الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

لاجئون

تراشق جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة  الأخيرة بشأن النظرة إلى لاجئي دول الساحل، وتم استدعاء مصطلح «العنصرية» إلى ساحة النقاش، الأمر الذي حرّك السلطات التي أكدت أنها ترحّب باللاجئين مذكرة بالبعد الافريقي للجزائر.
وحتى وإن كان عدد الذين أظهروا ميلا عنصريا في شبكات التواصل لا يمثل عموم الجزائريين، فإن ثمة بعض الظواهر المسكوت عنها تحتاج إلى دراسات لمعرفة جذورها في المجتمع الجزائري والمتعلقة بالنظرة إلى الآخر التي تشكلت، على ما يبدو، في عقود الحروب الطويلة و “جادت”  بها الثقافة التي حملها الغزاة الذين تقمّصهم المواطنون في وقت متأخر، حيث ورث سكان المدن ازدراء الوافدين من القرى عن المعمرين الأوروبيين الذين كانوا يقيمون في المدن، كما أن المدن الجزائرية لم تفلح في تذويب البنى العشائرية و الإثنية للمجتمع، حيث ظلت بمثابة دينامو غير مرئي يسيّر الحياة الاجتماعية، ويمكن اكتشاف ذلك عند التقدم لطلب خدمات أو منافع عامة حيث يستخدم أطفال العشائر شفراتهم السرية، كما أن القبيلة زحفت على المؤسسة التي هي رمز الحداثة و “غنمتها” وتكفي معاينة بسيطة لبعض المؤسسات لنكتشف كيف يتفوق الرابط الدموي على الاستحقاق.
   وحين تضاف آلية تقمّص المعتدي إلى البنية المذكورة مع خلطها بثقافة شعبية تعتمد معطى العرق في تصنيف الناس وإنزالهم منازلهم ، يصبح من العبث استخدام معايير المدنيّة الحديثة في قياس سلوكات المواطنين.
وحتى وإن كانت إثارة هذا النوع من النقاشات مستوردة من الفضاء الغربي، حيث تمت صناعة كل أنواع العنصرية قبل إطلاق مصطلحات في  هجائها، فإنها تبقى مفيدة لأنها  تساعدنا في التدرب على التعامل مع الآخر، سواء جارنا الجنوبي الهارب نحو الشمال والذي لا علاقة له بالجنود الذين استخدمتهم السلطات الاستعمارية في عمليات إبادة  لا تزال حيّة في ذاكرتنا الجريحة، أو في التعامل مع النازح العربي أو العامل الصيني الذي يبني لنا المدن و  الجسور.
وقبل ذلك نحتاج إلى نقاش يبرز قيّم المواطنة  و يمكننا من استدخال مفاهيم العيش المشترك وما يقتضيه ذلك من حقوق وواجبات لأن الثقافة الاجتماعية السائدة جعلتنا نعيش كلّنا كلاجئين متوجسين!
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
خِفّـــة

يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي...

  • 12 فبراير 2024
وصفُ السّعادة!

تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في...

  • 05 فبراير 2024
القيمة والشّعار

يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك...

  • 01 جانفي 2024
كبارُ "الباعة"!

سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت...

  • 18 ديسمبر 2023
مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة...

  • 11 ديسمبر 2023
في وصف الشّر

تدفعُ المقتلةُ الجاريّة هذه الأيّام ومحاولات تأويلها وتغطيّتها نحو التفكير في "الشّر"، ليس كمصطلح...

  • 04 ديسمبر 2023
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com