الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

حملة السكاكين

يحمل صحافيون السكاكين ويتوجهون إلى بلاتوهات التلفزيونات لتشريح إقصاء المنتخب من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ويبلغ بهم الأمر إلى حد إطلاق شتائم وعبارات عنصرية ضد لاعبين مغتربين ذنبهم أنهم ولدوا خارج الوطن فانخفض منسوب وطنيتهم حسب معاينة ذوي المنسوب الزائد عن الحد.
وفي عملية “التشريح” ينعمون على الجمهور بمعلومات غير مسنودة، وبين المشرّحين من يسطو على مادة إعلامية وينسبها إلى نفسه قولا  بعد أن تبناها كتابة على أساس أن مصادر من الجن أسرت له بها، وبينهم من يجهل  القوانين المنظمة للرياضة التي يتحدث عنها كفقيه. يلوم اللاعبين والمدرب ورئيس الاتحاد على فشلهم، وهو لا يتقن مهنته ولا يعرف أين تبدأ مهام الصحفي وأين تنتهي، بل أنه يعتقد أن مهامه لا تنتهي، فلا نميز فيه بين صفة الإعلامي المكتوبة أسفل الشاشة وصفة القاضي وشيخ القبيلة وصاحب القرار
و حامل السكين. يطالب الآخرين بأداء مهامهم على أكمل وجه وهو يتخبط في مهمته.
وإذا كان مختصون قد نبهوا منذ سنوات إلى دور الصحافة الرياضية في إثارة العنف، فإن أهل المهنة يعرفون جيدا الارتباطات غير الأخلاقية بين الصحافة والرياضة ويعرفون كيف يتحول الصحفي إلى مانجير ينفخ في لاعبين محدودين ويحولهم من فريق إلى فريق بمقابل مادي، ويعرفون كيف “يُسكت” مسيرو أندية هؤلاء وأولئك.
الضجيج الذي أثير في الأيام القليلة الماضية يعطي الانطباع بأن كل شيء يسير على الوجه الصحيح في بلادنا باستثناء منتخب كرة القدم، و يكشف أيضا عن عملية إزاحة غير سوية تم بموجبها تحميل المنتخب ومسيريه كل الاحباطات الشخصية و الاجتماعية، بعد عملية مضاربة في هذه البورصة المفتوحة دون سواها، فلو  فاز المنتخب بمقابلتين لا أكثـر، لرأينا وسمعنا عكس ما نرى ونسمع، والظاهرة تحيل إلى فقر في حياة الناس وفراغ في المجتمع وفراغ في صحافة لا تستطيع مقاربة المسائل الجوهرية فتلجأ إلى الصخب والعنف!
ولا يختلف حملة السكاكين في البلاتوهات عن حملة السكاكين في الشارع، فالفئة الثانية تسعى لفرض نفسها بالتلويح بإحداث الأذى لأنها تواجه فشلا أو ضعف حجة، وكذلك تفعل الفئة الأولى، وربما كان الفرق بين الفئتين أن عناصر الثانية تتعرض للتوقيف أحيانا فيما لم تجد الفئة الأولى من يوقفها.
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com