تتعرض الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة إلى حملة ممنهجة تقودها شبكات ومواقع إعلامية فرنسية موالية للتيار اليميني المتطرف والتي تناغمت مع أجندات صهيو -...
هنأ القادة الأفارقة المجتمعون في القمة المنعقدة يومي 15 و16 فيفري بأديس أبابا، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على النجاح «الاستثنائي» الذي...
حذّر أمس، أكاديميون خلال ملتقى وطني حول حقوق الإنسان والأسرة بقسنطينة من مسائل الإكراه التشريعي والعولمة القانونية وكذا تغلغل المصطلحات القانونية...
تم مساء أمس تقديم العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل حول حياة ونضال وكفاح الشهيد زيغود يوسف (1921 – 1956) بقاعة العروض الكبرى أحمد باي «زينيت»...
تضاعفت مؤخرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، نداءات التبرع بالدم في ظرف انتشار فيروس «كوفيد 19» بالجزائر والأمر لا يتعلق بالمصابين بهذا الفيروس لأنه لا حاجة لهم بحقن الدم، ولكن النداءات تتعلق بالمرضى المتواجدين في المؤسسات الإستشفائية خاصة المصابين بأمراض الدم المختلفة والسرطان أساسا.
وللوقوف على الوضع، اتصلت النصر بالمشرفين على بعض صفحات التبرع بالدم لتعذر الاتصال بالمتبرعين الذين رفض أغلبهم الإجابة على أسئلتنا، وقد أجمع المشرفون على تلك الصفحات أن عدد المتبرعين المنخرطين معهم تناقص بحوالي 80 بالمائة منذ بداية جائحة كورونا، وأنهم برروا هذا بتخوفهم ليس فقط من نقل الفيروس لأنهم يدركون أن الإحتياطات الوقائية في مراكز الحقن متوفرة، ولكن لتخوفهم أيضا من اكتشاف حملهم للفيروس عند تحليل دمهم قبل استعماله للمرضى، كما أوضح أحد المشرفين على صفحات التبرع، أنهم يقومون بحملات توعية متواصلة لأن العديد من المتبرعين لا يعرفون أن هناك إجراءات احترازية موجودة في مراكز الحقن، وأن الأمر لا يدعو للقلق الذي ينتابهم.
يقول عصام أنه يريد التبرع ويعلم أن تدابير الوقاية موجودة، ولكن الإشكال الذي يطرح بالنسبة إليه هو في الوقت الذي يقضيه في مركز حقن الدم خاصة مع التوقيت الجديد للحجر المنزلي، ولهذا يضيف عصام أنه لا زال يتدبر أموره قبل التوجه للتبرع كما يخشى الاحتكاك في الشارع.
ورغم أن سفيان أيضا يريد التبرع، ولكن هو يقطن في منطقة نائية ووسائل النقل متوقفة، وبالتالي يشير محدثنا أنه كلما يرى طلبا للتبرع يتصل بصاحبه ولكن يتعذر الأمر لغياب النقل، خاصة وأنه سيقضي وقتا طويلا في مركز الحقن ويضطر للعودة لسكنه البعيد قبل وقت الحجر المنزلي إضافة إلى احتمالات الخطر .
أما عبد القادر وهو متبرع متطوع، يقول أنه توقف عن التبرع بسبب عمله كممرض لأنه على اتصال يومي مع المصابين بكورونا، وعليه يخشى نقل الفيروس، رغم علمه بالتدابير الوقائية والتي يلتزم بها ولكن يخشى احتمال العدوى خاصة وأن الفيروس لازالت الدراسات حوله غير كافية وعليه يجب الحيطة والحذر مثلما أفاد محدثنا.
مرضى السرطان أكثر المتضررين
وحسب مصادر طبية من مستشفى مكافحة السرطان بوهران، فإن المتطوعين توقفوا عن التبرع التلقائي لصالح شريحة المصابين بالسرطان، ولم يتبقى سوى المتبرعين الذين يرافقون أهالي المرضى لحاجة مريضهم للدم أو الصفائح الدموية، وهذا رغم توفير كل الإحتياطات الوقائية والإحترازية لحماية المتبرع والطاقم المشرف على العملية، حيث أضاف مصدرنا أن المتبرع يخضع قبل الحقن، لتحقيق وبائي خاصة عند تنقلاته ومحيطه لتجنب أي احتمال لنقل العدوى ويتم الكشف عليه صحيا كذلك، مؤكدا أن الظروف العامة حاليا في المستشفى تتميز بتطبيق أقصى الإحتياطات الوقائية ولكن المتبرعين المتطوعين انقطعوا عن العملية مما ساهم في تناقص مخزون الدم، ومن التدابير الوقائية التي تم القيام بها، تحديد زيارة المرضى البالغين بشخص واحد فقط وللضرورة أما الأطفال المصابون بالسرطان فأمهاتهم يرافقنهم ولا يخرجن من المؤسسة، مبرزا أيضا أن المرضى الذين خضعوا لثلاث فترات مراقبة طبية وحالتهم مستقرة، تم تمديد موعد المراقبة القادمة لغاية تجاوز محنة «كوفيد 19»، والمستشفى لازال حاليا يستقبل فقط الحالات الإستعجالية للتكفل بها من طرف الطاقم الطبي.
الدكتور ديدي محمد شكري: كل التدابير الوقائية مطبقة لحماية المتبرع
وفي ذات السياق، قال الدكتور ديدي محمد شكري طبيب عام، أن نسبة التبرع إنخفضت ب 50 بالمائة في فترة كورونا، ولكن هذا لا يؤثر لحد الآن لوجود المخزون الكافي للتكفل بالمرضى وتوفير لهم هذه المادة الحيوية، لأن أغلب المستشفيات أوقفت العمليات الجراحية والإستشفاء وبالتالي لم تعد الحاجة كبيرة للدم إلا في الحالات الإستعجالية التي يمكن تزويدها بشكل عادي، وأضاف المتحدث في إتصال مع النصر، أن بعض المتبرعين لازالوا يتوافدون على مراكز حقن الدم التي اتخذت كل الإحتياطات الوقائية لإستقبالهم، مثل توفير الكمامات واللباس الخاص بالطاقم الطبي وشبه الطبي، وكذا للمتبرعين الذين وضعت لهم أسرة متباعدة في غرفة الحقن والتبرع ويتم التعامل مع متبرعين اثنين في كل دفعة لتفادي تجمعهم في قاعة الانتظار، مبرزا أنه لا خوف من عملية التبرع التي تجري حاليا في وسط عالي التعقيم والتطهير و حقن ومعدات التبرع هي أحادية الاستعمال ثم ترمى في النفايات، مشيرا كذلك أن مراكز حقن الدم مفتوحة على مدار أيام الأسبوع لاستقبال المتبرعين، وموضحا أيضا أن حملات التبرع التي كانت تتم في عن طريق شاحنة مراكز الحقن في الفضاءات العمومية والمساجد وبعض المؤسسات، توقفت بسبب الوباء وهذا كذلك ساهم في انخفاض عدد المتبرعين.
بن ودان خيرة