الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

قلنسوة بوعلام!

أشعل بوعلام صنصال الجدل مجدّدا، حيث استغل اعتداء نيس ليعود إلى ممارسة هوايته المفضلة: قذف بيت الأهل بالحجارة!
وحالة صنصال هنا تتطلب التحليل النفسي أكثر مما تستدعي الشتائم التي هي في العادة المطلب الخفي لقاذف الحجارة الذي يريد إثارة غضب أهل البيت.
فتشبيه الكاتب لاعتداء إرهابي بوقائع في الثورة الجزائرية وإن كان هدفه الظاهر إثارة إعجاب الفرنسيين، فإن هدفه الكامن إغاظة الجزائريين ويمكن إدراج وقوفه عند حائط المبكى بالقلنسوة اليهودية تحت هذا البند.
يريد صنصال أن يلعب دور المضطهد، الملعون، الشارد، الخارج عن "القطيع". وقد نجح في ذلك وفشل كثيرون. نعم، القصة ليست جديدة وقد حاول أكثر من كاتب جزائري دخول العالمية من باب  تمجيد الكولونيالية و التصهين، لكن أصحاب المحاولات فشلوا حتى وإن استفادوا من الخدمات الآنية للميديا الفرنسية الواقعة تحت سيطرة لوبي معروف. ولأن الإثارة لا تكفي وحدها للصمود في حقل الأدب سقطوا. سقطوا لكثرة الاستخدام ولعدم الجدوى. لأن الموهبة أساسية في الأدب ولأن خروج روائي من حقله للاشتغال الموسمي في حقول أخرى قد يكون مكلفا، وصنصال ظهر خارج الأدب أكثر مما ظهر داخله، رغم جودة أسلوبه التي لا تعني بالضرورة أننا إزاء عبقرية روائية. ومن الغرابة حقا أن يقف صنصال  متقدما على محمد ديب في سوق التمجيد الفرنسي، ومحمد ديب من خيرة من كتبوا بالفرنسية في القرن العشرين، ومن الغرابة أن يتقدم على رشيد بوجدرة في السوق ذاتها، والسبب الذي لا ضرورة لإقرانه بالعجب واضح ويتمثل في الامتثال إلى الشروط غير المعلنة التي يقتضيها "المجد" في فرنسا، وإذا ما أضيفت الدوافع الشخصية والنفسية   إلى ذلك فإننا سنجد أنفسنا أمام  بوعلام صنصال بشعره الطويل وقلنسوته اليهودية وغضبه الذي لا ينطفئ.
لكن، ما الذي يغضب بوعلام؟ ولماذا يريد أن يكون فرنسيا أكثر من الفرنسيين؟ ولماذا يمجد الكولونيالية؟ ولماذا ارتدى القلنسوة ووقف عند حائط المبكى؟
ولماذا يقول بوعلام أن كتبه ممنوعة في الجزائر؟ ولماذا يقول أن صحافتها تهاجمه ونظامها يريد رأسه وإسلاميوها يريدون قتله؟ لماذا يقدم نفسه كمضطهد، وهو الذي اشتغل في منصب حكومي سام إلى غاية تقاعده وتفرغه للأدب وغيره، وهو الذي يزور الجزائر دون أن يثير انتباه جيرانه في بومرداس؟
لا يمكن الإجابة عن الأسئلة السالفة دون المرور ب "شارع داروين"، هناك  حيث ترمّم جدة مجدها القبلي بعائدات "الخطيئة" وتلقي أم بإبن غير متوقع  إلى حياة لا تلائمه وتجبره على ارتداء طاقية التنكر لعمر كامل.
كلا، لا يقذف بوعلام، الذي يشبه بطله تماما، الجزائر بالحجارة ولكنه يرمي بجمرات تجاه "أم البطل" التي لم تتقن عملية إخراجه إلى العالم!

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com