أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
قال أستاذ الفنون الدرامية و الناقد الدكتور حبيب بوخليفة في حواره مع النصر، بأن بعض الأعمال حققت نجاحا هذا الموسم، لكن هذا النجاح نسبي، بحكم ضعف الإخراج الذي لم يوفر جماليات الصورة ، و لم يقدم بناء لمفهوم الدراما في زمن تطورت فيه الوسائل التقنية الرقمية السمعية البصرية، كما انتقد عدم توحيد اللهجات في بعض الأعمال، و هي إشكالية، كما ذكر، لا تزال قائمة إلى غاية اليوم و تعتبر دليلا قاطعا على ضعف الكتابة الدرامية السمعية البصرية، منتقدا أيضا مستوى الأعمال الكوميدية التي يرى بأنها تفتقر إلى المهارة في الأداء و بناء الحالات التي تخص الأسلوب الكوميدي.
حاورته / أسماء بوقرن
. النصر: بداية ما رأيك في الشبكة البرامجية الرمضانية لهذا الموسم؟
ـ حبيب بوخليفة: إن تحضير أعمال و مسلسلات لكل شهر رمضان، فكرة غير صحية، حيث أصبحنا نشعر عند قدوم هذه المناسبة العظيمة، بأننا في مطعم، ننتظر أطباقا تعودنا على تناولها، فقد عاد الإنتاج الدرامي السمعي البصري هذا العام، محتشما بعد نحو عامين من الركود، و هذا ناجم عن نقص الإمكانيات المادية و الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، فقد أثرت على مسار الأعمال الدرامية المحلية، التي لم تتجاوز المستوى العام المقبول المألوف، بعضها لاقت متابعة جزئية، و أخرى لاقت مشاهدة قياسية، و حققت نجاحا نسبيا، كالذي حققته في مواسم سابقة، بحكم ضرورة شهر رمضان المبارك، فيما لاحظنا غيابا لبعض الوجوه الفنية الجادة.
«عندما تجرحنا الأيام» و « أنين الأرض» خالفا التوقعات
.هل تلمس تحسنا في مستوى الكتابة الدرامية في الأعمال الجزائرية؟
ـ لم يتغير شيء في الإنتاج السمعي البصري عموما، نفس الوجوه، و نفس الحشو، سواء من حيث الكتابة الدرامية، أو الحوار المكتوب بالأسلوب المباشر الواقعي الاجتماعي الممل. انتظرنا من العملين الجديدين « عندما تجرحنا الأيام» و « أنين الأرض»، صورة متحركة لواقع الأحداث، للأسف الشديد كان الأسلوب الفني بهما ضعيفا، من حيث المقاربة الفنية المشهدية الدرامية، لقد كانت اللقطات انعكاسا للواقع بشكل ممل، تفتقد إلى جودة الحوار، بالرغم من وجود فنانين ممثلين متميزين فيه، إن العملين لم يقدما شيئا جديدا مبهرا، يساهم في تقدم الرؤى السمعية البصرية و إمتاع المشاهد.
. نفهم من كلامك أن الأساليب التقنية للأعمال الدرامية لا تتناسب مع طبيعة هذه الأعمال..
ـ لاحظت نفس المستوى التقني الفني الساذج، فهناك بعض الأعمال حققت نجاحا، لكنه نسبي، بحكم ضعف عملية الإخراج التي لم توفر جماليات الصورة و بناء مفهوم الدراما، في زمن تطورت فيه الوسائل التقنية الرقمية السمعية البصرية، لتمكن من صنع الفرجة الممتعة، كما لم يتغير شيء في الجو العام و لا في المقاربة الأدبية الدرامية، و لا حتى في الأداء التمثيلي، مع احترامي و تقديري لجهود الفنانين الممثلين.
مازلنا في مرحلة التأسيس و هذا يتطلب مستوى مهنيا، يجمع بين الثقافة المعرفية لمجال السمعي البصري، و عملية تسيير الإنتاج، حتى يصبح الإنتاج متداخلا في مساحة الصناعة الثقافية السمعية البصرية، كما يستدعي وضع مقاييس مضبوطة و تفادي الخلط بين الإبداع الفني الحقيقي الذي يتطلب المهارة، و الحشو المتواصل لإنتاج الرداءة، مع كل احترامي وتقديري لكل الجهود التي حاولت أن تصنع الفرجة و المتعة السمعية البصرية.
. لاحظنا عدم توحيد اللهجة في الأعمال الدرامية، فظهرت عدة لهجات في العمل الواحد، ما رأيك؟
ـ إشكالية اختلاط اللهجات في لغة الحوار في المسلسلات، لا تزال قائمة إلى غاية اليوم، و هذا دليل قاطع آخر على ضعف الكتابة الدرامية السمعية البصرية و على أن المقاربات سطحية، و تدل على عدم التحكم في تفضيل اللغة السينمائية، التي لا تحتاج كثيرا من الثرثرة لسد الفراغ، كما تدل على افتقاد الفعل في المحتوى الدرامي للصورة. كل الحوارات تقريبا هي كلام يومي لا يحمل دلالات سيكولوجية و فكرية درامية، فلو كان الكتاب حقا، يتقنون اللغة السينمائية البصرية، لما اعتمدوا على نقل واقع اللغة اليومية السوقية، بل يبدعون لغة يشترك فيها كل الجزائريين و هي في الأصل موجودة.
. ما هي الأعمال التي ترى بأنها أخفقت في هذا الجانب؟
لا أستطيع أن أذكر أعمالا بعينها، لأقول أنها أخفقت على مستوى اللغة، فكل الأعمال تفتقد إلى شاعرية اللغة الفنية في الحوار، و تفتقد إلى خصائص تجعلنا نستمتع بالاستماع إلى الحوار.
. هناك أعمال اختارت الجمع بين الطابعين الدرامي و الكوميدي، لإبراز جو الكوميديا أو الربط بين النوعين، هل ترى بأنها وفقت؟
ـ انتهج مسلسل «حب الملوك»، الذي أوقفت سلطة ضبط السمعي البصري بثه لمدة معينة، إلى حين مراجعة حلقاته، الأسلوب الكوميدي الواقعي الذي يتطلب كتابة توفر خصائص الشخصيات في سلوكها و حالتها المتناقضة و أفعالها، لكي يكون الأداء التمثيلي متميزا، لكن بالرغم من أنه عمل مشترك، بإمكانيات مالية مقبولة، إلا انه لم يتجاوز هو الآخر المقاربة السطحية، لتجسيد المشاهد الكوميدية الممتعة، نفس المقاربة السمعية البصرية في مسلسل «دوار السوس» للمخرج وائل عبد العزيز، في بناء الأسلوب الكوميدي الذي اقتصر على الحوار الواقعي اليومي، و ليس على الحالات النفسية المتصارعة.
.ما رأيك في الأعمال الكوميدية؟
ـ تنقص الأعمال الكوميدية المقدمة المهارة في الأداء و بناء الحالات التي تخص الأسلوب الكوميدي، كما تميزت بضعف الحوار، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، سلسلة «دقيوس و مقيوس» كان بالإمكان أن تقدم بمستوى أفضل، مقارنة بالموسم الماضي، و تتجاوز الأسلوب «السكاتشي» الساذج، و الغوص في تجسيد السخرية بشكل لافت.
. ما هو العمل الذي تراه الأفضل هذا الموسم؟
ـ في الأيام الأولى من شهر رمضان، استطاع مسلسل «بنت البلاد» في موسمه الثاني، أن يكون متوازنا و كان ناجحا نوعا ما، مقارنة بالأعمال الأخرى، لتناوله قضية الزواج العرفي وما يسببه من متاعب و مشاكل. وبالرغم من كل هذه السلبيات، علينا أن نشجع دائما على الارتقاء بمستوى الإنتاج السمعي البصري، مهما كان نوعه، و نتمنى أن يكون النقد بناء لتقديم أعمال ترقى إلى تطلعات الجمهور. أ ب