أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
يعرف الاهتمام بالمنتجات الطبيعية، تزايدا مستمرا في السنوات الأخيرة، حيث أخذت ثقافة «بيو» انتشارا أوسع، دفع سيدات إلى الاستثمار بشكل أكبر في صناعة مستحضرات التجميل الطبيعية، التي تطورت بشكل ملحوظ مؤخرا، سواء في ما يتعلق بالنوعية أو التوضيب والتسويق، و يطرح هذا المجال التجاري، كواحد من روافد الأنشطة الاقتصادية النسوية الجديدة و الواعدة في بلادنا.
هيمنة المنتج المحلي تزيح تونس من الصدارة
زاد الإقبال على استخدام المنتجات الطبيعية كثيرا خلال الخمس سنوات الأخيرة، تزامنا مع تضاعف عدد المؤسسات المصغرة و الورشات المحلية الناشطة في المجال، و تنامي حجم الإشهار الخاص بها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو تحديدا ما فرض هيمنة المنتج المصنع وطنيا، على حساب المستحضرات التونسية، التي كانت إلى غاية وقت قريب، تكتسح السوق الجزائرية، على اعتبار أن هذه الشعبة ذات البعد الحرفي، متطورة و نشطة جدا في البلد الجار.
و يكمن سبب زيادة استخدام المنتجات الطبيعية، إلى توسع ثقافة «بيو»، في العالم ككل، و توجه المشاهير و النجوم إلى استخدام كل ما هو مستخلص من الطبيعة، و لعل ذلك هو ما أعاد إحياء الكثير من الخلطات و الأقنعة التقليدية، التي كانت شائعة قديما في بلادنا، و التي أصبحت تقدم اليوم بشكل مختلف، وفق توضيب عصري، كما أكدت للنصر، سيدات ناشطات في هذا المجال.
توجه جديد لخريجات البيولوجيا و الصيدلة
يعد الاستثمار في مجال مستحضرات التجميل الطبيعية، من النشاطات القاطبة لخريجات الجامعات الجزائرية، كما أكدت رانيا بركي، صاحبة علامة «بيوتي أند بو» المصنعة في بجاية للنصر، حيث تعتبر علامتها، كما قالت، أفضل نموذج للنجاح، باعتبارها ثمرة تعاون بينها وبين إحدى خريجات كلية البيولوجيا.
محدثتنا أضافت بأنها اقتحمت هذا المجال سنة 2019، و قررت رفقة شريكتها، استغلال طبيعة تكوينهما الجامعي، لتقديم منتج نوعي مختلف، يحتكم إلى معايير علمية تسمح بالتحكم جيدا في بعض الجوانب، التي عادة ما تسجل كمآخذ على المنتجات الطبيعية، على غرار الرائحة و الشكل.
سعت المستثمرة، بناء على ذلك، إلى إطلاق علامة جديدة بمعايير عالية، تشمل إلى جانب جودة المواد الأولية، جانبا آخر أكثر استقطابا، يتعلق بشكل المنتج النهائي و طريقة توضيبه و تغليفه، من خلال تعويض العلب والقارورات البلاستيكية، بأخرى زجاجية ذات تصاميم جميلة ، مع إدراج ملاحظات تشرح طرق الاستخدام و تواريخ الصلاحية، بأسلوب عصري مغر، يساعد على جذب الزبون.
حسب رانيا، فإن هذه الصناعة، لم تعد حكرا على الحرفيين فقط، بل أصبحت من بين المجالات التي تستهوي خريجي تخصصي الصيدلية و البيولوجيا كذلك، وهو ما عاد بالإيجاب على نوعية المنتجات، و مستوى ما يقدم للزبون من مستحضرات لا يمكن أن تكون ضارة، كما أكدت، حتى وإن لم تقدم فائدة ملحوظة أو تطلبت نتائجها الكثير من الوقت.وأضافت الشابة، بأن الاهتمام بكل ما هو بيولوجي من زيوت و معطرات للجسم و أقنعة، خاصة بالبشرة و الشعر، ومرطبات للشفاه و غيرها ، لا يقتصر في أيامنا هذه، على فئة النساء، بل بات عالما يستهوي الرجال كذلك، وهو تحديدا ما دفعها لإنتاج خط خاص بهم، يتميز بتعليب و توضيب مختلف، و بروائح وعطور رجالية، الأمر الذي يترجم، كما عبرت، توجها جديدا وغير معهود، و يعبر بشكل مباشر عن تطور هذه الصناعة في بلادنا، و تغير نظرة المنتجين و المستهلكين لها.
التكوين المتخصص حسّن النوعية
من جانبها قالت حرية تنيو ، منتجة قسنطينية لمستحضرات الجمال الطبيعية، بأن هذا المجال، انتقل في السنوات الأخيرة إلى مرحلة الاحترافية، بعدما كان حكرا على بعض الهواة، مشيرة إلى أن إدراجه ضمن تخصصات التكوين في المعاهد المهنية، و غرف الحرف، سمح بتحسين الأداء و تطوير الشعبة بشكل كبير، سواء من ناحية الكم أو الكيف.
المتحدثة أوضحت، بأنها كانت في السابق، حرفية بسيطة في مجال تقطير ماء الورد والزهر، وكانت تحضر بعض المستحضرات و الأقنعة للمقربين منها فقط، و انطلاقا من هذين المستخلصين، لكنها انتقلت إلى مرحلة الاستثمار الحقيقي في عالم الجمال، بعد سنتين من التكوين بمعهد للتكوين المهني بمدينة جيجل، أين تعلمت تقنيات استخلاص الزيوت الطبيعية و العطرية و إعداد الخلطات المناسبة للبشرة والشعر، و كيفت معارفها و موهبتها مع معلومات صحيحة ودقيقة، مكنتها من إنتاج مستحضرات و مواد علاجية، لحل مشاكل تساقط الشعر وتشقق البشرة و تجاعيد الوجه و الإكزيما و غيرها من المشاكل، التي تكمن حلولها في الطبيعة، وفي مواد بسيطة، مثل الصبار و الألوفيرا و الكبريت و النيلة الزرقاء و ماء الورد، و ما إلى ذلك.
حسب صاحبة علامة «بيو شارمونت»، فإن المنتجات الجزائرية اكتسحت السوق بشكل كبير مؤخرا، و باتت أكثر طلبا من قبل فئات مختلفة من الزبائن، كما أصبحت تنافس بقوة المستحضرات التي كانت تستورد من تونس في سنوات سابقة، بفضل عاملي الجودة و الأسعار التي تتراوح عموما بين 300دج إلى 1600دج.
وفرة المواد الأولية ضاعفت الاستثمار في المجال
من العوامل التي ساعدت أيضا على تطوير هذا المجال الحرفي و تشجيع الاستثمار فيه، ذكرت الحرفية هبة دباش، عامل وفرة المواد الأولية، موضحة بأن النشاط كان محدودا في سنوات سابقة، بفعل الحاجة إلى استيراد نسبة كبيرة من المواد العطرية التي تدخل في عملية تصنيع المنتجات الطبيعية الخاصة بالجمال، لكن الوضع اختلف مؤخرا ، بفضل جهود الكثير من الحرفيين الذي ساهموا في تعزيز السوق بالمادة الأولية، عن طريق نظام مناولة منظم، يضمن استمرارية نشاط كل حلقات عملية الإنتاج.
قالت الحرفية ومؤسسة علامة « بيو شارم» المتخصصة في صناعة مواد التجميل الطبيعية و أنواع الصابون المختلفة، بما في ذلك الصابون العلاجي لأنواع البشرة الحساسة، بأن التعاون وتوسع شبكة الحرفيين، ضاعف من مجالات الإنتاج وسمح بتطوير بعض التخصصات التجميلية، مؤكدة بأن منتجات شركتها هي نتاج لخبرة عمرها خمس سنوات، كللت سنة من التكوين في تونس، و هي مستحضرات بيولوجية بنسبة كاملة، تعتمد في صناعتها على الزيوت الطبيعية و على زبدتي الشيا و جوز الهند فقط. أضافت محدثتنا بأن هذه الحرفة عرفت تطورا بارزا في غضون الأربع إلى خمس سنوات الأخيرة، و هناك ورشات صغيرة استطاعت أن تتحول إلى مؤسسات قائمة بحد ذاتها، ولها شبكات توزيع وطنية، علما أن هناك نوعين من المنتجات الطبيعية، كما أوضحت، الأولى هي المنتجات الخاصة بالحرفيين، والتي تصنع بالاعتماد على خبراتهم، والثانية هي مستحضرات تصنع تحت الوصاية، و تعد نسخة محلية لمنتجات أجنبية أو عالمية معروفة.
هدى طابي