النصر تزور عميدة جيجل الحاجة الصافية بوغاشة

تصــوم في سـن 107 وتتمتـــع بـــذاكرة قويـة
تعتبر الحاجة الصافية بوغاشة، المقيمة ببلدية الجمعة بني حبيبي بجيجل، أكبر معمرة بالمنطقة، فهي تبلغ اليوم 107 سنوات، و تشير شهادة ميلادها، إلى أنها من مواليد 24 أفريل 1915، أي بعد سنة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث واكبت الحربين وثورة التحرير،  كما عايشت أهم  الأحداث الأخرى في بلادنا، و و لا تزال ذاكرتها قوية،  و تؤدي فريضتي الصلاة و الصيام، و تعتمد على نفسها في تلبية عديد احتياجاتها.

كـ. طويل

توجهت النصر إلى منزل الحاجة الصافية العائلي، ببلدية الجمعة بني حبيبي، و هي اليوم جدة ل37 حفيدا، رفقة كمال، و هو أحد أقاربها، باعتبارها أخت جده، و استقبلتنا بفرح كبير، و تعرفت على مرافقنا بسهولة مدهشة، و سألته عن أفراد عائلته، بالرغم من أنها لم تلتق به منذ أشهر، بسبب جائحة كورونا، و تحدثت إلينا بطلاقة، و بدت مرحة و بصحة جيدة، و  لم تغادر الابتسامة شفتيها، و هي تسرد علينا مجموعة من النكت، أضحكتنا كثيرا.
تحب شهر رمضان و يسعدها حلوله
بالرغم من مشقة الصيام، إلا أنها بدت في كامل قواها، و أخبرنا ابنها السعيد، بأنها متمسكة بالصوم في رمضان، بالرغم من تقدمها في السن، و تجدها يوميا الأولى على طاولة السحور، استعدادا للصيام.
و أضاف المتحدث أن والدته تركز في وجباتها على الأكل الصحي و التقليدي، قائلا “ بالرغم من أن سنها 107 سنوات، إلا أنها تصوم و تحافظ على أداء هذه الفريضة الدينية، فبالنسبة إليها الصيام واجب، مهما كانت الظروف، و تسعد كثيرا بحلول الشهر الفضيل، و تركز في أكلها على الأكل التقليدي، مثل الكسرة، الكسكسي، و غيرهما”، و أكد بأنه و بقية أفراد العائلة، حاولوا كثيرا منعها من الصوم، إلا أنها ترفض و مجرد التحدث عن الموضوع يثير غضبها.
حدثتنا الحاجة الصافية، عن الصيام خلال الثورة التحريرية المجيدة، مشيرة إلى أنها عاشت لفترة من الزمن بمنطقة  اسمها ”أشاماطو“، قائلة “ كنا نصوم الشهر الفضيل بصعوبة، خلال الحقبة  الاستعمارية، فالمستعمر الفرنسي كان يعاملنا بوحشية، و كنا نضطر إلى التسلل خلسة في الفترة الليلية، باتجاه واد يرجانة لجلب الحطب و أغصان و أوراق الشجر، فالمستعمر كان يمنعنا من الاحتطاب، لكننا بالرغم من قسوة الظروف المعيشية، كنا نحافظ على أداء الصيام و الصلاة، وكنا نفرح كثيرا بقدوم رمضان”.

و ذكرت، المتحدثة، بأنها و بقية  النساء بالمنطقة،  كن يعملن جاهدات لإعداد أفضل الأطباق التقليدية، بالرغم من ندرة المواد الغذائية، فقد كانت وجبة الإفطار، تتضمن الكسرة و الكسكسي بمختلف أنواعه، كونهما الوجبتان  الوحيدتان المتوفرتان في تلك الفترة، و أشارت إلى أن النسوة كن يستيقظن في الساعات الأولى من شروق الشمس و يتوجهن إلى الحقول من أجل جني محصول الزيتون أو باقي المحاصيل الفلاحية، فقد كانت المرأة تتحمل كل الصعاب رفقة الرجل، من أجل توفير لقمة العيش لعائلتها.
و عرجت، الجدة الصافية، للحديث عن صيامها في السنوات الأخيرة، قائلة “يعجبني رمضان، و قناعة الصيام راسخة في ذهني، فنكهة رمضان في الصيام و تحمل مشقته، كما أنني أحافظ على الصلاة في وقتها”، مؤكدة  أن ظروفها الصحية تسمح لها بالصيام، فالسنوات مجرد أرقام وفقط، بالنسبة إليها.
لا تزور الطبيب إلا نادرا و لا تعاني من أمراض مزمنة
أكد من جهته ابنها السعيد، بأن ظروف والدته الصحية جيدة، و لا تعاني من أمراض مزمنة، ما ساعدها في أداء فريضة الصيام، مضيفا “ إنها لا تزور الطبيب إلا نادرا، و تشير الفحوصات الطبية إلى عدم إصابتها بأمراض مزمنة، فقد قضت حياتها  و هي لا تتناول سوى الأكل الصحي التقليدي،  و كانت دائمة الحركة و النشاط”.
و رغم التجاعيد التي ملأت وجه الحاجة الجميل و الملائكي، إلا أنها‭ ‬لا ‬تزال‭ ‬تبصر‮ ‬جيدا من البعيد و القريب،‮ ‬ولا تستعمل النظارات الطبية.
خلال زيارتنا لها ، كانت الجدة صافية، تمازح أحفادها الحاضرين بقاعة الضيوف، و اعترف حفيدها شعيب، بأنه يتعجب من قدرة جدته على الصيام، و ذكر تفاصيل حول شهور رمضان في السنوات الفارطة، خصوصا في موسم الصيف، فبالرغم من درجة الحرارة المرتفعة، إلا أن جدته كانت تصوم و تؤدي أشغالها اليومية، و كانت كتلة من النشاط و الحيوية، قائلا « بصراحة كانت تمدني بالقوة و العزيمة للصيام، نحن كشباب كنا نتعب و نتعجب من قدرتها على التحمل.  كنت أخرج معها لشراء بعض اللوازم، و أعود إلى البيت متعبا، لكنها كانت تعود بكامل حيويتها و نشاطها».
و أكد من جهته قريبها كمال، «كانت تسخر منا و تمزح و تضحك، عندما تلاحظ تعبنا من شدة الحر و الصوم خلال الشهر الفضيل»، مضيفا بأنه كان يزور جدته، لتسرد عليه ذكرياتها مع والده المتوفى منذ سنوات، و تتذكر جيدا التفاصيل، كما أن العديد من أبناء القرية، يتوجهون إليها لفك النزاعات و ضبط حدود القطع الأرضية.

و ذكر أفراد من عائلة الجدة الصافية، الذين التقينا بهم في منزلها، بأنها لا تزال تتمتع بكامل قواها العقلية، و تعود بذاكرتها إلى سنين خلت، و تسترجع عدة أحداث و حوادث، و  تبدي اهتماما كبيرا بعائلتها الكبيرة، و تسأل عن كل فرد منهم، و هم يزرونها باستمرار، خاصة وأنها رغم تقدمها في السن، تحب المزاح معهم و تروي لهم حكايات و ذكريات الماضي البعيد، كما أنها تؤدي المدائح الدينية تارة، و الأغاني الثورية تارة أخرى، فهي راسخة في ذهنها .
كـ. ط

“

فيها خير”.. ترسيخ للصلح بين الأزواج بالفكاهة

    يعرض التلفزيون الجزائري ضمن شبكته البرامجية الرمضانية، سيت كوم عنوانه «فيها خير» للمخرج سمير حامل، و يسلط الضوء على الخلافات التي يمكن أن تحدث بين الزوجين، و كيفية معالجتها وديا، قبل أن تتضخم، و تأخذ أبعادا تهدد استقرار الأسر .

سيت كوم «فيها خير» الذي كتبه السيناريست مالك حدار، يتم بثه عبر التلفزيون الجزائري بعد الإفطار، و هو من بطولة الممثل حميد عاشوري في دور «الباهي» خبير في العلاقات الزوجية و الأسرية، والفنانة سميرة صحراوي، التي تؤدي دور زوجته و مساعدته، و يستغلان الطابق الأرضي من مسكنهما العائلي، كمقر لنشاطهما الإجتماعي، و لا يخلو العمل من المواقف الفكاهية الطريفة.
«الباهي» ذاع صيته كخبير في العلاقات الزوجية و الأسرية و الصلح الاجتماعي، فصار مقصدا للكثير من الأزواج المتخاصمين، الباحثين عن حلول لإنقاذ علاقاتهم الزوجية، قبل اتخاذ قرار الانفصال.و يسعى الخبير، كما بينت أحداث الحلقتين الأولى و الثانية من العمل، من خلال دراسة ملف كل زوجين يقصدانه، إلى رسم ملامح شخصية كل منهما، و تحديد نقاط ضعفه و قوته، و أسباب الخلافات بينهما،  للتوصل إلى حلول مناسبة، تعيد المياه إلى مجاريها و تساعدهما على مواصلة العلاقة الزوجية، بعيدا عن شبح الطلاق و المحاكم.

و يقابل الباهي رفقة زوجته و مساعده الشخصي زبير بلحور، عدة أنواع من الأزواج من مختلف الأعمار، و المستويات الثقافية و الاجتماعية، ويرصد مختلف المشاكل التي تعترضهم وتنغص حياتهم الزوجية و الأسرية، و تتقمص شخصيات هؤلاء الأزواج، كوكبة من الممثلين المعروفين، على غرار بختة ويس، نجية لعراف، حمزة مرجي، علاوة زرماني، فضيلة حشماوي، وحيد عاشور، مفيدة عداس، حورية بهلول، العمري كعوان و غيرهم.
الملاحظ أن الحلقة الأولى و الثانية من العمل، حققتا الرضا و الاستحسان في أوساط عديد المشاهدين، الذين يتابعون السيت كوم عبر يوتيوب، كما بينت تعليقاتهم، و أشاد العديد منهم بطبيعة الموضوع الذي تعالجه الحلقات، و هو من صميم المجتمع و الواقع المعيش،  معتبرين فكرة إبراز دور الخبير أو استشاري العلاقات الزوجية و الأسرية خطوة جد إيجابية،  لتوعية و تحسيس الأزواج، و محاربة ظاهرة الطلاق التي تفاقمت بالمجتمع الجزائري، كما أثنوا على طريقة طرح بعض التفاصيل الخاصة بمواضيع الخلافات، التي تكون أحيانا بسيطة، إلا أن تعصب الزوجين، قد يوصلها إلى طريق مغلق.
من بين الحالات التي سلطت عليها الضوء الحلقة الثانية من «فيها خير»، نزاع الزوجين حول مصاريف البيت، و عدم التوافق الثقافي و الاجتماعي و الغيرة و غيرها، و هي حالات نجدها كثيرا في حياتنا اليومية، و الملاحظ أن القالب الكوميدي، الذي اعتمد في العمل، برز في عديد المواقف لتلطيف حدة المشاكل التي كان يعالجها الخبير الباهي، بشيء من الذكاء و الدهاء و الفكاهة أيضا .
وعلق بعض المتابعين بأن السلسلة ليست رديئة، بالنظر إلى موضوعها الهام و الجديد في الأعمال الرمضانية، إلا أنها لم تسلم من بعض الانتقادات، خاصة في ما يتعلق بنوعية تصوير العمل..
إ.زياري

صحتك

أخصائية التغذية الدكتورة حليمة بوغلوط للنصر
المشروبات الغازية تضر بالكبد وتسبـب السكري و هشاشة العظام
تحث الدكتورة حليمة  بوغلوط، أستاذة بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية و الغذائية بجامعة قسنطينة، على الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية، خاصة في شهر رمضان، لما لها من أضرار كثيرة على صحة الإنسان، كونها تؤثر على مختلف وظائف الجسم، في مقدمتها وظيفة الكبد و المعدة، و تؤدي للإصابة بعدة أمراض، كتشحم الكبد، أي الكبد الدهني، و السكري و هشاشة العظام و تسوس الأسنان، و احتمال الإصابة بجلطات دماغية.

قالت أخصائية التغذية حليمة بوغلوط، في حديثها للنصر،  بأنه عادة ما يتضاعف استهلاك المشروبات الغازية في رمضان، و يصبح بوتيرة يومية بالنسبة للكثيرين، تصل حد استهلاك الفرد الواحد لترا كاملا منها، خلال وجبة الإفطار، لاعتقاده أنها تساعد على عملية الهضم، و هو اعتقاد أكدت المتحدثة أنه خاطئ، ، لأن هذه المشروبات تتسبب في الواقع في عسر الهضم و تهيج المعدة، كما تقلل من كفاءة الأنزيمات المسؤولة عن عملية الهضم، لاحتوائها على السكر و ثاني أوكسيد الكربون و الماء، فتضر الجسم بحريرات فارغة عبارة عن سكريات، حيث يحتوي لتر واحد من المشروبات على 25 قطعة من السكر، تصل إلى 6 قطع في الكأس الواحد، فتجعل الجسم ينتج كمية كبيرة من الأنسولين، و تتسبب عند استهلاكها بشكل يومي، في مقاومة الجسم للأنسولين، ما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة في الشهر الفضيل، حيث يتم استهلاك المشروبات الغازية بين وجبتي الإفطار و السحور، و هي فترة يقل فيها النشاط البدني، ما يؤدي إلى تراكم السكريات بشكل أكثر، دون حرقها. و أضافت الدكتورة حليمة بوغلوط، بأن تأثيرات المشروبات الغازية على الصحة لا تقتصر على الأضرار السابق ذكرها، و إنما تتعداها للتأثير على وظائف الجسم الأخرى، و الإصابة بأمراض ناجمة عن كميات السكريات التي تتحول إلى دهون وتتراكم في الأحشاء و البطن، و تؤدي إلى الإصابة بتشحم الكبد أو ما يعرف بالكبد الدهني، وبالتالي نقص فعالية هذه العضلة.كما تتسبب في رفع نسبة الدهون في الدم، ما يهدد بالإصابة بأمراض مزمنة، كارتفاع الضغط الدموي و التعرض لجلطات دماغية، كما يؤدي الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات إلى الإصابة بهشاشة العظام، لأنها تتسبب في نقص عملية امتصاص الكالسيوم، و بالتالي تؤدي إلى اختلال التوازن بين الكالسيوم و الفوسفور في العظام، فتصبح كمية الفوسفور أكبر،  مقابل فقدان نسبة كبيرة من الكالسيوم، و تتسبب أيضا في زيادة  الوزن و تؤثر على صحة  الأسنان لاحتوائها على أحماض، حيث تتسبب في تسوسها و تآكلها، و تنصح المختصة بالتوقف عن استهلاك المشروبات الغازية، أو الاكتفاء بشرب كمية قليلة منها، لا تزيد عن كأس في الأسبوع أو الأسبوعين.
و بخصوص تأثيرها على الصائم، خاصة عند تناولها في السحور، أكدت المتحدثة بأنها تؤثر كثيرا على جسم الصائم، و تجعله يشعر بالعطش الشديد، نتيجة جفاف الجسم بفعل السكريات، كما يتسبب فرط استهلاكها في زيادة حجم المعدة، و كلما كانت الكمية المستهلكة كبيرة ، كلما شعر الصائم أكثر بالجوع. و تتسبب من جهة أخرى في اضطراب النوم، لاحتوائها على نسبة من الكافيين، كما أن استهلاكها يوميا يؤدي إلى الإدمان عليها، و ذلك لأن تناول كأس من المشروبات الغازية، يعادل استهلاك فنجانين من القهوة في اليوم.
في ما يتعلق بلجوء البعض إلى تعويضها بالعصائر الصناعية، قالت الأخصائية بأن أضرار هذه الأخيرة، لا تختلف تقريبا عن أضرار المشروبات الغازية، لأن أغلب الأنواع التي تباع في الأسواق ليست طبيعية، و تحتوي على سكريات و ملون غذائي و منكه ،  و تنصح في حال شرائها، بالتأكد من وجود مستخلص الفواكه في التركيبة، و من المستحسن، كما أردفت، تجنب استهلاكها و تنصح بتحضير العصائر في المنزل بمكونات طبيعية.
و قدمت المختصة للنصر، وصفات صحية لتحضير عصائر طبيعية كبديل للمشروبات الغازية و العصائر المصنعة،  خاصة في شهر الصيام، منها مشروب الخضر و الفواكه و هو يحتوي على برتقال و جزر و شمندر و فراولة، مؤكدة بأنه مفيد جدا ، لكونه غني بمختلف أنواع الفيتامينات و المعادن و الألياف، محذرة من إضافة السكر له، و تعويضه بحبات من التمر  أو الموز و الفواكه المجففة، فهي تحتوي على سكر طبيعي مفيد للصحة. يمكن أيضا، كما قالت المتحدثة، تحضير منقوع منعش و صحي، بوضع قطع من الليمون و أوراق النعناع  في الماء و شربه، مشيرة إلى أن هذا المنقوع مفيد جدا، لاحتوائه على فيتامينات و مضادات للأكسدة.       
أسماء بوقرن