اتخذت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إجراءات استباقية لضمان تموين السوق بالمنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع خلال شهر رمضان القادم، من خلال ضبط...
أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس السبت بمقر الوزارة، خلال استقباله الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى والوفد المرافق له، أن...
أكد خبراء ومحللون، أمس، أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي، خلال شهر جانفي، كللت بتبني قرارات هامة و نجاحات وإنجازات ملموسة للدبلوماسية الجزائرية، المتميزة بمهارة...
* تعليمات لمواصلة الاستماع للمنظمات النقابية وتلقي اقتراحاتها وملاحظاتها lلجنة لدراسة الاختلالات في القوانين الأساسية لقطاع الصحة* الوزير حاجي: الحوار...
أحيت، ولاية تبسة، أول أمس، الذكرى 63 لمعركة جبل الدكان بمنطقة « الزقيّق»، بلدية العقلة المالحة بولاية تبسة، التي تعتبر من بين المعارك الضارية التي خاضها جنود جيش التحرير الوطني ضد قوات المستعمر الغاشم، التي تكبدت فيها خسائر فادحة من الناحية المادية والبشرية و المعنوية، و قد انتقلت الأسرة الثورية و مدعوين إلى موقع المعركة لإحياء المناسبة و استحضار ما حدث.
فرنسا الاستعمارية، كما أكد بعض المجاهدين، و بعد فشل جيشها في هذه المعركة العنيفة، قررت استخدام القنابل الفسفورية الحارقة المحرمة دوليا، و اللجوء إلى القصف الكثيف للمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى استشهاد جل المشاركين في المعركة و يقدر عددهم بنحو 160 شهيدا، فيما نجا 42 مجاهدا، و اختار 30 مجاهدا آخر اللجوء إلى الشقيقة تونس، مرورا بالكاف لحمر وجبل أنوال و تنوكلة وبورمان وغيفوف، فلم يتم القبض عليهم.
في حين ألقت قوات الاحتلال القبض على 12 مجاهدا أحياء، بعد تعرضهم لإصابات خطيرة وجروح متفاوتة في الميدان، ليتم نقلهم إلى سجن الماء الأبيض، حيث تم استنطاقهم تحت التعذيب المشدد، ثم نقلهم إلى سجن كاسار بتبسة، وصدر في حقهم حكم بالإعدام، وقبل يوم من تنفيذ الحكم، نزلت هيئة تابعة للصليب الأحمر الدولي لسجن كاسار، وتم تخفيف الحكم من الإعدام إلى المؤبد، وبعدها تم نقلهم إلى سجن الملاحة بعنابة.
وقد سجلت مصادر موثوقة الخسائر المادية التي لحقت بالجيش الفرنسي، والمتمثلة في حرق 12 شاحنة، و4 سيارات من نوع جيب، في حين فقد المستعمر قرابة 150 من جنوده، حسب شهود عيان، بينما لم تصرح فرنسا بالعدد الصحيح للخسائر البشرية التي تكبدتها في هذه المعركة.
المعركة بعيون فرنسية
وحسب شهادة الرائد الفرنسي «بريار» يوم 18 أوت 1957، أنه تم إحصاء 120 جثة بما فيها رئيس الفرقة و12 أسيرا، وسرد الأحداث وفق ما تناقله مؤرخون كالآتي «في يوم 11 أوت 1957، لوحظ عبور عصابة من «المتمردين» المقصود بها «المجاهدين»، عند الخط الشائك الذي كان قيد الإنشاء بين «تنوكلة» و الماء الأبيض، تم تفكيك العملية المخططة لاعتراض هذه «العصابة»، بسبب حرائق الغابات في جبل أنوال. وتابع الرائد بريار أنه و «في يوم 13 أوت نُظّمت عملية استطلاعية واسعة تحت قيادة قائد المجموعة السادسة للمدرعات و قائد القطاع الفرعي بالشريعة ( الرائج بريار)، حيث قامت ثلاث كتائب، تابعة للفيلق 81 للمشاة، بتمشيط السهل الموجود جنوب جبل الدكان، بينما تموقعت الفصيلة الأولى للمجموعة السادسة للمدرعات، على جوانبه شمالا وجنوبا.
على الساعة الثامنة صباحا تعرضت الطلائع الأولى لقواتنا في منطقة مشجرة إلى إطلاق نار من طرف «عناصر متمردة مشاكسة» قامت زيادة على ذلك، بإطلاق قذائف هاون جيّدة التصويب، تدخلت مدفعيتنا التي كانت متمركزة في البرج الإداري (برج الباسان) فورا ، للحيلولة دون فِرار «المتمردين» إلى الجنوب الغربي، بينما يتم توجيه جميع الوحدات الموجودة إلى موقع المعركة.
وصلت الفصائل الثلاثة للمدرعات المتمركزة بالماء الأبيض، التي تمت تعبئتها عن طريق الراديو إلى الموقع في الساعة العاشرة صباحا، وقامت بتعزيز الحصار، وتم توجيه نيران المدفعية الفعالة بشكل خاص إلى «المتمردين» الذين يحاولون الاختراق نحو الشمال، وعلى الساعة 12 زوالا، وصلت إلى ميدان المعركة تعزيزات أخرى متمثلة في فرقة من المجموعة الثامنة للمظليين الكولونياليين، الكتيبة الثانية للمجموعة السادسة للصبايحية المغاربة، فيلق من المجموعة 60 للمشاة.
بعد القضاء على «المتمردين» المعزولين الذين يسعون إلى الفرار، بدأت عملية تمشيط واسعة للمنطقة الغابية على طول حوالي 6 كيلومترات، أين لا يزال الجزء الأكبر من «العصابة» يقاوم، شارك فيها فيلق المشاة والمظليين مدعومين في تقدمهم بواسطة كل دبابات المجموعة السادسة للمدرعات المتوفرة.
انتهت عملية البحث عمليا على الساعة الخامسة والنصف؛ ووفقًا لتصريحات الأسرى، فإن «عصابة» متكونة من 150 إلى 160 رجلا، قد جاءت من تونس بعد قيامها بتخريب السلك الشائك.
و قال «سجلنا (أي قوات الجيش الفرنسي) من جانبنا 08 قتلى و 25 جريحا، موزعين على جميع الوحدات المشاركة في ما يخص المجموعة السادسة للمدرعات؛ و قتيل واحد هو الجندي (Galland François-Jean) زيادة على 10 جرحى”.
ع.نصيب