آمال بن عمرة.. ممثلة تخطو أولى خطواتها لتحقيق حلم الشهرة العربية

نملك جيشا من الهواة الخارقين بحاجة للأخذ بأيديهم و لا للكاستينغ «المزيفة»
بابتسامة بريئة، استقبلتنا، و بنبرة صوت هادئة، خاطبتنا، لتفتح قلبها و تتحدث عن مشوار قصير لفنانة شابة اختارها المسرح عروسا له، فأنجبت أعمالا مميزة توجتها بمجموعة من الجوائز لأحسن الأدوار وطنيا و دوليا، و انتقاها التلفزيون  لتقمص أدوار أبدعت في أدائها، قبل أن تفوز في فترة قصيرة بأكبر جائزة كانت في انتظارها، لتواصل حقيقة ،ما تمتلكه الجزائر من جواهر ثمينة يزيد بريقها في إطلالات من أبواب أوسع عبر الدراما العربية، و للحديث حول تفاصيل كل هذا، تخاطب الممثلة المسرحية و التلفزيونية الشابة آمال بن عمرة جمهورها الجزائري عبر هذا الحوار من جريدة النصر...
النصر: بداية، هل من الممكن أن تعرفي القراء بآمال بن عمرة؟
آمال بن عمرة: أنا من مواليد سنة 1986 بولاية بومرداس، بدأت العمل في المسرح و عمري20  سنة، و على خشبة مسرح دار الشباب سناني السعيد ببومرداس وقفت أول مرة في حياتي، قبل أن أشارك في أعمال متعددة بمسارح مختلفة بالولاية، و منها إلى الجزائر العاصمة و باقي ولايات الوطن و حتى خارج الجزائر.
. حدثينا قليلا عن حكايتك مع المسرح، هل اخترته أم أنه هو من اختارك؟
ـ كنت أحب التمثيل منذ الصغر و رغبت كثيرا في ولوجه، غير أن تمركز الأعمال في الجزائر العاصمة، صعب من مهمتي خاصة و أنا كنت صغيرة في السن و لا استطيع التنقل باستمرار بين الولايات، غير أنه و ذات يوم اكتشفت صدفة بأن هنالك فرقة للمسرح بدار الشباب سناني السعيد، و هي التي انخرطت فيها فورا، و كان قراري صائبا نتيجة ما تلقتيه من دعم و مساعدة خاصة من طرف الفنان سيد أحمد ضراوي الذي لا يزال يدعمني إلى اليوم، و للإجابة بشكل مباشر على السؤال، يمكنني القول بأن المسرح من اختارني لأنه كان أولى خطوات تحقيق حلم التمثيل بالنسبة لي.
. ما هو أول عمل فني لآمال بن عمرة فوق خشبة المسرح؟
ـ أول مشاركة لي و أول ظهور على خشبة المسرح كان في دور طفلة صغيرة في مسرحية للأطفال، غير أن أهم عمل بقي في ذاكرتي في بداياتي، هو مسرحية الانقلاب للكبار، التي حازت على الجائزة الأولى في ولاية مستغانم، و هو أول نجاح و عمل لا يمكنني نسيانه طوال مشواري الفني.
. نعلم أنك حصدت الكثير من الجوائز في أعمالك المسرحية، هلا تحدثت لنا قليلا عن ذلك؟
ـ المسرح كلما أعطيته يعطيك أكثر، و بفضل تعاون كل الفريق في مختلف الأعمال، كنا نتوج دائما بجوائز في مختلف المشاركات، الوطنية منها و الدولية و حتى الجوائز الفردية، فقد فزت بجوائز عدة عن أفضل دور نسائي في عديد الولايات كولاية المدية التي فزت فيها مرتين بهذه الجائزة، أما عن المشاركات الدولية، فقد كان لي الشرف أن حصدت جائزة أحسن دور نسائي أيضا خلال مشاركتي في مسرح الشباب بدولة العراق و تتويجات أخرى خلال مشاركات عدة في مختلف المهرجانات الوطنية منها و الدولية، و هي كلها تتويجات تضاف للفن الجزائري و لمن يبقى لهم الفضل في صناعتها.
. شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية، كيف كان الانتقال من المسرح إلى الشاشة الصغيرة؟
ـ حقا أنا بدأت من المسرح الذي وجدت نفسي فيه، غير أن حلم التمثيل في الشاشة ظل يراودني، فقررت المشاركة في مسابقات الاختيار «كاستينغ»، و نجحت فيها أين فزت بدور في المسلسل الاجتماعي «البدرة»، و منه في أعمال أخرى كالذكرى الأخيرة، الطاكسي، دار البهجة، و آخر عمل هو المسلسل الذي سيعرض شهر رمضان المقبل و الذي ما يزال تصويره قائما و الذي يحمل عنوان «الشتاء البارد».
. بما أنك شابة تمكنت من حجز مقعد مهم في قطار التمثيل بالجزائر، هل لك أن تصفين واقع الشباب الهاوي لدينا؟
ـ هذا موضوع مهم للغاية، فأنا أفضل في كل مرة أن أسلط الضوء على واقع الهواة في الجزائر، فنحن نمتلك خزانا ضخما من المبدعين الهواة الذين يبهرون العالم في كل مشاركاتهم خاصة الدولية منها، لذلك، فهو بحاجة ماسة إلى المساعدة و مد يد العون من طرف المختصين، دون أن أغفل الحديث عن هضم حقوق هذه الفئة خاصة خلال الكاستينغ الذي كثيرا ما يكون شكلي و زائف و لا يعطي المستحقين حقهم للفوز بأدوار في أعمال قد تمنح لغير مستحقيها على حساب من هو أكفاء حقا.
النصر: كثيرون ينتقدون واقع التمثيل في الجزائر، ما رأي أمال بن عمرة في ذلك؟
ـ يمكنني القول بأن الأعمال التلفزيوينة قليلة جدا، و هو واقع قد يحرم الكثيرين من حق الظهور و إبراز مهاراتهم، فيجب أن يكون الإنتاج غزيرا و في المستوى الذي يليق بالممثل الجزائري، أما بالنسبة إلي، فأنا راضية جدا إلى ما وصلت إليه، فالحمد لله لأن في كل مرة أخسر شئ، يعوضني الله بشئ أفضل منه.
. لكل فنان قدوة أو فنان يتأثر بأعماله، بمن تأثرت آمال بن عمرة؟
ـ حقا أنا من محبي أعمال الممثلة الجزائرية نضال، فعملي معها في مسلسل البدرة قربني منها بشكل كبير و تأثرت بما تقدمه من إتقان في العمل و كذا تفضيلها للتنويع في أداء الأدوار، أما على مستوى أوسع، فأنا من متتبعي الدراما التركية خاصة الممثلة التي لعبت دور لميس، فهي تستطيع أن تقدم أدوارا متكاملة، و هي ميزة الدراما التركية التي أرغب كثيرا في أن نستفيد منها لنتمكن من تقديم أعمال قد تتعدى محيط الجزائر.
. قسنطينة تحتضن أضخم تظاهرة ثقافية، هل كان لك حظا فيها؟
ـ للأسف، كثرة انشغالاتي بأعمال أخرى حرمتني من المشاركة في هذه التظاهرة المهمة، غير أنه يمكنني القول بأن ذلك ليس نهائيا، فالسنة طويلة و من الوارد جدا أن أشارك عبر أحد الأعمال في وقت لاحق، و هو شرف لي حقا.
. ماذا تتمنى آمال بن عمرة و ما هو الحلم الكبير الذي تنتظر تحقيقه في مشوارها الفني؟
ـ أمنيتي الكبيرة هي أن أكون محبوبة الجمهور الجزائري، و هو ما أعمل لأجله في كل نشاطاتي، أما بالنسبة للحلم الكبير، فهو الشهرة العربية، و المشاركة في أعمال يشاهدها الجمهور العربي العريض، و هو حلم قد يكون قريب، و هو ما سأتحفظ حول الحديث عنه إلى أن يحين الأوان.
. في النهاية، ما هو جديد الفنانة الشابة الحالمة؟
ـ نحن نحضر حاليا للمشاركة في مسرح المحترف بتاريخ 24 ماي بالجزائر العاصمة، و هو ما سيكون عبر مسرحية «من حقي نحلم» للمخرجة التونسية دليلة مفتاحي، و أقول لجمهور انتظروني قريبا في رمضان في الشتاء البارد.
ايمان زياري