ضبط النفس والعفو عن المعتدين دليل قوة الشخصية والإيمان

تعترض المسلم في حياته اليومية بالأماكن العامة مواقف تثير غضبه لاسيما في شهر رمضان حيث يقترن ذلك بحالة الجزع والتوتر والانتظار ما قد يضطره لردود أقوال أو ردود أفعال سلبية تجاه من أثاروا غضبه؛ تنتهي عادة بندم شديد وتأنيب ضمير بعد فوات الأوان؛ لذلك يحث الإسلام أتباعه على ضرورة ضبط النفس وكظم الغيظ والعفو عن الناس في مثل هكذا مواقف؛ رغم صعوبة هذا الالتزام الأخلاقي الذي يرى فيه البعض ضعف شخصية وقلة مروءة والعكس هو الصحيح؛ فالعفو عند المقدرة صفات الكبار؛ لأنها مرتبة الإحسان التي لا يرتقي إليها إلا المؤمنون حقا.
ففي القرآن الكريم جاء ذكر صفات حميدة للمؤمنين منها قوله تعالى:(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:134]، كما قال تعالى: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى:37] .
وقد جاء تأكيد ذلك في سنة رسول الله : (ليس الشديد بالصُّرعة، إن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)؛ مصححا بذلك مفاهيم جاهلية ظلت سائدة تربط قوة الشخص ورجولته في مقدار ردود فعله العنيفة وقوة بطشه بمن يثيرون غضبه.
وتكرر من الرسول  ذلك في وصاياه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي : أوصني قال: «لا تغضب»، فردَّد ذلك مراراً، قال: «لا تغضب». وفي رواية قال الرجل: «ففكرت حين قال النبي ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله».
إن العفو وكظم الغيظ مرتبة نفسية إيمانية سامية تشي بعظمة النفس وقوة التحكم فيها لأن الإنسان مسؤول عن تصرفاته، الإرادية، فينبغي إن لا تفهم على أنه هوان وذل أمام المعتدين، بل هي سمو إحسان من الشخص وارتقاء بنفسه عن الانخراط في جدل وصراع اجتماعي لا طائل منه؛ وكم من كلمة حسنة وموقف عفو كان له أكبر الأثر في صد المعتدين من المجابهة العنيفة بالقول أو الفعل؛ يقول الله تعالى: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ )) ويقول أيضا: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)). وقوله: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )) وتشتدد الحاجة لضبط النفس وكظم الغيط في شهر رمضان؛ لأن الرسول  أوصى الصائمين بذلك؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رضي الله تعالى عنه أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فالعفو من صفات المؤمنين الصائمين خصوصا فلا يصدر عنهم أذى بالقول أو الفعل وإن صدر ضدهم قابلوه بضبط النفس والعفو وذلك هو الانتصار الحق من النفس وللنفس.               
              ع/خ

عودة البشرية للفطرة عودة أنية نتيجة الخوف

السؤال المطروح هل ستلتزم البشرية نهج الفطرة الذي عادت إليه جراء أزمة كورونا، وتعانق الإسلام فرادى وجماعات حتى لا يبقى في الكون كافر واحدا ويصبح الجميع مؤمنين موحدين؟
الجواب في طوايا وثنايا القرآن الكريم فإن البشرية لئن وجدت نفسها في مواجهة هذا الوباء بدون سلاح ولا حيلة فلم يبق لها من حيلة سوى الرجوع إلى الله بموجب النداء الخالد، نداء الفطرة، فإن سوادها الأعظم سيعود إلى إلحاده وفساده، وانحرافه عن الطريق السوي، ويعتبر ما حدث سحابة صيف ،فقد قال تعالى :
((لَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى  أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))، وقوله تعالى: ((وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا  قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)) وقوله تعالى ): ((إِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى  ضُرٍّ مَّسَّهُ  كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))، ولكن هناك فئات من أولئك الناس سوف يبقون على العهد والوعد، ويستمرون في طريق الهداية، والإيمان، بل قد يتحولون إلى دعاة خير وفضيلة مدافعين عن الإسلام وقضياه العادلة، وينصر الله بهم الإسلام في عقر ديارهم .

التدين الفردي في زمن كورونا

الجميل في التدين الفردي هو الصفاء وإخلاص النية لله، ولذلك كان النبي محمد، يتعبد منفردا قبل أن ينزل عليه الوحي في غار حراء، وجاءت كورونا هذه السنة لتفرض التعبد الفردي أو العائلي بسبب غلق المساجد، و هي ضارة نافعة ليعرف ويقيس الإنسان مدى التزامه بأداء عباداته كما هو الحال في صلاة التراويح مثلا، ففي صلاة الجماعة قد يطغى الجانب الاجتماعي على الجانب الإيماني، و تتسرب ممارسات الرياء و النفاق من خلال اجتهاد الفرد في رسم صورة عن نفسه ليس غرضها مرضاة الله و إنما كسب الرضا الاجتماعي .
فالتدين الفردي يضع إيمان المسلم على المحك، و يعرف من خلاله هل سلوكه الديني مشروط بجماعة المؤمنين في زمان و مكان معلومين أم أنه متصل مباشرة بخالقه ؟.وعليه ما هي نسبة الذين يحافظون على صلاة التراويح في بيوتهم مقارنة بعددهم في المساجد في السنة الماضية

جدل في مصر حول علاقة مفترضة لأبي الهول بالنبي إدريس عليه السلام

 أثار المفتي السابق لجمهورية مصر جدلا علميا تاريخيا حول تمثال أبي الهول حين ادعى أن «النبي إدريس هو أول من بنى الأهرامات وأن تمثال «أبو الهول» تجسيد له». حيث طالبه عالم الآثار المصري زاهي حواس بعدم الخوض في الحديث عن الآثار. وأضاف حواس نقلا عن وسائط إعلامية: «تحدث بمعلومات عن الآثار لا تمت للعلم بصلة، بل هي معلومات رددها الكثيرون من مهووسي الآثار دون علم أو دراسة، ولا يمكن للشيخ علي جمعة أن يأتي في حديث تليفزيوني ويفتي في أشياء ليست من تخصصه». وتابع: «أغلب ما قاله الشيخ هو ترديد لما كتبه سيد كريم في كتاب له باسم «لغز الحضارة المصرية»، وكل ما جاء في الكتاب عبارة عن تخيلات بعيدة عن العلم». وما قاله الآن هو عبارة عن ترديد لما قاله الرحالة العرب عندما جاءوا إلى مصر في القرن التاسع الميلادي». وطالب بإظهار الدليل على ما ادعاه، وشدد عالم الآثار المصري على «وجود الأدلة الكاملة التي تثبت أن الملك زوسر هو الذي بنى أول هرم موجود في مصر، وأن الذي غيّر البناء من الطوب اللبن إلى الحجر هو إيمحتب العبقري».وتمنى أن يتراجع المفتي عن هذه الأقاويل غير العلمية والتي يرددها غير المتخصصين».

نساء مسلمات أسسن مدارس وجامعات: ست الشام: راعية العلم وبانية المدارس
الخاتون فاطمة (وفي بعض المصادر «زمرد») بنت نجم الدين أيّوب، أخت صلاح الدين الأيوبي (1219م). وحسب وسائط إعلامية فقد كان لها دور يحفظه التاريخ وكتب التراث في رعاية العلم والعلماء والأدب والأدباء وبناء المدارس والإنفاق عليها بسخاء. اهتمت ست الشام بالأعمال الخيرية، غير أنها ساهمت في رعاية العلم عبر إنشاء مدرستين: المدرسة الشامية البرانية (1186م)، التي عيّنت فيها خيرة علماء عصرها، واشترطت عليهم ألا يدرسوا بمدارس أخرى لضمان تفرغهم وتلبية حاجة الطلبة من الاهتمام الكافي. كما أوقفت على المدرسة أوقافاً ضخمة من أموالها. والمدرسة الشامية الجوانية، التي حولت من خلالها بيتها إلى مدرسة، وتبرعت لها بأوقاف كثيرة حتى أصبحت المدرسة من أكبر المدارس وأعظمها في دمشق. وقد عيّنت الفقيه الشافعي تقي الدين ابن الصلاح (1245م) مديراً لها.

القرارات العشرون  لمجمع الفقه الإسلامي حول أحكام كورونا
إن عزل المريض المصاب بالفيروس واجب شرعاً كما هو معروف، وأما بخصوص المشتبه بحمله للفيروس أو ظهرت عليه أعراض المرض  أثناء الحجر المنزلي فيجب عليه التقيد بما يسمى بالتباعد الاجتماعي عن أسرته والمخالطين له من عامة الناس، وكذلك لا يجوز لمن ظهرت عليه أعراض المرض أن يخفي ذلك عن السلطات الطبية المختصة وكذلك عن المخالطين له، كما ينبغي على من يعرف مصاباً غير آبه بالمرض أن يعلم الجهات الصحية عنه لأن ذلك يؤدي إلى انتشار هذا المرض واستفحال خطره، وعليه تنفيذ كل ما يصدر عن السلطات الطبية المختصة، وعليها أن تعزر من أصيب بهذا المرض وأخفاه، قال الله تعالي: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))، (البقرة، 195)، وقال سبحانه وتعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [سورة النساء، 29]، وقال النبي: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها)[البخاري]، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ) [أبو داوود وابن ماجة ومالك والحاكم والبيهقي]، وبخصوص الطاعون جاء الحديث الصحيح عن رسول الله ﷺ : (فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ)، البخاري.

فتاوى

- أنا أستعمل مزيل الروائح (déodorant,stick ) مع العلم أنها تحوي نسبة من الكحول، فهل صومي صحيح؟
إذا كان هذا المحلول لا يصل طعمه (ذوق) إلى الحلق فلا حرج في ذلك و الصيام إن شاء الله صحيح و بالله التوفيق.
- إن ما نلاحظه خاصة في شهر رمضان هو الاستهزاء بالدين وباللغة العربية من خلال الكاميرا المخفية واستعمالها للرقية الشرعية كتسلية وتخويف وكذلك فيها نوع من العنف واستفزاز للأشخاص وكذلك المسلسلات.
  إن مثل هذه المظاهر السيئة التي تكثر في شهر رمضان عبر مختلف الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل هي إساءة للمقدسات من لغة ودين وقيم أخلاق لا يرضاها أي مسلم غيور على دينه ووطنه. وهي من الأمور التي يجب التنبيه عليها من خلال المنابر الإعلامية الهادفة في الدروس والخطب ومواقع الفتوى. ومن جهة أخرى لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بمثل هذه المشاهدات التافهة لما فيها من تضييع للأوقات و إهدار للطاقات، خاصة وأن شهر رمضان هو شهر للطاعة والعبادة ، وهو موسم فضيل يحرص فيه المسلم على اغتنام ساعته ولياليه فيما يرضي الله رب العالمين.
- نذرت إن نجحت أو لم أنجح في البكالوريا أن أصوم الاثنين والخميس العام المقبل فاتت أعوام ولم أصم هل هذه العبارة نذر أو مجرد نية؟
قال ابن الجلاب في التفريع:»قال مالك يرحمه الله: ومن نذر طاعة من طاعات الله عز وجل لزمه الوفاء بها سواء علقها بصفة أو أطلقها مثل أن يقول: «لله عليَّ نذر أن أصوم أو أتصدق أو أصلي أو أحج أو أعتق» فيلزمه ذلك إن كان مطلقًا لزمه بإطلاقه، وإ، كان مشروطًا فبوجود شرطه، وكذلك سائر ما ينذره من القرب والطاعات يلزمه الوفاء به إن قدر عليه». والسائلة ذكرت أنها لم تستطع الصيام، وقد مرت عليها أعوام على نذرها، فإن كان هذا عن عجز منها وعدم قدرة فلا شيء عليها في مذهبنا.