطواقم التربوية أن المخدرات وجدت طريقها للأقسام، لتتوفر بذلك كل مسببات العنف التي تتطلب التحرك وبشكل سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لا بالتدخل الأمني مثلما يطالب به الأولياء، بل بفهم الظاهرة حتى يسهل العلاج.
المدرسة وإن كانت لها قدسيتها تبقى مؤسسة لا يمكن عزلها عن المجتمع وبالتالي فإن العلاج يبدأ من خارج أسوارها ولا ينتهي عند التلميذ، لأن الإحصائيات تشير بأن التلميذ لا يصطدم مع زميله فقط بل إن نسبة كبيرة من الحالات تحدث مع الطاقم التربوي و الإداري، وهو ما سجل بقسنطينة في 2016 بنسبة تعدت سبعين بالمائة من حصيلة العنف، وهنا يجب فتح قوس حول من يشتغلون في القطاع، لأن عملية التشبيب التي تشهدها المؤسسات التربوية قلّصت الهوة العمرية بين المعلم أو المساعد التربوي و المتمدرس ، سيما بالنسبة للموظفين ضمن عقود الإدماج المهني.
كما أن الأسرة والشارع لهما تأثير كبير على الطفل مهما كان الحجم الساعي الذي يقضيه داخل القسم، زيادة على عمليات إعادة الإسكان التي جمعت بين سكان من مناطق مختلفة وجدوا صعوبة في التأقلم بسبب مشاكل سوء الجوار التي تظهر على الكبار ويتبناها الصغار، دون أن نهمل عامل انسحاب الأسرة وتخليها عن دور المتابع لسلوك الطفل.
كما يرى مختصون أن الظروف الاجتماعية لبعض العائلات خلقت حالة احتقان انعكست على سلوكات الأطفال، وأن تلك الشحنات عادة ما تُفرغ في محيط المدرسة أو داخلها، فيتحول اللعب إلى مناوشة وأحيانا جريمة، زيادة على اتخاذ بعض المنحرفين من محيط المؤسسات التربوية مرتعا لاستعراض العضلات، مثلما حدث في سكيكدة منذ أسابيع أين قضى طفل نحبه على يد مراهقين بعد أن حاول الدفاع عن زميلته.
وتشير بعض الدراسات أن المدرسة قد فقدت رمزيتها في المجتمع ولم تعد تمثل بالنسبة لمرتاديها ذلك الطريق المؤدي إلى النجاح، ما يجعل التواجد بها مجرد حضور جسدي بالنسبة للبعض، يتم ملء الفراغ المترتب عنه بأفعال انتقامية كالتخريب واللهو المبالغ فيه وحتى الاعتداء على المعلم، وما حالات الرشق بالحجارة لمعلمين وإداريين وعمليات حرق الأقسام وتخريب زجاج النوافذ إلا دليل على العدائية تجاه المدرسة.
النصر