الأحد 20 أفريل 2025 الموافق لـ 21 شوال 1446
Accueil Top Pub

لاجئون

تراشق جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة  الأخيرة بشأن النظرة إلى لاجئي دول الساحل، وتم استدعاء مصطلح «العنصرية» إلى ساحة النقاش، الأمر الذي حرّك السلطات التي أكدت أنها ترحّب باللاجئين مذكرة بالبعد الافريقي للجزائر.
وحتى وإن كان عدد الذين أظهروا ميلا عنصريا في شبكات التواصل لا يمثل عموم الجزائريين، فإن ثمة بعض الظواهر المسكوت عنها تحتاج إلى دراسات لمعرفة جذورها في المجتمع الجزائري والمتعلقة بالنظرة إلى الآخر التي تشكلت، على ما يبدو، في عقود الحروب الطويلة و “جادت”  بها الثقافة التي حملها الغزاة الذين تقمّصهم المواطنون في وقت متأخر، حيث ورث سكان المدن ازدراء الوافدين من القرى عن المعمرين الأوروبيين الذين كانوا يقيمون في المدن، كما أن المدن الجزائرية لم تفلح في تذويب البنى العشائرية و الإثنية للمجتمع، حيث ظلت بمثابة دينامو غير مرئي يسيّر الحياة الاجتماعية، ويمكن اكتشاف ذلك عند التقدم لطلب خدمات أو منافع عامة حيث يستخدم أطفال العشائر شفراتهم السرية، كما أن القبيلة زحفت على المؤسسة التي هي رمز الحداثة و “غنمتها” وتكفي معاينة بسيطة لبعض المؤسسات لنكتشف كيف يتفوق الرابط الدموي على الاستحقاق.
   وحين تضاف آلية تقمّص المعتدي إلى البنية المذكورة مع خلطها بثقافة شعبية تعتمد معطى العرق في تصنيف الناس وإنزالهم منازلهم ، يصبح من العبث استخدام معايير المدنيّة الحديثة في قياس سلوكات المواطنين.
وحتى وإن كانت إثارة هذا النوع من النقاشات مستوردة من الفضاء الغربي، حيث تمت صناعة كل أنواع العنصرية قبل إطلاق مصطلحات في  هجائها، فإنها تبقى مفيدة لأنها  تساعدنا في التدرب على التعامل مع الآخر، سواء جارنا الجنوبي الهارب نحو الشمال والذي لا علاقة له بالجنود الذين استخدمتهم السلطات الاستعمارية في عمليات إبادة  لا تزال حيّة في ذاكرتنا الجريحة، أو في التعامل مع النازح العربي أو العامل الصيني الذي يبني لنا المدن و  الجسور.
وقبل ذلك نحتاج إلى نقاش يبرز قيّم المواطنة  و يمكننا من استدخال مفاهيم العيش المشترك وما يقتضيه ذلك من حقوق وواجبات لأن الثقافة الاجتماعية السائدة جعلتنا نعيش كلّنا كلاجئين متوجسين!
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com