الجمعة 11 أفريل 2025 الموافق لـ 12 شوال 1446
Accueil Top Pub

سنـــد

يقدّم مركز البحث في الأنثـروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه المؤسّسة الجامعيّة، من حيث البحث واستقطاب الكفاءات  ودراسة الظواهر الطارئة و اقتراح الحلول العلميّة والتكيّف مع المعطيات الجديدة.
وإذا كانت جامعة عاصمة الغرب معروفة بكونها مشتلة لعلماء الاجتماع، فإن "الكراسك" رسّخ هذا المعطى ووسّعه بفتح فروع في عدّة  جامعات و توفير ظروف البحث لباحثين من مختلف أنحاء الوطن.

وتكفى نظرة على إصدارات المركز للوقوف على حجم الجهد الذي بُذل في دراسة المجتمع الجزائري  والتغيّرات التي عرفها  وتحليل طقوسه ورموزه  تحليلًا علميا يمكّن من فهم ميكانيزماته ويقدّم صورة تُساعد على وضع السيّاسات العامّة.
وبإعلان المركز عن إتاحة خلاصات بحوثه للجمهور الواسع عبر الوسائط التكنولوجيّة، يتجاوز مشكلة توزيع إصداراته، ويلعب، في نفس الوقت، دوره في إنتاج المعرفة وتوفيرها للمجتمع فضلًا عن مشاريعه لتقديم حلول علميّة للمؤسسات كمقدمة لاستدراجها لتمويل البحوث كما يحدث في الدول المتقدمة.
و لعلّ هذا ما ينتظر من الجامعة في هذا العصر المعقّد الذي تتسارع فيه التفاعلات الاجتماعيّة وتفرز ظواهر جديدة تحتاج إلى فحصٍ علميٍّ يمكّن من فهم طبيعتها و مآلاتها، ويشيع الفهم الصّحيح والعقلاني بشكلٍ يحدّ من سلطة الخرافة والشائعة، ويساهم في تنشئة مجتمع معرفة ينخرطُ في التنميّة والتطوّر ويتخلى عن الأنماط البدائية القائمة على الحيلة والصّراع في تدبير الحاجة.
تلعبُ المؤسّسة الجامعيّة هذا الدور بالإنتاج العلمي الذي يقترحُ الحلول وبالبحث الجاد، وليس بالتظاهرات الفولكلورية التي تستدعي شعارات جاهزة للتظاهر بالانخراط في السيّاسة العامّة، أو بملتقيات ينتهي مفعولها في جلسات الختام، وبإعلاء مكانة العلم عبر تكريس الاستحقاق وانتهاج الصرامة في الدراسة والبحث، والحفاظ على التقاليد العلمية التي تجعل الجامعة مُؤثرة وليست متأثرة بالظواهر،  إذ لا يُعقل أن تنتقل طقوسٌ اجتماعيّة إلى المحفل العلمي مثلما يحدث في مناقشة الرسائل التي تتحوّل أحيانًا إلى ما يشبه الأعراس، أو أن تقع النّخبة الجامعيّة تحت سحرِ مؤثري الميديا الجديدة، فتختزل "نشاطها" في صوّر تعبّر عن عطشٍ إلى "نجوميّة" لا يجود بها النشاط العلميّ القائم في نواميسه على نكران الذات!

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com