الثلاثاء 1 أفريل 2025 الموافق لـ 2 شوال 1446
Accueil Top Pub

تعالوا ننساها!

صدم فوز مسلم  باكستاني الأصول برئاسة بلدية لندن الفرنسيين وأثار استغرابهم إلى درجة أنه تحول إلى موضوع أثير للنقاش في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية التي استغربت ما حدث، تماما كما استغربت تصويت لاعبي الرابطة الممتازة في ذات البلد لصالح اللاعب الجزائري رياض محرز كأحسن لاعب في البطولة.
الاستغراب لم يتوقف عند الصحفيين والسياسيين العنصريين من طينة روبير مينار الذي كان يحبه “ثوار” الصحافة الجزائرية، قبل أن يغادر “مراسلون بلا حدود” إلى رئاسة بلدية بيزيي وينزع قناعه كاشفا عن وجه عنصري قبيح، بل وصل  إلى الفلاسفة، حيث أدلى نزيل الأكاديمية الفرنسية وفيلسوف النقاء العرقي آلان فينكلكروت أمس بتصريحات صادمة اعتبر فيها فوز صادق خان نتيجة للحظوة التي بات يتمتع بها ذوي الأصول المتواضعة في المدن متعددة الثقافات، وفسر هزيمة منافسه اليهودي زكريا غولدسميث بهذا التوجه الذي يجعل من الانتساب إلى الطبقة الثرية عائقا في ممارسة السياسية، مؤكدا أن وينستون تشرشل ذاته ما كان ليحظى بمكانة في لندن اليوم.
نعم، هذه هي فرنسا اليوم، بلاد الأخوة والمساواة  التي تغضب من فتح ألمانيا الأبواب للاجئين العرب وتغضب من فوز مسلم برئاسة بلدية في الغرب أو اختيار عربي كأحسن لاعب كرة قدم، فرنسا التي تطرد لاعبا من منتخبها لكرة القدم  بسبب أصوله وديانته وتتفق صحافتها و ساستها ونجوم رياضتها على إدانته قبل محاكمته، فرنسا التي يتسيد مشهدها الثقافي يهود متطرفون يدعون إلى الحروب والتصفيات العرقية و يقدم لهم الإعلام منابره  ويتصيد كل من يخالفهم الرأي  في مكارثية جديدة لا نظير لها في أوروبا وفي الغرب بأسره. فرنسا هذه هي التي نتخذها نموذجا ونقع تحت هيمنتها الثقافية منذ عقود طويلة، ونجبر أطفالنا على تعلّم لغتها ونحرمهم من تعلّم لغة العالم كي تبقى وحدها لا تنازعها لغة على ألسنتها.
لقد أثبت البريطانيون، مرة أخرى، أنهم سادة الغرب بديمقراطيتهم التي لا تشوبها شائبة وبانفتاحهم وإنسانيتهم التي جعلتهم لا يغلقون الأبواب في وجوه الهاربين من الحرمان والديكتاتوريات ومطاحن العنصرية.
فمتى تنتبه نخبنا السياسية إلى أن فرنسا التي نتخذها نموذجا، تحتضر الآن وتعيش على ذكريات قابلة للنسيان، وأن الوقت قد حان لأن نضعها في منزلتها الحقيقية في اللسان وفي الميدان.
سليم بوفنداسة

 

 

المزيد من الأعمدة

هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com