بعد انطلاق جني محصول الصحراء

أسعــار الـثــوم تهـــوي إلى 150 دينـارا
  سجلت أسعار الثوم، بداية من يوم أمس السبت، انخفاضا كبيرا على مستوى عدد من أسواق الولايات الشرقية، وذلك بعد أيام قليلة على انطلاق عملية جني المحصول المحلي خاصة بالمناطق الصحراوية، كما يرتقب أن تعرف أسعار البطاطا انخفاضا أيضا خلال الأيام القليلة القادمة.
وبلغ سعر الكيلوغرام للثوم، أمس السبت 150 دج على مستوى سوق التجزئة بمدينة الخروب بقسنطينة، وهو نفس السعر الذي عرفته هذه المادة على مستوى أغلب أسواق التجزئة بعدد من الولايات الشرقية، مسجلة بذلك انخفاضا بحوالي 12 مرة عن السعر الذي عرض به قبل أيام، عندما تحول الثوم إلى مشكل يؤرق المواطنين، وبلغ ثمنه أرقاما قياسية لامست 1800 دج للكيلوغرام الواحد، مع تسجيل ندرة كبيرة بكامل الأسواق، واقتصار العرض على كمية قليلة جدا تم استيرادها من الصين. كما عرفت أسعار الثوم على مستوى أسواق الجملة انخفاضا كبيرا، حيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 80 دج إلى غاية 120 دج، وقد أوضح رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه بالبوليغون في قسنطينة، عمار بوحلايس في تصريح للنصر، أمس السبت، أن الانخفاض في الأسعار يعود إلى انطلاق جني المحصول المحلي، معلنا بدء شحن الدفعات الأولى لمادة الثوم من ولاية الوادي، مرجحا أن يتواصل سقوط الأسعار أكثر ليصل إلى معدلاته الطبيعية والذي لن يتجاوز 100 دج، بعد أن لامس في وقت سابق سقف 1800 دج للكيلوغرام الواحد. من جهته، صرح رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار للنصر، أن الانطلاق في جني المنتوج المحلي ساهم في خفض السعر الذي فرضه بعض المضاربين المسيطرين على استيراد الثوم من الخارج، معتبرا أن غياب وحدات تخزين أو وحدات للتحويل الغذائي زاد من حدة الإشكال، كما رجح استمرار الانخفاض في الأسعار خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بالتزامن مع زيادة حجم الإنتاج. وتابع ذات المتحدث أن الجزائر تتوفر على إمكانات إنتاج كبيرة خصوصا على مستوى ولايات سكيكدة، بلدية تلاغمة بولاية ميلة، بني سليمان بولاية المدية، داعيا الدولة ووزارة الفلاحة إلى تشجيع المستثمرين لإنشاء وحدات التخزين، مما سيساعد على دفع المزارعين لإنتاج كميات أكبر وخفض فاتورة استيراد هذه المادة، مضياف، أن الجزائر لا تنتج سوى 20 في المئة مما تستهلكه من مادة الثوم بينما تلجأ للاستيراد من بعض الدول خصوصا من الصين التي تنتج حوالي 80 في المئة من المحصول العالمي.
أما بخصوص الارتفاع الكبير للبطاطا فقد اعتبر الحاج الطاهر بولنوار أن الأسعار الحالية غير مقبولة، وأن هذه الأرقام لا تمثل بالضرورة تكلفة الإنتاج، محملا المسؤولية للمضاربين الذين أخلوا بموازنات السوق، من خلال فرضهم لندرة في هذه المادة التي يستهلكها الجزائريون بكثرة، مضياف، أنه في بعض الولايات يكاد يلامس سعر الكيلوغرام الواحد 100 دج، كما أن السعر بسوق الجملة قد تجاوز 55 دج خلال الأيام الفارطة.
وعن اتهام بعض الفلاحين بالامتناع عن جني البطاطا قال ذات المتحدث أن هذا الأمر وارد بسبب ارتفاع تكاليف الجني،  كما صرح أنه من خلال المعطيات المتوفرة حاليا، خصوصا مع انطلاق عمليات جني المحاصيل المحلية على مستوى عدد من الولايات الجنوبية، فإنه من المرجح أن يعرف مؤشر البطاطا انخفاضا خلال الأيام القليلة القادمة، مضيفا، أنه تم تسجيل انخفاض في أسعار بعض الخضر والفواكه خلال 48 ساعة الفارطة وذلك في حدود 15 إلى 20 دج بالنسبة للقرنون، السلطة، الجزر. كما نوه رئيس الجمعية الوطنية للتجار بالدور الذي تقوم به المصالح الأمنية في مجال محاربة المضاربة، مستدلا بحجز 21 ألف طن من البطاطا ، معتبرا أن بعض شبكات التخزين حادت عن دورها وأضحت تمارس المضاربة في السوق وحرمان المواطن من بعض المواد الأساسية للرفع من قيمتها.                                                                                                                                                                        عبد الله بودبابة