* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
منارة سيدي مروان .. الضوء الدوار الذي يوجه السفن و يزيل متاعب السفر
يكتشف المصطاف في رحلة الاستجمام عبر مختلف الشواطئ، بعض منارات الجزائر العتيقة التي تعلو الخلجان في مهمة لحراسة الساحل و توجيه السفن على مسافات بعيدة ، بألوان تشع جمالا في فترة الليل ، حيث تسبح الإنارة العاكسة على امتداد البصر، في مشهد رومانسي يزيل متاعب السفر و رحلة البحث عن المتعة .
تعد منارة سيدي مروان بتنس، من بين أهم المنارات التي لا تزال تقوم بالدور الذي أسند إليها منذ عقود من الزمن، في توجيه حركة السفن، إلا انه تم تغيير بعض التجهيزات القديمة بها و استبدالها بتكنولوجيات حديثة، من تقنية رفع الكتلة المعدنية التي يستغرق دورانها حدود ساعتين من الزمن، وكل مرة يتم رفعها إلى الأعلى، كما قال رمضان،أحد موظفي المنارة، للنصر، مشيرا إلى استخدام الطاقة في تشغيلها وتزويدها بمرايا وعدسات عاكسة و منشورات هائلة، أو ما يسمى بالضوء الدوار، تكسر الضوء و تعكسه وتركزه في أشعة يمكن رؤيتها على مسافة تفوق 40 كيلو مترًا .
كانت المنارات في بداياتها الأولى ، يضيف أحد الحراس، تستخدم الزيت ، ليتطور الأمر إلى استخدام وحدات ديزل ( المولدات الكهربائية ) وبعدها العدسات العاكسة في النهار، كما تسبح الإنارة فوق الأمواج بألوان زاهية، مع بداية غروب الشمس وتزداد بقعة الضوء ، كلما اشتد الظلام في مشهد رومانسي يزيل متاعب السفر و رحلة البحث عن المتعة فوق قمة خليج تنس الذي يكاد يلامس مصابيح السماء .
الواقف على قمة "كاب تنس" ليلا، يدرك مدى جمال المدينة المحصنة المفتوحة على البحر ، و هي تتلألأ كعقد مرجان يلف الشواطئ الناعمة في منظر قل نظيره ، مع نسمات البحر المعطر بالصنوبر و السرو الأخضر و العرعار البري، وغيرها من النباتات و الأشجار الغابية التي تزين المكان .
أهم ما يميز منارة تنس، التي تقع بنحو 50 كلم شمال عاصمة الولاية الشلف، موقعها الاستراتيجي و تحصيناتها الطبيعية و بنايتها الضخمة التي تتضمن عدة غرف و ساحات كبيرة وسلمها الحلزوني الذي يساعد على بلوغ القمة.
المنارة رغم مواجهتها للظروف الطبيعة و المناخية، لا تزال لحد الآن تحافظ على شكلها الهندسي و المعماري رغم أنها أنجزت في غضون 1865 ، و هي بحاجة إلى إعادة الترميم و توجيه لاستقطاب حركة السياح ، باعتبار أن مثل هذه المعالم يقول مرافقي ميلود ، لا يزال مجالها خصب وتطرح بشأنها الكثير من علامات الاستفهام لمعرفة أنواعها و فهم طبيعة هندستها وأهدافها التاريخية، خصوصا ، كما قال، أنه يمكن رصد عدة أنواع من المنارات ، من بينها منارات الشواطئ ، منارات مداخل الموانئ ، الصخور الناتئة و الروؤس الداخلة في البحر، وحتى بالمياه الضحلة الخطرة ، وقد يختلف الأمر من بلد الى آخر، حسب الخصائص الجغرافية ، ويطرح محدثنا دور المنارات حاليا على ضوء، كما أكد، التقنيات و الحاسبات الملاحية المعتمدة وتجهيزات الرادار، وغيرها من التقنيات التي توصلت إليها العلوم الحديثة .
منارة كاب تنس قادتنا للبحث عن باقي المنارات التي تزخر بها البلاد ، اذ تشير الأبحاث و الدراسات إلى وجود 32 منارة على طول الساحل منذ التواجد الفينيقي بالجزائر وهي تؤرخ لعلاقة الجزائري بالبحر ، العلاقة التي حاول الكاتب محمد بلحي، إبرازها من خلال مؤلفه "منارات الجزائر "، حيث أكد بلحي أنه " قبل 1830 كان للجزائريين خبرة في مجال إنارة الساحل، فقد اعتمدوا من القدم طرقا تقليدية متداولة منذ العهد الفينيقي، و كذا في فترة الموحدين والعثمانيين، كما تشهد على ذلك الترسبات الأثرية التي توجد على مستوى منارة شرشال ".
و أضاف في ذات السياق أن الجزائريين تركوا البحر وراءهم وأداروا ظهرهم له، منذ أن أجبرتهم قوات الاستعمار الفرنسي على مغادرة الساحل و الاستقرار بالمناطق الجبلية .
هشام. ج