سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
* أمر بتسوية ملف العقار الفلاحي في 2025 * ضرورة إيجاد حل لمشكل غلاء اللحوم الحمراء * توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجيةأكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد...
كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
بائعات البيوت.. نساء تبحثن عن تصريف بضاعة فشل الرجال في تسويقها
تتنقل باستمرار بين بيوت الأقارب، المعارف و الجيران، تحمل حقائب ترافقها في كل مكان، هاتفها لا يتوقف عن الرنين، لتلبية طلبات اتخذتها أساس مهنة تحترفها مثلها الكثير من النساء اللائي قررن حل مشاكل استعصيت على الرجال، فرحن للبحث عن سوق أخرى لتصريف بضائع ظلت مكدسة بمحلات أزواجهن أو أبنائهن لأن الإقبال عليها قليل، هن بائعات الملابس، تاجرات البيوت... و مهما اختلفت تسمية نشاطهن عند زبوناتهن، إلا أنهن يعترفن بأنهن استطعن خلق مكان لأنفسهن من لا شئ.
تتغلغل في المجتمع العميق، و تبحث عن مكان لها ،لعله يصبح دائما، فهي تلك المرأة التي احترفت مهنة جديدة و قديمة في آن واحد، فبعد انقراض تلك المرأة التي تحمل بحقيبتها الصغيرة بعض القطع من الألبسة، الأفرشة أو الحلي أحضرها زوجها أو شقيقها أو والدها من مكان إقامته بالمهجر، و بعد فراغ ملأته ما تعرضه المحلات التجارية التي انتشرت في بلادنا كالفطريات، عادت من يسميها البعض تاجرة البيوت للظهور مجددا في مجتمع وجد فيها حلا لكثير من مشاكله.
تقتحمن عالم التجارة النسائية بالصدفة
سهيلة، واحدة من هؤلاء، متزوجة و أم لأربعة أطفال، تقول بأنها دخلت مجال البيع و تجارة ألبسة النساء و الأطفال، الأفرشة و حتى الإكسسوارات منذ ما يقارب الـ5 سنوات، و هو عمل قالت بأنها مارسته عن طريق الصدفة، عندما كانت تفكر في حل لما يعانيه زوجها من مشاكل مادية ،بسبب ركود تجارة الألبسة النسائية التي يزاولها بإحدى محلات برج الكيفان بالجزائر العاصمة، لتفكر في عرض مساعدتها عليه من خلال محاولة تسويق البضاعة لمعارفها.
و هكذا بدأت بائعة الملابس نشاطها، حيث تقول بأنها توجهت في البداية نحو أفراد عائلتها الذين كانت تعرض عليهم ما لديها من سلع، لتتوسع الدائرة نحو باقي الأقارب، و منها إلى الجيران، هؤلاء كلهم ساعدوها في العثور على زبائن جدد من معارفهم، فأصبحوا زبائن دائمين، و من 5 أو 6 زبونات، أصبح العدد كبير فاق 35 امرأة تتواصل معها سهيلة بشكل دائم.
و تقول البائعة التي تعتبر المهنة صعبة تتطلب الكثير من الصبر، بأن شعار كل من تزاولنها هو «لي يستنى خير من لي يتمنى»، و هو شعار تشاركها فيه فضيلة، المعلمة بالطور الابتدائي، التي تعشق ممارسة التجارة مع ابنها وتساعده في تصريف بضائعه.السيدتان أكدتا للنصر ،بأنهما تتعاملان عن طريق ما يعرف بال»كريدي» أو البيع بالتقسيط، فأن ينتظر الفرد ما يأتيه حتما بعد مدة، أفضل من تمني قدوم زبون قد لا يأتي أبدا، لهذا تعتمد مثيلات سهيلة و فضيلة على بيع سلعهن عبر قبول دفع جزء من الثمن و الباقي عبر أقساط قد تصل إلى 6 أشهر، و هو ما تتحكم فيه نوعية القطعة.
تقربنا من بعض زبونات بائعات أو تاجرات البيوت، فأكدت لنا آمال، أم لـ5 أطفال، و زوجة موظف بسيط لا يوفر دخله الشهري كل المتطلبات، خاصة في مناسبات محددة كالأعياد أو الدخول المدرسي، فهي تقول بأنها تتعامل مع إحدى هؤلاء التاجرات منذ 3 سنوات تقريبا، و إن كانت الأسعار قد ترتفع بنسبة معينة عما هي عليه بمحلات، إلا أنها مكرهة لا مخيرة على اقتناء ألبسة أو أشياء أخرى بهذه الطريقة.
و تقول ذات السيدة بأنها تشتري أغراضا لها و لأولادها من إحدى السيدات التي تحضر لبيتها باستمرار، خاصة خلال الأعياد و الدخول المدرسي، و هي المناسبات التي تقبل فيها البيع بالكريدي إلى ما بعد شهر، و هو ما تقول بأنها لا تجده لدى بائعي المحلات، فلا ضير ،تضيف محدثتنا ،من منح البائعة مبلغ 500 أو 1000 دينار إضافية عما نجده في المحلات، فالمهم أنها تفتح بابا من أبواب حل المشاكل التي تتخبط فيها الكثير من الأسر الجزائرية و لا تجد لها حلا.
قالت من جهتها زبونة أخرى تدعى نجاة، بأن التعامل المستمر مع البائعات يوطد العلاقات في ما بينهن، و يخلق نوعا من الثقة، فالتعامل الذي يبدأ بالتقسيط، قد يتطور إلى الكريدي، خاصة إذا ما كان محل التعامل سلعة باهظة الثمن، متحدثة أيضا عن تحول المعاملات من عرض كل ما توفر من بضاعة جديدة، إلى الطلبات التي تقول بأن الكثير من النساء ترفعنها للبائعة حول قطع معينة. هذه الأخيرة تسعى لتوفيرها من مختلف الأسواق التي يتنقل إليها زوجها التاجر بحكم خبرته في المجال، في وقت تعجز المرأة البسيطة عن الوصول إليها، أو أن تطلب منها توفير قطعة معينة لم تجدها في السوق، أو أشياء أخرى لا تدخل في مجال اختصاصها كالعطور، و مواد التجميل التي تساعدها في توسيع نشاطها بشكل أكبر، و تشاطر الزبزنة فيفي نجاة الرأي مشيرة إلى أن المعاملات توطد العلاقة بشكل أكبر مع البائعة.
كما تعتبر العرائس من الزبونات المفضلات لدى بائعات البيوت، خاصة و أنهن مرغمات على اقتناء أشياء كثيرة و متنوعة لجهازهن ، توفرها البائعة و تقبل على مساعدة العروس لأجل تسويق بضاعتها عبر الانتظار طويلا لدفع كل المال، فكريمة تقول بأنها اشترت أغراضا كثيرة من إحدى السيدات، و لا تزال بعد مرور 9 أشهر من زواجها، تدفع ما عليها من ديون لديها شهريا و عبر أقساط تقول بأنها لم تزعجها بقدر ما ساعدتها على توفير الكثير من الأشياء التي عجزت عن شرائها دفعة واحدها لجهازها من المحلات. و مهما اختلفت الحرف و المهن، فيكفي للمرأة أن تكون دائما في مساندة الرجل، و تنجح في خلق شئ من لا شئ، يبقى على الدوام شاهدا على نجاحها في قيادة الأسرة و الخروج بها إلى بر الأمان.
إ.زياري