* توقيف موظف قنصلي جزائري في الشارع يخالف كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية * الجزائر أعربت عن إرادتها القوية في الدفاع وحماية الموظف القنصلي...
فازت الجزائر، بعضوية مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لمدة ثلاث سنوات في الانتخابات التي جرت بالعاصمة الاثيوبية، أديس أبابا، وذلك بعد شهرين فقط من...
أكد الوزير الأول نذير العرباوي بأن رئيس الجمهورية وضع أسس رؤية إستراتيجية تنموية متعددة الأبعاد قائمة على التحول الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية والتنمية...
اعتبرت منظمات و جمعيات وخبراء، أمس، أن قرارات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال لقائه مع المتعاملين الاقتصاديين، تعطي دفعا قويا للاستثمار و...
تبدع أنامل الفنانة المختصة في النحت و الفن التشكيلي و الأستاذة بالتكوين المهني فوزية غباش، في تجسيد مجسم يحاكي قلعة بالول، الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الأوراس، و ذات الطابع الهندسي الخاص بالمنطقة، و ذلك بمدخل مدينة أريس، تخليدا لهذا المعلم الذي يهدده الزوال، و للتعريف بتراث الأوراس، وقد لقيت المبادرة، استحسانا و تفاعلا إيجابيا بين سكان المنطقة.
تشرف الفنانة فوزية غباش على الانتهاء من مشروع المجسم الذي يحاكي قلعة بالول، و انطلقت في تجسيده منذ أسابيع، وتعد قلعة بالول تراثا أمازيغيا ذا طابع معماري يحمل لمسة سكان المنطقة قبل قرون، و تذهب روايات ومراجع إلى أن القلعة المتواجدة بنواحي منعة في عمق الأوراس، شيدها عرش آيت داود، أحد أكبر وأعرق العروش و القبائل بالأوراس، ويقال أن كبير العرش، داود شيد القلعة رفقة أبنائه، بعد استقلاله عن والده و هو الجد الأكبر، المعروف ببورك.
وتعكس القلعة المشيدة بمواد بناء محلية، من طين وحجارة، و جذوع أشجار، وجريد نخيل، البصمة الخاصة لأهل الأوراس في القدم، عند تشييد سكناتهم، كما تعكس القلعة نمط حياة السكان منذ قرون، حيث أنها تتكون من 12 طابقا، قبل أن يتهدم جزء كبير منها وتتحول إلى أطلال، فقد كانت تشكل سكنا للعيش والاستقرار، وفق فصول السنة و طبيعة المناخ السائد.
وكانت القلعة تستغل لتخزين احتياطي المواد الغذائية الفلاحية، لاستهلاكها على مدار السنة، وسط ظروف تخزين تسمح بحفظها من التلف. و قاومت القلعة طويلا الاندثار، فلم يتبق منها سوى حوالي ثمانية طوابق، بعد أن تأثرت بعوامل الطبيعة و الزمن، كما أن للعشرية السوداء تأثير في إهمالها ونسيانها، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليها لتواجدها وسط تضاريس صعبة.
وقد ذُكرت قلعة بالول في عدة مؤلفات ومراجع لمؤرخين فرنسيين، مروا بالمكان خلال الحقبة الاستعمارية، على غرار ماسكراي في كتابه «المخازن الجماعية للوادي الأبيض» (إغزر أملال)، وكذا كتاب «مونوغرافيا الأوراس» لصاحبه دولاتريج.
وترى الفنانة و الأستاذة المختصة في الديكور فوزية غباش، بأن تجسيدها للمجسم الذي يحاكي قلعة بالول، فخر لها لتخليد المعلم و إحياء وإبراز تراث المنطقة، وقالت للنصر بهذا الخصوص «إن تشكيل ونحت المجسمات التراثية، باتا من صميم اهتمامي واختصاصي، بعد أن أنجزت عديد المجسمات التي تحاكي التراث الشاوي، عبر عدة بلديات، مع مراعاة الخصوصيات المحلية لكل منطقة».
و أضافت بأنها ارتأت بالتنسيق مع نشطين ومهتمين بالتراث بمنطقة أريس، هذه المرة، تجسيد فكرة مجسم قلعة بالول لتخليدها والتعريف بها، خاصة وأنها معرضة للاندثار وقد اختير موقع محور الدوران بسانف، عند مدخل مدينة أريس لتجسيدها، واختيرت، حسب المتحدثة، قلعة بالول، كرمز للتراث، لإبرازه والتعريف بالمنطقة، التي ترى بأنها تزخر بتراث واسع وعدة رموز يمكن تجسيدها على رأسها الشهيد مصطفى بن بولعيد، ابن المنطقة، وأحد رموز الثورة التحريرية، وبحكم أن الشهيد أنجزت له معالم، فقد ارتأت هذه المرة تجسيد المعلم التراثي لقلعة بالول.
من جهتها الناشطة والإعلامية صليحة دوشمان، ابنة أريس، قامت بإحدى المبادرات لتجسيد قلعة بالول، و أكدت للنصر أنها حريصة على تجسيد مجسم القلعة لما له من رمزية في تخليد معلم مهدد بالاندثار والتعريف به، كما تسعى لحماية وصيانة معالم ومجسمات، على غرار تمثال الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد، بوسط مدينة أريس.
يـاسين عبوبو