الأحد 1 ديسمبر 2024 الموافق لـ 29 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

كواعب بيكاسو

اكتشف جزائريون أن بيكاسو استدرج كواعبهم إلى تكعيبيته فاشتعلوا غضبا: كيف لهذا المصاب بمسّ شيطاني أن يعبث بنسائنا ، وكيف له أن يكشف نهودهن على هذا النحو السافر؟
الاكتشاف جاء بعد ستين سنة من تكعيب بيكاسو لنساء دولاكروا المطمئنات في مخدعهن، ومناسبته، بيع لوحة الفنان الاسباني في المزاد بدار عرض نيويوركية والذي أثار غضبا بأثر رجعي. وحدها قناة «فوكس فايف» (السلفية) الأمريكية شعرت بحجم الأذى الذي لحق بالشرف الرفيع فعمدت إلى تغطية النهود في الصور التي بثتها عن اللوحة!
قطاع آخر من الجزائريين اعتبر اللوحة إرثا وطنيا لأنها تحمل كلمة الجزائر في اسمها، وربما نسج كثيرون على مزحة سوداء رفيعة أطلقها الكاتب مهدي براشد حين نصح كبير مقاولي الجزائر بتصحيح زلة لسانه عن نساء الجزائر في الصين بشراء لوحة نساء الجزائر من نيويورك.
دعوات كثيرة “لاسترجاع” اللوحة أطلقت وانخرط في الجدل حتى بعض الفنانين الذين يعرفون حق المعرفة “سوق الفن” في الجزائر ويعرفون فضائل «جامعي الأموال» في هذا البلد.
ويحيل هذا الجدل إلى مستوى مأساوي في تعاطي الجزائريين مع المسائل الفنية، فما تم بيعه في نيويورك هو عمل فني لفنان عالمي وليس “نساء الجزائر” هن من تم بيعهن في المزاد، و بيكاسو ليس جزائريا ولوحته ليست جزائرية ولم تنجز في الجزائر.
وكان الأحرى أن يثار النقاش حول أعمال فنية أنجزت في الجزائر لفنانين عالميين وتم تهريبها أو نهبها من طرف تجار وسماسرة لا يعرفون من هذه الأعمال سوى قيمتها المالية، كما حدث للوحات إتيان ديني، أو كما حدث للوحات بلدية سكيكدة الذي كاد حريق أن يأتي على ما تبقى منها قبل ست سنوات لتنتبه وزارة الثقافة وتصنفها كتراث وطني، وتحدثت الكثير من المصادر عن ضياع عدد من الآثار الفنية التي جمعتها زوجة رئيس البلدية الشهير في العهد الاستعماري بول كيتولي.
ومن الغرابة أن نطلب من أصحاب المال دخول السوق الفنية في بلد كالجزائر يفتقد إلى بورجوازية حقيقية، ولا يعرف الأثرياء فيه من الإنفاق على الفن سوى “التبراح» في الملاهي. ولا تنخرط مؤسساته في دعم الفن بشراء أعمال بصورة دائمة وشفافة.
ملاحظة
من الصعب إقناع الغاضبين المأزومين أن لوحة بيكاسو بيعت ب179 مليون دولار لأنها تحمل توقيعه وليس لأنها تحمل ما أخفته «فوكس 5».

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com