استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الباحث والعالم الجزائري كريم زغيب، الذي أكد الشروع في العمل مع وزارة...
* إسقاط طائرة الدرون مؤخرا من مظاهر عصرنة و احترافية الجيشأكد العقيد، مصطفى مراح، من مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي أن هذا...
أكد الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء محمد الصالح بن بيشة، في افتتاح ملتقى بعنوان«تعزيز الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني: بين التحديات...
تحوّل نادي «بريدج أدفونتير» للدراجات النارية، في فترة وجيزة إلى ممثل لولاية قسنطينة والجزائر على المستوى العالمي، وذلك بعد نجاحه في الترويج للسياحة...
اختفت الحشود الغفيرة من شارع عنونة التاريخي الشهير وسط مدينة قالمة، و توارى باعة الذهب و «الدوفيز» الثمين عن الأنظار، بعد أن ظلوا باسطين نفوذهم القوي على الشارع العريق، أحد معالم قالمة القديمة، قبل أن ينصاعوا لتدابير الحجر الصحي الوقائي و يخلوا مواقعهم إلى أجل غير مسمى.
اختفى الجميع و أغلقت المحال التجارية أبوابها، لم يبق في شارع عنونة اليوم إلا باعة التمر باسطين أذرعهم بين صناديق التمر و عراجين دقلة نور القادمة من الجنوب الكبير، مستقبل الاقتصاد الأخضر البديل.
عند بداية شارع عنونة يجلس شاب صغير بين أكوام التمر المختلفة الأذواق و الألوان، ينتظر قدوم الزبائن وسط فضاء تجاري موحش، و كأن الشارع التاريخي قد استرجع ذكرى أخرى من ذكريات ماي الأسود، عندما انتشر الموت في كل مكان و أخلى الناس المدينة هربا من القناصة المتربصين بهم في كل مكان.
يتكرر المشهد اليوم بعد 75 عاما من تلك المأساة الإنسانية التي حولت المدينة إلى ساحة للقتل و الحزن، لكن العدو هذه المرة ليس الرجل الأوروبي الماكر المدجج بالسلاح، هو كائن مجهري مرعب استطاع أن يوقف حركة المدينة الصاخبة، و يحولها إلى فضاء للأشباح في الليل و النهار، لكن الشاب الصغير، بائع التمر يبدو مصمما على مواجهة الخطر، و حراسة البوابة الرئيسية لشارع عنونة الموحش، فقد ازدهرت تجارة الغذاء بالمدينة، و هذه فرصة باعة التمر لصيد الباحثين عن المؤن لتخزينها، تحسبا لتطور الوضع الصحي بسبب فيروس كورونا الذي يجتاح البلاد.
على طول شارع عنونة تنتشر محلات بيع التمر، السلعة الوحيدة التي رخصت سلطات المدينة ببيعها على امتداد الفضاء التجاري الموحش، لان اغلب المحال التجارية هنا تبيع الذهب و الملابس و الأحذية و الأواني و التجهيزات المنزلية، إلى جانب تجارة العملة الصعبة التي تكاد تشبه سوق السكوار السوداء بالجزائر العاصمة.
متاجر التمور بشارع عنونة بجانب بعضها البعض، لكن الباعة يحرسون على التحدث فيما بينهم من مسافات آمنة، و يستأنسون ببعضهم البعض وسط فضاء تجاري بلا حراك، فقد تراجعت أعداد الزوار، و الداخل إلى الشارع العريق عليه ان يشتري التمر أو يغادر إلى وجهة أخرى فليس ثمة ما يغري بالبقاء في شارع تجاري كبير لا يسكنه إلا باعة التمر.
و لأن تجارة الأزمة عندنا غالبا ما تتحرر من كل القيود، فقد بدت أسعار التمر مرتفعة بشارع عنونة، لكنها متوفرة بمكيات تكفي القليل من زوار المكان الهادئ الذي كان مزدحما بالناس، حتى أنك لا تكاد تجد موطئ قدم عندما تبلغ الحركة التجارية ذروتها في حدود منتصف النهار. لم يكن أحد يتوقع يوما أن تتوقف الحياة الاقتصادية بأحد أهم شوارع قالمة القديمة، حتى بائع التمر بدا مندهشا عندما بقي وحيدا هنا، بعد ان سمحت له تدابير الحجر الصحي الوقائي بمواصلة النشاط، مثله مثل باعة المواد الغذائية الأخرى، الذين ازدهرت تجارتهم، و انتزعوا الشهرة من باعة الذهب و الدوفيز الذين تربعوا على تجارة المدينة سنوات طويلة، و صاروا أسيادها بلا منازع، قبل أين يخلوا الساحة مكرهين و يتركوها لبائع التمر، حارس عنونة الذي عاد إليه الملك، في زمن الحجر و الوباء اللعين. فريد.غ