الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

يكتبُ الشّعر أيضًا!

يجيبُ على جميع الأسئلة في مختلف المجالات، كأولئك الذين نصادفهم يوميا في كلّ مكان فيبادرون إلى إخبارنا بأحوال العالم مع تعليلاتهم الخاصّة، مع فارق في الدقة، هو خاصيّته الجينيّة باعتباره كائنًا ذكيًا ينحدر من شجرة "الأتمتة" المباركة، فضلًا عن سرعته في استظهار البيانات النائمة في أعماقه.

أثار ظهوره المخاوف التي يثيرها كلّ جديد بين البشر المطمئنين في بيتِ العادة، فجرى التحذير من خطره على أنظمة التّعليم، باعتباره ينسف مبدأ اختبار الأفراد، وخطره على المهن وعلى أخلاقيات تداول المعلومات،  والمثير في قصّته أنه يشكّل خطرا على الشّعراء والصّحافيين أيضًا، لأنّه يكتبُ الشّعر والقصّة والمواضيع الصحافيّة ويلحّن ويغني!
وهو بذلك (في واحدة من حسناته) قد يخلّص العالم من فائض البارانويا التي تنتجها فئات نخبويّة مُعتدة تعيش نشاطها كامتياز وكمرض يُؤثّر في محيطها سلبا!
إنّنا إزاء ثورة جديدة، تتمثّل في إخراج إحدى ثمرات الذّكاء الاصطناعي للجمهور الواسع عبر نظام المحادثة "شات جي بي تي"، يتولى بموجبه روبوت الإجابة على كل أسئلة المستخدم ويوفر له كلّ المعلومات قبل أن يرتد إليه طرفه، وقد انتشرت مباشرة بعد دخول التّطبيق الخدمة أساطير حول هذا الجنيّ الالكتروني  تغذّت على أفلام الخيال العلمي التي تنبأت بمستقبل يسحب فيه الروبوت البطولة من الإنسان، بل وقد يسحب منه الحياة نفسها.
 وسادت مخاوف دعا أصحابها إلى وضع تشريعات وقواعد لردع الوحش من التهام نشاطات تحميها القوانين، مثلما فعل الاتحاد الأوروبي وبعض الهيئات الدولية، في وقت سارعت شركاتٌ مُنافسة لشركة "أوبن أي آي" صاحبة المشروع، إلى إطلاق نسخٍ مشابهة، في معركة الكترونيّة شرسة للاستحواذ على المستخدمين، وابحث بعد ذلك عن المصالح  وعن عائدات الاقتصاد الجديد وعن إدارة العالم عبر خدمات يطلبها البشر طوعًا وهم يتخفّفون  من عادات درجوا عليها في التعليم والعمل والعيش.
يقترحُ الذكاء الاصطناعي برامج تجعل الحياة بسيطة وتعفي الإنسان من البحث والتفكير، وشيئًا فشيئا يغيّر نمط العيش والمفاهيم السائدة، وهو تطوّر يستدعي الاجتهاد والمواكبة وقبل ذلك الاستعداد والمُساهمة، لكن المؤكد أن هذا الذكاء يتناسب طردًا مع ذكاء خالقه، الذي يبدو أنّه سلك طريق العودة إلى نقطة البداية وقد شرع في التخلّص من الزاد الذي جمعه في مرحلة الذهاب: اللّغة و العقل و الأخلاق !

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com