* رئيس الجمهورية ينهي مهام والي غليزان و يعين كمال بركان خلفا له أقر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، حركة في سلك الأمناء...
شدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية واجب مقدّس لا يقبل المساومة، وثمّن المكاسب التي حققتها الجزائر في...
تخضع الأسواق الجوارية التي تم افتتاحها مؤخرا عبر كافة البلديات لزيارات تفتيشية من قبل مسؤولين مركزيين بوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق للوقوف على...
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، عددا من المشاريع تتعلق بإنشاء سلطة وطنية للموانئ، وكذا تطوير استغلال...
أكدت الدكتورة آسيا زغيب، أستاذة محاضرة بقسم الكيمياء و رئيسة المخابر البيداغوجية للبيولوجيا بجامعة تبسة، للنصر، بأن مخابر البحث العملي و البيداغوجي في الجامعات الجزائرية، قادرة على الانتقال من الجانب النظري إلى التطبيقي خلال أقل من سنة، لتؤسس فعليا لقاعدة إنتاجية محلية بالتنسيق مع المؤسسات الاقتصادية و بالأخص المؤسسات الناشئة، وهو واقع أثبته مساهمتها الملموسة في مجابهة جائحة كورونا، بدليل أن طاقم مخبرها تمكن كما قالت، من انتاج كميات معتبرة من مواد التعقيم في ظرف يومين فقط.
حاورتها : هدى طابي
ـ النصر: أنتجتم مؤخرا كميات معتبرة من مواد التعقيم على غرار مخابر جامعية أخرى، كيف وفرتم المادة الأولية و كم تطلب منكم ذلك من وقت؟
ـ آسيا زغيب: المبادرة جاءت بناء على طلب من مدرية الصحة لولاية تبسة، و أشرفت عليها بوصفي عضوا في المجلس العلمي الولائي لمحاربة فيروس كورونا، و هو تحديدا ما دفع مدير جامعة العربي التبسي الأستاذ بودلة عمار، إلى اختياري رفقة زميل آخر لقياة المشروع.
في البداية كانت مديرية الصحة قد لجأت إلى مخبرنا بحثا عن الزجاجيات و المواد الأولية الضرورية لصناعة المعقم على مستوى مختبراتها وهو ما تم بالفعل، لكن بعد فترة وجيزة اقترح مسؤول القطاع على عميد الجامعة، تزويدنا بمادة الكحول التي كانت تنقصنا مقابل أن نتكفل نحن في المخبر البيداغوجي للبيولوجيا بتصنيع المعقمات، وهكذا باشرنا العمل على المشروع باستخدام 10 لترات من كحول، ثم كررنا التجربة في ظرف أسبوع بالاعتماد على 340 لترا من الكحول، و أنتجنا كمية معتبرة من المعقم في مدة يومين، بالتعاون مع صيادلة أوفدتهم مديرية الصحة.
ـ لسنوات ظلت المخابر الجامعية غير منتجة و تستهلك ميزانية غير مبررة، ما أدى لغلق عدد منها، ما الذي تغير منذ ظهور كورونا؟
ـ بالفعل هو واقع، لطالما ناقشناه كجامعيين، كنا نتساءل دائما عن السبب وراء انحصار دورنا و عدم تفعيل بحوثنا ميدانيا و انحصارنا في الجانب النظري، لكن مؤخرا، ومنذ حوالي سنتين تحديدا كانت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي قد اعتمدت استراتيجية جديدة في ما يخص تسيير هذه المخابر و باتت أكثر صرامة معها لدرجة غلق بعضها بسبب ضعف المساهمة العلمية، و بالتالي فإن فكرة الانتقال نحو الجانب التطبيقي كانت مطروحة فبل ظهور الفيروس، و قد تجاوب معها العديد من الأساتذة الباحثين، الذين تبنوا مبدأ تكريس المردودية البحثية ميدانيا، غير أن كورونا سرع الأحداث، و استوجب تدخل الجامعة بمختلف باحثيها و تقنييها و مخبرييها و حتى طلبتها بهذا الشكل، فالمساهمة لم تقتصر على طرف معين و لم تتوقف عند مواد التعقيم، بل شملت الأقنعة و ألبسة الوقاية، حتى أننا شاهدنا نماذج عن أجهزة تنفس اصطناعي طورها طلبة ، وعليه أعتقد فعليا أن ما كان ينقصنا هو الإرادة و الصرامة أما الطاقات و الأفكار و البحوث النظرية، فقد كانت موجودة و ما تحتاجه حاليا هو التثمين و التمويل الكافي لتخرج لمجال التطبيق.
ـ كيف يمكن أن توظف البحوث السابقة المنجزة عبر مختلف المخابر صحيا و اقتصاديا في المرحلة الحالية؟
ـ الوباء كشف بأن المخابر يمكنها أن تساهم بشكل فعال ميدانيا، ولدينا حقيقة مشاريع بحثية جاهزة و جد واعدة سينعكس تفعليها ميدانيا على العديد من المجالات، بما في ذلك الصيدلة و الطب و شبه الطبي و البيئة و التغذية ومراقبة الجودة، و هي أبحاث مضمونة النتائج، فغالبيتها كان موضوع اختبار تطبيقي في جامعات وطنية و أجنبية ،على اعتبار أنها كانت مشاريع بحث و دكتوراه وغير ذلك.
بالنسبة للنجاعة الاقتصادية، أؤكد لكم أننا كيفنا تفكيرنا كباحثين مع ما أفرزته و تفرزه الجائحة الحالية، وقد بدأنا في العمل على إيجاد حلول ممكنة لتوفير بعض المواد الأولية التي تتطلبها عملية تصنيع منتجات معينة كالمعقمات و غيرها، بمعنى أننا نتوجه إلى تركيب المادة الأولية محليا دون الحاجة إلى استيرادها في الأساس، خصوصا في ظل الظروف الحالية وما تعرفه الأسواق العالمية من انغلاق و ندرة و ما تشهده الدول من قرصنة جوية لمنتجات بسيطة كالكمامات و صولا إلى أجهزة التنفس الاصطناعي.
حاليا بدأنا التنسيق فيما بيننا كمخابر لتبادل الأفكار و جرد الإمكانيات الموجودة، و سيكون بإمكاننا في مرحلة لاحقة أن نقدم للصناعين منتجا نهائيا لمواد أولية كانت مفقودة و تعتمد على الاستيراد، أي أن مخابر البحث يمكنها أن تحافظ على العملة الصعبة و تقلص فاتورة الاستيراد و تقود عجلة التنمية بكل نجاعة و مردودية مستقبلا.
باختصار فيروس كورونا، فتح أعيننا على قدراتنا الحقيقية و بين لنا بأننا قادرون على الاعتماد على كفاءاتنا و التخلص من التبعية للغير، بمعنى أننا لو حظينا بالدعم و توفرت الإرادة السياسية اللازمة لإنجاح الأمور، فإن الجزائر ستعرف نهضة صناعية و علمية ما بعد كورونا.
ـ ما هي الآجال التي يتطلبها الانتقال من البحث النظري إلى التطبيق حسب تقديرك ؟
ـ نظريا نحن متقدمون، البحوث و الدراسات موجودة و الطاقات البشرية كذلك، بدليل أننا كما سبق و أن ذكرت، تمكننا في أقل من 48 ساعة، من تحويل 340 لترا من الكحول و مواد أخرى إلى منتج صالح للاستغلال يستوفي كافة شروط الجودة التي حددتها منظمة الصحة العالمية، رغم محدودية عددنا كباحثين و تقنيين، وهو ما يؤكد بأن مخابرنا تستطيع أن تنتقل إلى ميدان التطبيق خلال أقل من سنة، و يمكنها أن تفعل بحوثها بصفة ستسمح لنا بالتأسيس لقاعدة إنتاجية محلية متينة، خصوصا إذا ما كان هناك تنسيق جاد مع الفاعلين في القطاع الاقتصادي، و بالأخص المؤسسات الناشئة، التي يقودها مبدعون و أصحاب أفكار و خريجو جامعات يتحكمون في التكنلوجيا بشكل جد مشجع و يملكون خلفية بحثية و علمية مناسبة، يمكنها أن تغنيهم عن مشقة البحث عن وظيفة بسيطة و تسمح لهم بتأسيس شركات خاصة. في اعتقادي الشركات الناشئة هي مستقبل الاقتصاد لأنها قادرة على خلق مجالات إنتاج جديدة توفر لنا سوق مستقلة و تحقق الاكتفاء من منتجات كنا نستوردها في الأساس.
هـ / ط