فعل الخير قولا أو عملا مطلوب شرعا لكن تفضيله بصلاة أو صيام غير ثابت
بادرت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فور دخول شهر رجب المحرم إلى نشر دعوات لاستغلال هذا الشهر بكثرة العمل الصالح وتمييزه عما سبقه من الشهور، وإرسال التهاني بمناسبة دخوله، وغير ذلك مما قيل، ولئن كانت الدعوة لفعل الخير والدعاء والعمل الصالح مطلوبة فإن محاولة تمييز هذا الشهر ببعض الفضائل لا أصل له فكل ما ورد فيه من آثار هو بين ضعيف وموضوع كما قال شراح وحفاظ الحديث.
فقد جمع الحفاظ و شراح الأحاديث والآثار كل ما ورد في شأن رجب وصيامه والصلاة فيه وصيام بعض أيامه، ودرسوا سندها، وأكدوا أنه لم يصح أي حديث منها؛ وقد قام الحافظ ابن حجر بجمع هذه الأحاديث في كتيب سماه ‘تبيِين العجب بما ورد في فضل رجب›، وقال عنها بعد جمعها ودراستها (إنها على قسمين: ضعيفة وموضوعة). وأكد أنه (لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجب حديث. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب) ((صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ويقول ‘لا تشبهوه برمضان’.
وقد أحصى البعض أزيد من 30 حديثا بين الضعيف والموضوع منها: حديث: )(اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان). وحديث: (فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام)، وحديث: (رجب شهرُ الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)، وحديث: (لا تَغفُلوا عن أوَّل جُمُعة من رجب؛ فإنها ليلة تسمِّيها الملائكة الرغائب...) وحديث: ((رجب شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات؛ فمَن صام يومًا من رجب، فكأنَّما صام سَنة، ومَن صام منه سبعة أيام، غُلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومَن صام منه ثمانية أيام، فُتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومَن صام منه عشر أيام، لم يَسأل اللهَ إلا أعطاه، ومَن صام منه خمسة عشر يومًا، نادى مناد في السماء: قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل، ومَن زاد، زاده الله، وفي رجب حمَل الله نوحًا فصام رجب، وأمر من معه أن يصوموا، فجرت سبعة أشهر أُخر، ذلك يوم عاشوراء، أُهبط على الجُودي، فصام نوح ومَن معه والوحش شُكرًا لله عز وجل، وفي يوم عاشوراء فلَق الله البحر لبني إسرائيل، وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم، وعلى مدينة يونس، وفيه وُلد إبراهيم صلى الله عليه وسلم)، وحديث: (مَن صلى بعد المغرب أوَّل ليلة من رجب عشرين ركعةً، جاز على الصراط بلا نجاسة)، وحديث: (من صام يومًا من رجب، وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي، وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد، لم يمُت حتى يرى مقعدَه من الجنة). وحديث: (مَن صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ: الخميس، والجمعة، والسَّبت، كتب الله له عبادة تِسعمئة سنة -وفي لفظ -ستين سنة)، وحديث: ((صوم أوَّل يوم من رجب كفَّارة ثلاث سنين، والثاني كفَّارة سنتين، ثم كلُّ يوم شهرًا)، وغيرها من الأحاديث والآثار.
ويحاول البعض تبرير نشر مثل هكذا مقولات و مرويات بدعوى أنه يباح الاستدلال بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ترغيبا فيها، وهذه الدعوى ليست محل اتفاق بين الفقهاء، ومن أجاز الاستشهاد بها في فضائل الأعمال اشترط بأن يبين من يستدل بها للمستمع أنها أحاديث ضعيفة، وأن لا تشتهر بحيث يعتقد الناس الذين يعملون به أنهم يؤدون سنة صحيحة وفضيلة صحيحة؛ حتى لا يأخذها المستمع ويلتزم بمقتضاها معتقدا أنها سنة مشروعة وثابتة، وحالها ليس كذلك، أما الأحاديث الموضوعة فلا يجوز الاستشهاد بها أبدا ونسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي عدم التساهل في الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة، وذلك لأن في كتاب الله تعالى من آيات القرآن الكريم، وما ثبت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة ما يغني عنها سواء في الأحكام أو في فضائل الأعمال، علاوة على أن نشر مثل تلك الأحاديث و الآثار من شأنه بناء شخصية إسلامية هشة وتعميما للتدين المغشوش، وإخلال بنظام الأولويات ومراتب الطاعات والمعاصي في الإسلام، حيث يعتقد من يعمل بالأحاديث الضعيفة والموضوعة أن لبعض الأعمال ثوابا عظيما، أو أن لبعض المعاصي وزرا كبيرا والحال ليس كذلك، أو يرهق نفسه بتكاليف لم يكلفه بها الشرع فيظهر له أن في الدين عسرا والحال أن الإسلام دين يسير، ناهيك عن نسبة أمور وأقوال للإسلام ليست منه وقد يتلقفها أعداؤه لتشويهه والادعاء بأن فيه الخرافة وما يخالف الحس والعقل والواقع، بينما ثبت أنه لا تعارض بين النقل الصحيح من شرع الإسلام والعقل المحض والفطرة السليمة كما قرره علماء أصول الفقه؛ لأن منزل الكتاب هو مودع الفطرة والعقل في نفوس الناس عامة والمكلفين خاصة.
لكن هذا لا يمنع المسلم من فعل الخير في هذا الشهر والإقبال على كل بر من قول أو فعل استعدادا لشهر رمضان واستغلالا لفترات عمره بما في ذلك صيام أيام فيه ان اعتاد صيامها في غيره أو إقامة الليل ان اعتاد فعل ذلك في غيره دون أن يخص رجب بعبادة صلاة أو صيام معتقدا أن له أفضلية على غيره أو أن فيها ثوابا أعظم.
ع/خ
أمسيات قرآنية بمساجد سكيكدة
تعيش بعض مساجد سكيكدة أمسيات قرآنية بتلاوات عطرة لقراء جزائريين توجوا بجوائز في مسابقات دولية و وطنية، فبعد القارئ سحيم عبد العزيز الذي حل بعزابة منذ أيام، حل أمس الأول القارئان المتميزان ياسين ورياض الجزائريين بمسجد النور ببلدية بن عزوز، وسط حضور جمهور كبير من المصلين. و تأطير مديرية الشؤون الدينية والأوقاف.
مساجد الجزائر تفتح موطأ الإمام مالك وصحيح البخاري للقراءة
شرعت مختلف مساجد الجزائر في قراءة صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك مع بداية شهر رجب المحرم، في عادة استحسنها الجزائريون واعتادوا عليها بختم "موطأ الإمام مالك بن أنس وصحيح البخاري" وتستمر القراءة على مدى شهر رجب وشعبان ورمضان وتختم قبل السّابع والعشرين (27) من شهر رمضان الـمعظّم لهذ العام 1445 هـ/2024 م، وذلك تبعا لمخرجات الندوة العلمية المنعقدة بدار الامام المحمدية الجزائر العاصمة والموسومة بعنوان :» قراءة صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك في رجب .. موروث جزائري وسنة حميدة « تحت اشراف السيد معالي وزير الشؤون الدينية والاوقاف حسب ما نشرته الوزارة الوصية
فتاوى
ما مقدار زكاة زيت الزيتون، علما أن صاحب الأشجار يكلف من يجنيه مقابل جزء منه، وهل يزكى المحصول قبل أن يأخذ الأجير نصيبه أم بعده؟
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس، وفرض عين على كل من توفرت فيه شروطها، وثبتت فرضية زكاة الثمار بقول الله عز وجل :» وآتوا حقه يوم حصاده» وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - :» ما سقت السماء ففيه العشر وما سقى غرب أو دالية ففيه نصف العشر» وعلى ضوء هذا الدليل يتبين مقدار زكاة الزيتون إذ يتراوح بين العشر ونصف العشر تبعا لطريقة السقي، وعلى صاحب الأشجار أن يخرج الزكاة على كل المحصول إذا بلغ خمسة أوسق وهو ما يعادل 53، 6 قنطار لتوفر شرط الزكاة وهو الملكية أما ما يأخذه العامل فهو عبارة عن أجر مقابل ما قام به من العمل
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ إذا كان عمله غير مستقر، وللعمة إذا كانت تكفل ولديها ودخلها ضئيل؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛ فالزكاة تعطى للأصناف الثمانية التي حدّدها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) (التوبة/60)، والفقير هو من لا دخل له، أو له دخل لا يكفيه. فإذا كان دخل أخيك وعمتك لا يكفيهما ليحييا حياة كريمة مع من يعولان، جاز لك أن تعطيهما من زكاة مالك، بل هما أولى بها من غيرهما لقول النبي صل الله عليه وسلم :» الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم صدقة وصله».
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المحتاجة؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ فإن الزكاة ركن من أركان الإسلام التي تطهّر دين المرء ونفسه وتنظم المجتمع ماديا ومعنويًا، قال الله تعالى: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكهم بها)). وتولى الله عز وجل بيان مصارفها وحدّدها بقوله: ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل). فإن كانت أختك من الأصناف المذكورة في الآية الكريمة فلك أن تعطيها زكاة مالك إذ ليست ممن تجب عليك نفقتهم، ولك أجر الصدقة وأجر الصلة لقول النبي صل الله عليه وسلم:» الصدقة على الفقير صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة».
موقع وزارة الشؤون الدينية
المصلى المعلق في مكة المكرمة يدخل موسوعة «غينيس»
سجلت موسوعة «غينيس» العالمية «المصلى المعلق» في مكة المكرمة بالسعودية، كأعلى مصلى في العالم. حسب وسائل إعلام، لتوفره على أعلى معايير التميز في جميع جوانبه، بما يعكس الأسلوب المعماري الفريد، ويتيح موقعه المذهل للضيوف الاستمتاع بالإطلالات البانورامية على المعالم الدينية في مكة المكرمة بما فيها المسجد الحرام والكعبة المشرفة وغيرها من معالم المدينة التي تنبض بالحياة خلال موسم العمرة والحج».
واستنادا لوسائط إعلامية المصلى يقع ضمن الجسر الذي يربط بين برجي الفندق، على ارتفاع 483 مترا فوق مستوى سطح البحر، ونحو 179 مترا عن مستوى الطريق الداخلي، ليسجل الرقم القياسي لأعلى مصلى معلّق في العالم، ويدخل المصلى المعلق ضمن الأدوار العليا لفندق العنوان جبل عمر مكة بالمنطقة المركزية أمام الحرم الشريف.
كما سجلت الموسوعة ما ضمّه المصلى المعلق من «التصاميم العربية العريقة واللمسات العصرية والعبارات المكتوبة بالخط العربي التي تضفي مزيدا من الوقار على أجوائه بما في ذلك أسماء الله الحسنى التي تعكس الإرث الإسلامي العريق»، و يتسع المصلى لنحو 520 شخصا ضمن مساحة واسعة تبلغ 550 مترا مربعا، مما «يوفر مكانا مثاليا للصلاة وسط إطلالات مذهلة على المسجد الحرام، ويحظى المصلون عند صلاة الفجر بفرصة مشاهدة شروق الشمس على مدينة مكة المكرمة في تجربة روحانية تزخر بالسكينة والهدوء».