أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، على الاستعراض العسكري...
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الخميس، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة مشاريع مراسيم تتعلق بالوقاية من أخطار الكوارث وانفتاح مؤسسات...
• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
المأكولات التقليدية تتربع على عرش الطعام بالجزائر
تضم الجزائر العاصمة مطاعم تعرض مأكولات الكثير من الشعوب والثقافات ، مشكلة فسيفساء عالمية تنبعث منها روائح مختلف التوابل ، و بات بإمكان المواطن تذوق أي نكهة أجنبية شاء، و بالرغم أن البعض يعتبرون هذا الثراء و التنوع بمثابة ثورة في عالم الطعام، إلا أنها لم تتمكن من زحزحة أصالة أطباق الجزائر التقليدية الشعبية ،التي تبقى الأكثر طلبا و انتشارا بين أبناء وطن يقدسون كل ما هو تقليدي، و إن رغبوا في تناول أطباق أخرى.
و أنت تتجول وسط شوارع الجزائر العاصمة و مختلف الولايات الكبرى، لا شيء يبرز أكثر من روائح الشواء و الطعام، و الدخان الذي يعلن عن المحلات حتى قبل الوصول إليها، و مشاهد لأشخاص يتناولون الطعام في أي وقت خارج البيت، فتجدهم يحتلون المطاعم، الطاولات، و يشكلون طوابير أمام عربات الطعام و باعة الأيس كريم، بينما يفضل آخرون التجول وسط المارة حاملين مثلجاتهم أو ساندويتشاتهم.
محلات الأكلات التقليدية تسيطر على عالم الطعام بالجزائر
ربما تصنف الجزائر العاصمة بأنها أكبر المدن الجزائرية احتواء على مطاعم لدول مختلفة، لتقدم ما تتميز به من أكلات ، فالراغب في شيء ما، لن يتوه و هو يبحث عن غايته، فيكفي البحث قليلا عبر تقنية الجيبياس، ليجد ضالته، بينما تجذب الكثيرون أطعمة أخرى بروائحها فقط، كيف لا و طاولات الشواء تبعث بعبق روائحها الشهية التي تسيل لعاب المارة، و تسحر خلطة توابل الشاورما عشاق الطعام، أما “بوزلوف”، فله زبائنه الأوفياء الذين تعودوا على مطاعمه التي تحجز أمكنتها منذ سنوات طويلة.
و في جولة قادتنا إلى ساحة الشهداء، و بين أزقة “زنقة العرايس” المتواجدة بجانب القصبة السفلى، وقفنا على مشاهد مثيرة، فأصالة المكان تفرض نفسها بالنطقة، فعلى الرغم من الانتشار الواسع لمحلات الأكل السوري و التركي و حتى الفاست فود، إلا أن تلك التي تقدم أكلات تقليدية كانت الأكثر انتشارا، حيث وجدنا أعدادا كبيرة من المحلات تعرض المحجوبة، القرانطيطا ، في حين تعرض المطاعم الشعبية أنواع الحبوب الجافة أو أكلات شعبية تقليدية مثل المثوم العاصمي، الشخشوخة البسكرية، و حتى البريك العنابي، إلى جانب محلات لبيع قلب اللوز و زلابية بوفاريك الشهيرة.
“القرانطيطا”أكلة الفقراء و المحاجب معشوقة الجماهير
مع التنوع الكبير الذي تفرضه المطاعم و عربات الطعام التي تنتشر كالفطريات، و تنافس عدد من المحلات خلال السنوات الأخيرة، تحافظ الكثير من الأكلات الشعبية على مكانتها في قوائم الطعام لدى الجزائريين.
إن أكلة “القرانطيطا” أو “الكارانتيكا” التي تشتهر بها ولايات الوسط و الغرب الجزائري، و لا تزال رغم قدمها ، تسيل لعاب الكثيرين ، و تمثل طعام الفقراء بالدرجة الأولى ، بالنظر لانخفاض سعرها، إذ لا يتجاوز ثمن الساندويتش الواحد منها 80 دينارا على أقصى تقدير، كما قال للنصر رضوان، صاحب محل لبيع هذه الأكلة بالقصبة العتيقة بالعاصمة، مشيرا إلى أنها و على الرغم من أنها تعرف بطعام محدودي الدخل، إلا أن الكثير من الميسورين يشتاقون إليها، و يقبلون على تناولها.
و لا تزال “المحاجب” التقليدية تنافس البيتزا و السوفلي و البنيني و غيرها من الأكلات ا العصرية في الاستحواذ على قلوب الجزائريين من مختلف الأعمار و المناطق، و لا يقاوم المارة رائحتها التي تنبعث من الدكاكين الصغيرة بالأحياء الشعبية و المحلات و المطاعم المختلفة ، فيسرعون لاقتناء ما لذ و طاب منها ، و يتخذون منها وجبات رئيسية عن حب و اقتناع.
“السوشي” “الهوت دوغ” و “الأرانشيني” تثير الفضول
لم يعد تناول طعام من أي بلاد في العالم، مجرد حلم بالنسبة للجزائريين، فقد انتشرت في السنوات الأخيرة بالمدن الكبرى عدة مطاعم عالمية ، فبالجزائر العاصمة مثلا، نجد مطاعم كثيرة تمثل كل منها أكلات بلد معين، على غرار المطعم الصيني، التركي، الفرنسي، الإيطالي و حتى الهندي، إلى جانب عدة مطاعم سورية ،ما ساهم في الترويج بشكل أوسع للأطباق العالمية ذات الشهرة الواسعة كطبق “الأرانشيني” الإيطالي المتمثل في كريات من الأرز مملوءة بصلصة الطماطم مع الجبن، و تقدم مقلية، و كذا “الهوت دوغ” الوجبة الأمريكية الشهيرة، التي تصنع من خبز خاص محشو بالنقانق، المايونيز، الكاتشاب و السلطة، و “السوشي” الذي يصنع من الأرز و سمك السلمون و يعرف بطعمه اللذيذ.
و تسجل مطاعم الأكل الصيني و الإيطالي حضورا مميزا بالجزائر، حيث فرض تواجدها تفتح الشعب الجزائري على ثقافات العالم و يقصدها بعض المواطنين على سبيل تجريب نكهات جديدة و إرضاء للفضول، ليعودوا في نهاية المطاف إلى أحضان أكلاتهم الشعبية. كما ترضي هذه المطاعم احتياجات الجاليات الأجنبية ، و تستقطب السياح .
الزلابية و قلب اللوز تتفوقان على “لي كراب”
إن التنوع الذي بات السمة الأبرز لمأكولات المطاعم و محلات الفاست فود، لم يؤثر على الإقبال على الحلويات التقليدية ، فالبرغم من انتشار حلويات أجنبية، كـ”لي كراب” التي تقدم محشوة بنوتيلا و الفواكه، و كذا الحلويات السورية و التركية، إلا أن الحلويات التقليدية و الشعبية لا تزال تحافظ على مكانتها لدى الجزائريين.
و يؤكد عمي أحمد بائع قلب اللوز بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة، بأن زبائن هذه الحلوى يتزايدون باستمرار ، واصفا الحلويات الأجنبية بالدخيلة التي لن تستطيع طمس الجزائرية الأصيلة، كما تحدث عن مكانة “الزلابية” ، فالجزائريون يستهلكونها طوال السنة و لو بنسبة أقل من رمضان ، و لا تزال الشاربات، و الشاي، تحتفظ بمكانتها رغم بروز المشروبات الصناعية المختلفة.
“الزفيطي” الأكلة الشعبية التي خرجت من بيوت المسيلة إلى ولايات الوطن
هناك مطاعم كثيرة مختصة في تحضير مختلف أنواع الأطباق التقليدية كالمثوم العاصمي، الشخشوخة القسنطينة و البسكرية، الكسرة مع اللبن، لكن يسجل طبق الزفيطي الذي يصنع من شخشوخة حارة يتم هرسها في مهراس خاص من الخشب، حضورا قويا و عبر مختلف ولايات الوطن، و يقبل الكثيرون خاصة في موسم البرد، على تناول هذه الوجبة التقليدية، على الطريقة التقليدية، وسط ديكور تقليدي جذاب، حيث تختار المطاعم في الغالب ديكور
الخيمات الصحراوية لتقديم أطباق الجنوب مع الشاي المحضر على الجمر ، فيسافر الزبائن و أغلبهم شباب ، دون عناء إلى دفء و سحر الصحراء ، و قد انتشر هذا النوع من المطاعم عبر مختلف الشوارع و الأحياء الجزائرية، دون استثناء.
أخصائية التغذية وفاء مغربي
الأكل في المطاعم خطر على الصحة
تحذر أخصائية التغذية، وفاء مغربي ، من الانتشار الكبير لظاهرة الأكل في المطاعم و محلات الفاست فود ، و قالت بأنها تفتك بصحة المواطنين بطريقة سريعة.
و أوضحت الأخصائية بأن الأكل خارج البيت ينقسم إلى وجبات سريعة تفتقر للمغذيات و الفيتامينات، و تزيد بها السعرات الحرارية، إضافة إلى احتوائها على مواد مضرة بالصحة، خاصة و أن غالبيتها تعتمد على القلي و تكرار استعمال الزيت، مما يعرض الأشخاص الذين يستهلكونها إلى أمراض خطيرة كالسمنة، اضطرابات الجهاز الهضمي، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، السكري من النوع الثاني و أمراض القلب.
أما بالنسبة للنوع الثاني من الطعام الذي يستهلك خارج البيت، فهو ما تقدمه المطاعم دون مراعاة شروط النظافة و تستعمل أواني الألمينيوم المضرة، و هي كلها أخطار قد تؤدي إلى أمراض سرطانية قاتلة.
و تنصح الأخصائية بالعودة إلى طعام البيت و أكل الأجداد من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الحبوب، الخضروات و زيت الزيتون.
إيمان.ز