* التأكيد على الإسراع في الاستغلال الأمثل لوحدات الإنتاج المحوّلةترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، أمس الأحد بقصر الحكومة، اجتماعا لمجلس...
انتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الحليم قابة، أمس، المخططات العدائية الفرنسية التي تحاك ضد الجزائر، مؤكدا بأن الجمعية تقف في الصف...
حقق مجمع سونلغاز رقما قياسيا في مجال التصدير خلال سنة 2024، بعائدات إجمالية للصادرات فاقت 268 مليون يورو، حسبما أفاد به، اليوم الأحد، بيان للمجمع...
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، اليوم الأحد من تونس، استعداد الجزائر لمواصلة دعم العمل العربي المشترك...
ابتكر الأخصائي في الأرطوفونيا بولاية خنشلة، عدلان هاشمي، برنامج "غرس الكلمات"، و هو أول برنامج من نوعه يطبق بالجزائر، و أثبت نجاعته و فعاليته على مدار سنوات، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، و كذا الأطفال الذين يعانون من تأخر، أو اضطرابات النطق و الكلام.
كلتوم رابية
بالرغم من عدم توفر علاج للمصابين بالتوحد إلى غاية اليوم، إلا أن التكفل المبكر و المكثف بهم، يمكنه أن يحدث تغييرا ملحوظا عليهم، و يؤثر تأثيرا إيجابيا على صحتهم و نمط حياتهم.
و الملاحظ أن عيادة التوحد بخنشلة التي فتحها الأخصائي في الأرطوفونيا عدلان هاشمي، سنة 2000، و رغم الإمكانيات و الوسائل المحدودة، إلا أنها استطاعت على مر السنين أن تترك بصمتها، بتقديمها خدمات و حلول، لإخراج أطفال التوحد من عالمهم الداخلي المنعزل عن المجتمع، و التخفيف من معاناة أسر المصابين.
بهذا الخصوص، قال عدلان هاشمي للنصر، أن ارتفاع عدد أطفال التوحد بولاية خنشلة، مقارنة بالسنوات الماضية، مثير للقلق، فالتوحد عبارة عن قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي و التواصل و اللغة، يندرج تحت قائمة الأمراض التطورية أو النمائية، أي التي تظهر في سن مبكرة، خلال نمو الطفل الصغير، و تظهر عليه سمات التوحد التي تتشكل في عدم التواصل اللغوي، و عدم القدرة على تكوين علاقات أو الاندماج في المجتمع.
عن طريقة تشخيص الإصابة باضطراب التوحد، قال المتحدث إن التشخيص الدقيق، يعتمد على الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل وعلاقاته مع الآخرين و معدل نموه، و أول الملاحظين لسلوك الطفل، هما الوالدان، خاصة إذا برزت مشكلة التواصل لديه، كعدم الاستجابة للنداء أو المداعبة، وعدم قدرته على اللعب مع الأطفال الذين في سنه، أو معاناته من تأخر الكلام أو نطق الكلمات المكتسبة بطريقة غير مفهومة، أو تكرار حركات جسدية.
التشخيص المبكر ضروري
أكد عدلان هاشمي، على ضرورة التشخيص المبكر لهذه الحالات، لتوفير المؤهلات اللازمة للطفل، من أجل تعويض النقص المسجل على المستوى العقلي و النفسي الحركي، حيث تعد الأنشطة جسر تواصل بين أطفال التوحد، و بين العالم من حولهم، و تلعب دورا مهما في تنمية الانتباه و التركيز، و تزيد مهارات التفاعل و التواصل الاجتماعي.
و أضاف المتحدث أنه ابتكر "غرس الكلمات "، و هو أول منهاج جزائري صممه و يطبقه في عيادته منذ مدة طويلة، مع الأمهات و المربيات، و أثبت نجاعته و فعاليته، حيث أنه منهاج متكامل، وقائي و علاجي، يعتمد على إستراتيجية فعالة لمساعدة الأطفال على الكلام و النطق السليم.
و أوضح الأخصائي أن هذا المنهاج يوضح بدقة، كل مراحل تعلم الكلام، و يصحح كل السلوكيات الخاطئة، التي من شأنها أن تؤثر تأثيرا سلبيا على اكتساب اللغة، و الكلام، و حتى تعليم المهارات و السلوكات عند أطفال التوحد.
و أردف أن هذا البرنامج لا يقتصر على الأطفال الذين يعانون اضطرابات طيف التوحد، فحسب، فهو برنامج أثبت نجاعته بالنسبة للأطفال الذين يتكلمون بشكل مناسب مع أعمارهم، و كذا الأطفال الذين يعانون من تأخر في النطق و صعوبات التعلم، أو ينطقون الكلمات دون تركيب جملة، إضافة إلى مشاكل التأتاة، إلى جانب الأطفال الذين يتكلمون بطلاقة في المنزل، و يفضلون السكوت في أماكن غريبة عنهم.
دورات تكوينية للنفسانيين
و الأرطوفونيين و الطلبة و الأمهات و المربيات
نظرا للنجاح الذي حققه البرنامج، نظم عدلان هاشمي، عدة دورات تكوينية في عدد من ولايات الوطن، للأرطوفونيين و النفسانيين، و الطلبة في التخصصين، و كذا الأمهات و المربيات في رياض الأطفال و معلمات التحضيري و الابتدائي وكل من لديه علاقة بالطفل، و قدم لكل متدرب الزاد المعرفي الشامل في كيفية التواصل مع أطفال التوحد، و التواصل اللغوي مع الأطفال عموما، مشيرا إلى أنه يعتمد في تطبيق منهاج "غرس الكلمات" على مؤطرات و مربيات داخل قاعات العيادة.
و تابع بأنه يتم اختيار الأنشطة التي تعتمد على حاستي البصر و السمع، باعتبارهما أشد تأثيرا و جذبا لانتباه الطفل، كما تركز العيادة على الدور الأساسي للأسرة في تطبيق البرامج العلاجية للطفل التوحدي، لأنها تقضي وقتا أكثر مع الطفل، و هي التي تراقب و تلاحظ وجود أي مشكلة، أو تطور في سلوكه و هي التي تنقل المعلومات و الملاحظات حول الجوانب غير الطبيعية في شخصيته و سلوكه.
و تبقى هذه العيادة، ملجأ الكثير من أسر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، و مشاكل النطق و اللغة، في ظل نقص عيادات الأرطوفونيا و تعديل السلوك بالولاية. كلتوم رابية